آداب التنافس في الحملة الانتخابية العراقية
بالرغم من كون العراقيين حديثي عهد بالنظام السياسي الانتخابي وبرغم كون المواقع السياسية التي يتنافس عليها المرشحون مواقع تستحق السعي إليها والتضحية من اجلها بالغالي والنفيس سواء كان المرشحون رشحوا أنفسهم للخدمة العامة أم لخدمة مصالحهم الشخصية أم للاثنين معا فانه ليس من اللائق بنا أن نحصل على هذه المواقع من خلال تقسيط الآخرين وإظهارهم بالمظهر السيئ بنظر الناخب من اجل أن يمتنع عن إعطاء صوته للآخرين ويحوله لي .
إن المرشح الذي يسلك هذا السلوك ليس أفضل من المرشح الذي يوجه له النقد أو محاولات التسقيط السياسي بوسائل غير مشروعة قولا كانت أم فعلا ولو لديه مايقدمه أفضل ممن يسعى لإسقاطه وينتقده لما تأخر عن ذلك حتى ولو كانت السلبيات التي يكشفها عن الآخرين حقيقية .
وقد رصدنا وللأسف الشديد قبل وخلال الحملة الانتخابية للمرشحين إلى عضوية مجلس النواب العراقي القادم وبصورة خاصة رؤساء الكتل الكبيرة والمعروفة الكثير من هذه الحالات المرفوضة والتي تدل على جهل وتخلف من يمارسها وضعف حيلته وبرنامجه السياسي وتأثيره على الناخبين مما اضطره للجوء إلى هذه الوسائل القذرة والغير مشروعة ، وهذا يدل على انعدام الثقافة المتحضرة التي تعكس الخلق الرفيع والتعليم الراقي لهؤلاء وهو مايشكل لنا قلقا كبيرا على مستقبل العراق عندما يتولون أموره مثل هؤلاء.
لذلك يجب على مفوضية الانتخابات أن تعد ذلك من الوسائل المخالفة للقوانين وتتخذ عقوبات صارمة ضد من يمارسها.
إن الوسيلة الوحيدة اللائقة والمشروعة والتي تتفق مع المثل والأخلاق العربية والإسلامية والثقافة الديمقراطية ، هي أن يعرض كل مرشح أو رئيس كتلة سياسية مالديه من برامج وأفكار وأهداف يطمح إلى تحقيقها خدمة للصالح العام من خلال موقعه كعضو في مجلس النواب وان يتفنن بكيفية عرضه لجذب الناخبين واكتساب أصواتهم ويترك الخيار الأخير للناخب دون التعرض للكتل الأخرى أو للمرشحين الآخرين .
فالأفضل والأصح أن نشعل شمعة بدل من أن نلعن الظلام كما قيل ... لنقل هذه برامجنا وهكذا سنفعل وعلى الناخبين أن يختاروا مايحبون حسب تأثير الدعاية الانتخابية لكل كتلة أو مرشح إذا أردنا لهذا البلد أن يصحح مساره نحو الغد المشرق ويبني الدولة الديمقراطية.
غازي الجبوري
التعليقات