.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


لعنة سرير

أبوالقاسم علوي

على هذا السرير مات أبي ..وعلى السرير نفسه ، أراك تصارع لحظة تزحف نحوك في ثبات ، لتخطفك  مني ..

يدك الباردة تعلن في هدوء بدء الوداع ، دون إذن مني ، وأنت الذي كنت تستأذنني في كل أمر .

أراني اليوم من يستأذن للدخول عليك ، ولا أملك حق البقاء بين يديك  .

الطبيب الذي يبدو عليه الإنهاك ، يهمس إلي بالجواب نفسه ،يوم سألته عن وضع أبي ..

" أملنا في الله كبير"

وبلباقة لا تكلف فيها ، يضع  يده على كتفي ويشير بالأخرى إلى الباب ،

 يسبقني بخطوة ،

و يهز رأسه طالبا مني مغادرة الغرفة .

الأطباء لا يحبون أن يشاركهم الآخرون في لحظة الوداع ..

إنهم يمارسون هذا الطقس في هدوء، بعيدا عن ضوضاء دموعنا.

لا شيء تغير في غرفة الإنعاش..

فصل واحد لا يتبدل ، رائحة الغرفة ، الصوت المنبعث من ذاك الجهاز ، الطبيب نفسه..

وأنا وحرقتي .

الفرق الوحيد ، أنك من يرقد هنا اليوم ..

 أرى أبي فيك ،

وأراك في أبي .

أهوي عليك بقلبي لأطبع على جبينك قبلة ،

لا أدري..

قد تكون الأخيرة مثلما فعلت مع أبي ..

الآن فقط ، أدركت جيدا كنه تلك النظرة  الحانية ،وما أضمرته إطراقة أبي يوم سألته ببراءة الأطفال " كم تحبني؟" ابتسم بعدها وهو يمسح بيده على خدي ، ثم ضمني إليه ضمة ، أشعرتني أنني في أوسع وآمن مكان ..

افتح عينيك الآن لتراها في عينيّ.

لم تسلني مثلما سألت أنا أبي ، وكأنك كنت تعرف الجواب ، ورقدتك اليوم على هذا السرير حملت إلي جواب السؤال الذي أعجزه .

لكنني لم أكن أحتاج إلى كل هذا الجواب يا صغيري .

قلت لي يوما :

ـ لماذا تركنا جدي في القبر وحده وعدنا إلى البيت ؟

ـ عندما يموت الإنسان ندفنه ونعود .

ـ والأطفال ؟

ـ كل إنسان .

ـ لكنني أخاف هناك وحدي يا أبي ..

قلت في نفسي يومها  ، إنهم الأطفال يحبون أن يكتشفوا كل شيء ،

الآباء يا كبدي لا يحبون أن يسبقهم أبناؤهم إلى هناك..

لكنك قد سبقتني .

يبدو أنك كنت تعرف الكثير يا صغيري .

 

 

 

 

أبوالقاسم علوي


التعليقات

الاسم: زهير علي
التاريخ: 2012-12-23 11:09:56
الله اكبر على هكذا حزن يمي القلب ويثير الشجون الى رحمة الله كلنا انشاء الله عاشت الأفكار وعاش القلم الذي سطر هكذا أحرف إلاهية

الاسم: عبد الكريم شقرة
التاريخ: 2010-07-06 08:56:16
لله درك أخي بلقاسم .قلم يحفر في عمق المعاناة , يجسد الواقع بكل جزئياته .حرفك مؤلم ينبعث من قلب مرهف الحس.علمنا كيف تكون الأبوة بقلبها المتعلق بالأمل وكيف تضيع الآمال والأحلام وتبقى القلوب كبيرة كبر ما منحها الله من لطف وصبر .سنة الحياة تسيرنا إلى حيث لا نرغب .........لك جمال الحرف .....دام شموخك

الاسم: قصي عطية
التاريخ: 2010-03-29 21:53:46
أبو القاسم علوي:
تحية كبيرة ، أعدت قراءة نصك عدة مرات ، عشت تفاصيله لحظة بلحظة، وأدهشني هذا الكم الهائل من اللغة السردية المنسابة بكل هدوء، واللحظات الإنسانية العميقة؛ التي توقد في صدر الإنسان وجعاً موصول الأنين ..
تقبّل مروري على نصك، ولك محبتي، ولمن فقدت الدعاء بالرحمة

الاسم: أبو القاسم علوي
التاريخ: 2010-03-02 12:23:06
العزيز الاستاذ كاظم الذي نحبه ونحب أن نقرأ له..
تحية تليق بقدرك..
سعيد جدا أن أراك على نص كتبته ، فذاك يزيده قميةأرجو أن أكون لها أهلا ..
تقبل أخي العزيز مني فائق التقدير والمودة ودمت قريبا.

الاسم: كاظم الشويلي
التاريخ: 2010-02-26 14:58:08
استاذنا ابو القاسم

نص حزين ويدمي القلب

وسرد قصصي لايصدر الا من كاتب بارع مبدع مثل ابو القاسم



احترامي وتقديري




5000