في ذكرى الآباء والأجداد يتحقّق مجدا..!
هُنا أصوات بشرية كانت تتكلّم..
كانت تتفوّه عن تاريخٍ ماضٍ مُشرق..
كانت تستحضرُ أعمالاً فكرية وأخرى عملية فعلية..
تشرحُ كيفَ أنّ أناسًا كانُوا في غايةِ كدحٍ ليلَ نهار..
لا ينتابهمُ اليأس القاتل..
بل في حالةِ ديمومةِ جُهدٍ لا يتوقّف مع نفسٍ لا تخنع أو تتقهقر لهواها..
العملُ الكادح كانَ شعاراً لأناسٍ كانوا يبنونَ النّفس كالجبل الشامِخ..
هكذا كانَ المقياس الشامل للجيل الصّاعد والفاعل والمتطلّع لحياةٍ أسمَى مجدا..
في ذكرى الآباء والأجداد يتحقّق مجداً .. يتدفّق نهراً فيهِ كلمات وعبر للأجيال..
كم للذكرى طعم مُمْتِع..؟
إذ كانت تحكِي حكاياتٍ وعظية..
تُخبر عن رؤية ذهبية..
وحقيقٌ لو تقرأ تلك الحقبة الزمنية..
لأدركتَ فِعال وخصالٍ ليستْ موجودة في الزّمنِ الحاضر..
النّفس كانت طيبةً بطيبِ أصحابها الأخيار..
المحبّونَ للغير بحبِّ ليسَ فيهِ زيف أو تدليس كما الوقت الحالي..
ترى فيه جمع تحسبهم إخوة لكنّ قلوبهم شتّى ليست ألفا..
الصدقٌ سماتٌ وخصائص رجال يقفونَ بين يديك..
ويمدّون العونَ إليك..
ويزفّون البشرى لديك..
يتسابق كلُّ في تقديم نصائح ومشورات..
بدون مقابل أو مصلحةٍ شخصية تُذكر لنفسٍ لا تبحث عن غايات بنكية (ربحية)..
سرائر كانت بيضاء..
وعقولٌ كانت تسمو بالأهداف العليا..
تقدّم كل ما تملك للغير..
من أجل بناء الأجيال ..
وكتابة تاريخ مِعطاء..
يتحدّث عن ماضٍ ليرسم مستقبل وضّاء.
يونس عاشور
التعليقات