.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


الحمار رفيق البشر عبر القرون

8 مايو يوم الحمير العالمي 

عرض : الأستاذ الدكتور محسن عبد الصاحب المظفر 

الكاتب: كيف لي ان اصف الكاتب وهو مصباح يمتص حشاشته ليفنيها هدياً على مسالك العابرين او هو كمثل راسية تتقبل الاعصار وتعكسه على سفحها خيرات عذبة المدافق هو سفيرنا في أوربا ممثلاً للفكرة الناصحة والكلمة العذبة والمواقف الإنسانية الرائعة كتب في التاريخ والتراث والسياسة والعلاقات والتراجم وفي السلوك ، وانتبه الى الحمار الحيوان الذي رافق الانسان دهوراً يخدمه ويسهل له حياته ولكنه برغم ذلك مهان ومظلوم ظلمه المجتمع الإنساني وقست عليه الحياة وذمته حتى الأديان فانبرى ينصفه في يومه العالمي (8) مايو ويكتب عنه كتاباً يحمل عنواناُ ظريفاً ينجذب اليه القارئ هو "الحمار رفيق البشر" ماذا عن الحمار وما شأنه في حياة الانسان.

   الكتاب مهم ومصدر لمن يريد البحث عن هذا الكائن ولذا أرى ما اعتقده وجوب تجنب ذكر بعض الفقرات التي لا لوزم لها وارجو من المؤلف ان لا يرد على اعتراضي هذا .

يبتدأ مقدمته بـ(اهلاً بكم في عالم الحمير) ويذكرنا بيوم الحمير المحددبالثامن من مايو فهو يومهمالعالمي، برغم من الانتقاص من قيمة الحمير عند البشر، فلهم يوم احتفالي هو رد اعتبار لهم لما يقدمونه من خدمات جلى ويشك المؤلف بأن رعاية الحمير في الدول المتقدمة تفوق رعايتها بالدول العربية

اعتقدت ان المؤلف قدم لكتابه ولكني بالأخير وجدته يدخلني بصلب الكتاب مباشرة من خلال هذه المقدمة اذ بدت وكأن لا نهاية لها .

ويردف المؤلف ليشير الى اهتمام المصريين بالحمار فزكي طليماتأسس جمعية الحمير المصرية (1930-1993) التي بلغ أعضاؤها (30) الف عضوا ، واعيد تأسيسها عام 2004م ، واسست مثيلة ذلك في السليمانية 2014م شعارها (السلام العمل (ركوب الحيوان)).

ان للحمار خدمات كثيرة منها في ارشاد العميان وفي الفلاحة ونقل المؤنة.

      لقد قيم الحمار كثيرون ومنهم فيثاغورس ، الذي عد نظرية الخط المستقيم اقصر المسافات بأنها نظرية الحمار.

ولما انتشرت الصناعات وتقدمت وسائط النقل داخل المدن وبينها ، قلت أهمية الحمار سوى ان المؤلف شرح موقف بعض رجال الدين في النجف الذين حرموا استخدام وسائط النقل المصنوعة في الغرب الكافر وشجعت على إبقاء الحمير للركوب بأعتبارها الواسطة المثلى لنقل البضائع والتنقل وكان ذلك النبذ حادث في وقت سابق.

 وبدا المؤلف متحمسا للحمير وحاول ان ينصفها بأي طريقة فألف مسرحية عنوانها (الدفاع عن الحمير) تبدو من خلال مجريات الدفاع بأنها مسرحية طريفة والمحامي د. جعفر عبد المهدي المدافع بصفته الموكل اهم ما قاله عن موكله (الحمار) ان موكلي مخلوق وديع و وسيم وهادئ ومسالم ليس لديه مخالب ولا انياب ولا قرون، فهو لا يعتدي على احد وليس له جيب عريض لسرقة المال العام ، علاوة على الخدمات الكبرى التي ينجزها في الزراعة والبضاعة والعمران.

