غفلة
لا أدري كيف زحفت إلى بيتي تلك الحية السوداء
كيف غافلت أمومتي ويقظتي
وقرون الاستشعار
انسابت تحت زرعي اليانع
وسكنت حديقتي الغناء
وكنت أظنني لا أغفل ولا أنام
أواصل حرصي ورقابتي بالليل والنهار
لا في صغيرة مهما كانت
ولا في شأن مهما كان عظيما
من أمر أولئك الصغار
وكنت أرعى طيوري الزغب
وأتبعهم بدعائي
كي يشتد عودهم ويستقيم ريشهم
ويحلّقوا كأشجع طيّار
لا أدري كيف ارتقت وليس لها أقدام
ماكنت أعلم ان للزواحف غير الفحيح
أهرب من صورتها فإذا بها
تصول في منزلي الفسيح
تقرض سعادتي بلسانها القبيح
ولا تختفي
تستطيل كأنما تريد أن تكون مثل أسيادها
فهل سمعتم يا إخوتي بمثل هذا الغباء ؟
الأفعى تسللت كما اللصوص والسراق
في هيأة عصفور أصابته أيدي أطفال أبرياء
تظاهرت بالضعف وهي الماكرة
فلما طاب عيشها واستوت
ظهرت بحقيقتها الغادرة
جحدت كل إحسان
أعلنت النكران
أليست أفعى وحية رقطاء ؟
كافأت الإحسان بالجحود
سمّمت عيشنا
نفثت سمها الخبيث في زوايا بيتنا
وانتهت بأن زرعت الخراب في جحرها
تلك الناكرة
لا تلوموا غفلتي فكلكم تأوون في بيوتكم
أفاعي وربما الكثير من الجرذان
وتعتقدون أنكم في أمان
حتى إذا غفلتم كما غفلتُ
أخرجت الأفاعي ألسنتها الحقيرة
وقرضتكم الفئران بأسنانها الكثيرة
وفوجئتم كما أنا
لكن بعد فوات الأوان
سبحانك ربي وحدك تعلم من خلقت
على هيأة بشر أو ثعبان
وحدك تدري كيف تجري
أقدار هذا المسكين الإنسان
تعرف أن من البشر من فاق في كيده الشيطان
سبحانك ربي
عليك بالأفاعي والثعابين
إنها لاتعجزك
عليك بها فقد أعجزتنا بزحفها المؤذي
أرعبت قلوبنا بفحيحها
فانتقم يا خالق الأكوان
فاطمة الزهراء بولعراس
التعليقات