ولما قال القاضي ان صوت الحمار منكر، قال الدفاع ان صوت الحمير بالجمع ويعني تداخل الأصوات بتداخل الاوتار 

ويؤكد المؤلف على استخدام الأنبياء والصديقين في تنقلاتهم على الحمير، فالسيد المسيح عليه السلام دخل القدس على ظهر أتان أو جحش ابن أتان، والامام علي (ع) قد استخدم حمار النبي (ص) المعروف باسم يعفور.

الهوية الشخصية 

يقول المؤلف ان الحمار او المطي باللهجة العراقية من الفصيلة الخيلية ويكنى بأبي صابر لصبره وصغيره جحش وانثاه أتان وأن العرب اطلقوا عليه (العير) . ويؤكد بالأمثلة على ذكاء الحمار.

وذكر المؤلف ان كاتبا اخراهتم بالحمار هو الأستاذ عبد الاله الصائغ الذي دبج بحثا عن الحمير بعنوان (الحمير في النجف) وتحدث المؤلف عن مسيرة حياة الحمار ومدة عيشه 40 سنة وتكاثره وطعامه ويذكرانه لاحظ في العاصمة الصربية بالغراد عبوات لحليب الحمير بسعر 350 دولارا للكيلو الواحد وان الحمير ودية الطبع تقاد بسهولة وبالإيعازات. 

ويستمرالمؤلف مفصلا ومن خلال تجاربه بأن للحمير لغة عالمية موحدة ، فله تجربة في قرية اسبانية إذ نطق بأذن الحمار عبارة (زعرررر) الى آخر الكلام فهاج الحمار وهاجت الاحمرة معه وبنفس التجربة وشوش المؤلف بأذن حمار في مزرعة في منطقة انجيلة في ليبيا فهاج الحمار ورفس صاحبه ...

اذن هذه عبارة موحدة تغضب أي حمار في العالم علماً ان العبارة لها تكملة ابقاها المؤلف سراً.

والحمير تتزاوج ما بينها اما اذا تزوج الحمار الذكر مع انثى الحصان فيعطينا بغلاً عقيماً لا هو ذكر ولا هو انثى ، وبنفس الحال ان تزوج الحصان بأتان فالوليد بغل او نغل عقيم.

وصنف المؤلف الحمير المستأنسة وجعلها اصنافا مسماة بحسب اماكنها فالحمار القبرصي يختلف عن الحمار الأمريكي ، وللحمير تاريخ تليد وانتشارهم المكاني واسع على كل العالم ويوجد منهم في الصين وحدها (18 مليون) حمار واقل الحمير في اوربا.

وللحمير تاريخ:

بدأ المؤلف بتاريخها تفصيلا منذ بدايات عصور الحضارات الاولى من رسومها في كهوف تلك الحضارات القديمة ثم يترك استمرار الكلام عن مراحل تاريخ الحمار ليتكلم عن ظلمنا له في الوقت الذي تحاول اوربا العناية به ومنع توظيف اسم الحمار للمسبة ، وبرغم من ذلك فان ما يعيب الحمار عناده .

ويروي المؤلف لنا رواية نجفية عن حمير طمةالحويش وخدمات الحمير للمدينة القديمة في نقل المواد الانشائية وان شيخ المجارية يومذاك يدعى عبد ابو الجوع.

وأطفال ذاك الزمان يرددون 

كل المطايا شيبت 

وأبو الجوع بعده جحش

ويعود المؤلف لتاريخ الحمير ويذكر أهميتها تاريخياً فالصينيون يعالجون بعض الامراض بدواء من جلودها وكيلوباترا تستحمبحليب الاتان لحفظ جمالها ، والادباء استخدموا اسمها للتعبير عن أفكارهم 

سوى ان أهمية الحمير قلت بتطور وسائط النقل.

وبها تراجع دورهاالتاريخي ، برغم من محاولات الذين قصدوا إبقاء الحال كما هي ورفض كل تغيير فحاربوا وسائط النقل وشجعوا على تفضيل ركوب حمير الله على ركوبالشمندفر.

ذكر الحمار في القرآن الكريم ، أذ ورد ذكره في خمس آيات كريمات الأولى عن صوته الحاد المسمى ب (النهيق) ، اذ  توجه الآية الانسان للتحلي بالهدوء عند الكلام حتى لا يكون صوته عاليا كصوت الحمار ، وآية ثانية  تناولت قصة النبي عزير احد انبياء بني إسرائيل والأية الثالثة تناولت حالة الذين يحملون كتباً لاينتفعون منها (كمثل الحمار يحمل اسفاراً) والرابعة تنبه الى ان الخيل والبغال والحمير خلقت لتركب وانها زينة والخامسة ضربت مثلاً كالحمير التي فرت من الأسد .

وضربت الامثال عن الحمار وهذه الامثال منها عربية وأخرى عالمية منها 

- عيش يحمار علما يجيك ربيع – مثل عراقي

- التكرار يعلم الحمار – مثل عربي

- من مذلة الحمار صنع الحصان مجده – مثل عربي

- سكتناله دخل بحماره – مثل فلسطيني 

- حمارتك العرجة ولاسؤال اللئيم – مثل مصري 

- الحمار حماري ونركب من تالي – مثل ليبي

- الخوف يجعل الحمار اسرع من الحصان – مثل روسي 

- اعتقد الحمار نفسه عالماً لانهم حملوه كتباً – مثل امريكي 

- ماذا يعرف الحمار عن شدو العندليب – مثل روماني 

والامثلة التي ذكرها المؤلف كثيرة وبعد ان اشبعها ذكرا انصرف ليتحدث عن أنواع الحمر في العالم 

وهذه الحمير رافقت شخصيات اجتماعية مهمة وانبياء وحاكمين وسياسيين وكتاب وادباء وبعضها عرف بأسماء داجنيها مثل الحمار الذهبي وهو عنوان رواية كتبها امازيغي جزائري والحمار الفرعوني الذي اعتبر رمزا للألة "ست" وحمار السيد المسيح الذي ركبه لدخول القدس وحمار جحا حيث كان جزءاً من تصميم فكاهته وقد اسهب المؤلف في الحديث عن الشخصية الجحوية ومثيلاتها عند شعوب أخرى وحمار مروان كون الخليفة الاموي مروان بن محمد كان معجباً بصبر وذكاء الحمار وقدرته على التحمل والتجلد واتخذه شعاراً وما كان ذلك لخدش سمعة الخليفة بل لترمز للقوة والشجاعة في زمنه (زمن الشدائد) ، وحمار الحاكم بآمر الله لا نه كان يركبه و يطوف به في الشوارع ، والحمار الديمقراطي ، أذ انه في عام 1828 م اختار المرشح الجمهوري حماراً رماديا والصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط البلاد ، وحمار سيمبسون الذي استخدم الحمار لتقديم الإسعافات الأولية ونقل الجنود الجرحى الى الشاطئ ثم بعد ثلاثة أسابيع قتل ودخل هو وحماره اسطورة "انزاك"تخليداً لتضحيته وأقيم له تمثالاً بمعية حماره . وحمار الحكيم كعنوان رواية الفها توفيق الحكيم عام 1940م وهي رواية تركز على الريف المصري واحواله وفيها شيء من الطرافة 

وحمار بوريدان الوارد في اطروحته حول الإرادة الحرة فالحمار بين كومتين من القش متساوية البعد تماماً يصبح غير قادر على الاختيار فيهلك جوعاً ويضرب المثل للرجل المتردد امام خيارين 

اما (الحمير الطائرة) اطلقت على فريق (فيرونا) الإيطالي لكرة القدم ، وقد عنى الجمهور بذلك ان الحمير ستطير قبل تفوق فريق كينو

اما الحمير التي كتب المؤلف عنها في النجف ولها ذكر في الادبيات مثل حمارة السيد أبو الحسن الاصفهاني وحمارة الملاية وحيدة ، وحمارة الميرزا جواد الطبيب  الذي كان يعتمد عليها في الركوب ، وتداول الناس حولها كثيراً من المداعبات والاحاديث الطريفة 

وكشف لنا المؤلف ان كثيرا من الادباء المعروفين كتبوا عن الحمار وبأسمهمثل :

احمد رجب  - مذكرات حمار ، عبد اللطيف بدوي (حماري) وعباس العقاد "احسن حمار" ومحمد بن سعد " الحمار المفتري عليه ، وطاهر زمخشري " حديث حمار " وحسن ظاظا" أفكار عن الحمار " وعلاء الدين صالح " ثورة حمار "  ويتبعهم توفيق الحكيم 

  ونوه المؤلف بإسهاب عن الادبيات في ذكر الحمير ، فحمار الزعيم سعد زغلول الذي يركبه في ذهابه الى مزرعته يومذاك وصفه الشاعر احمد أبو النجاه قوله : 

حمار الزعيم زعيم الحمير                                         على عرش ملك الحمير أمير    

لجام من العز في فكه                                                إكاف على ظهر من حرير 

تخر البغال له سجدً ا                                                   وتحسده الخيل عند المسير 

ويدخل الادباء الحمار قسرًا في أدبياتهم واحياناً بالشكل الذي يشوه الصورة، ويستغل اسم الحمار للهزء والتنكيل الامر الذي اخذه السياسيون المعارضون لتشويه سمعة مناوئيهم

والشاعر الفلسطين (حاتم جوعيه) يدافع عن الحميرو قد عارض قصيدة فاضل أصفر في بيته الشعري

إذا ظهر الحمار بزي خيل

تكشف امرهعند النهيق

ثم يقول معارضا اياه :

يطيل نهيقه قبل الشروق

ولم يبخل به عند الغبوق

حمار دائما ابدا حمار

ولو اعطوه من خير العليق

وصوته أقبح الأصوات طرا

ومذموم ومن زمن سحيق

الى اخر القصيدة

ويذكر لنا المؤلف قصائد كثيرة بشأن الحمار وجميعها قصائد طريفة وبعضها احتوى على ترميز وتنويه عن شخصيات سياسية ومجتمعية .

   ومن الشعراء بشار بن برد لما مات حماره رآه في الحلم يقول له مت عشقا بأتان وانشد :

سيدي مل بعناني

نحو باب الاصبهاني

ان بالباب أتانا

فضلت كل اتان

تيمتنى يوم رحنا

بثناياها الحسان

   وكتب المؤلف عن المجارية وخص الكلام عن مجارية النجف وهم جماعة لا شغل لهم سوى قيادة الحمير ولهم ادب شعبي من خلاله يقدمون النصائح لأبنائهم وكثيرا ما تنشأ بينهم معارك تشارك لها نساؤهم وفي معركة دارت بين شيخ المجارية واحدهم مات اثرها الشيخ نفسه ووقفت زوجته ترثيه قائلة :

موتتك بردة        يمعصور الخصه

لا بزكطة متت      ولا بتعنفصة

وللمجارية ادعية خاصة يذكر عنها المؤلف بانها لاتصيب ولا تضر .

هذا الكتاب الذي عرضته فريد في مادته جريء في حواراته وليس بمقدور كثير من المؤلفين تناوله وقد أشار مؤلفه البروفسور الدكتور جعفر عبد المهدي صاحب الحسناوي المقتدر الحاذق الى ادبيات ثرة بكتب نادرة لمؤلفين كبار تناول اكثرها جانب الدفاع عن الحمير كمخلوقات مستأنسة خدومة صبورة  كان لها دور عظيم في تسهيل تنقلات الانسان ونقل بضاعته  ودورها في الزراعة والسقي  سوى ان الناس اعتادوا جعل اسم الحمار شتيمه لبعضهم البعض

   الكتاب رائع وجدير بالقراءة




أ د. محسن عبد الصاحب المظفر


التعليقات




5000