Salut
مدن الملح والأمنيات
تجيئني الأمنيات في أطباق من نور
تحتفي بها ملائكة الله
تلوح صافية كالكوثر
تترقرق بمائها السلسبيل
والمجد يمدها من بعده سبعة أمجاد
ترقص الأمنيات رقصات الدراويش
تضرب الأرض بأقدامها المتشبثة بالأرض
يطير الغبار
تنتفض الأعداد
الصباحات حبلى بالكلمات المضيئة
وفي يدي مسبحة
أتكئ بها على عجزي والفراق
يا أيها الليل متى تنجلي
طال البعاد
في الطرقات عسس وعسكر
في الطرقات رمل وأحجار
على الرصيف أصنام تصطف ولا تراعي
وفي الأسواق زحام وأشياء رديئة
في المقابر صمت المظلومين
الذين ترجلوا عن ظهر الزيف
توحدوا مع الأرض وبانوا
رحلوا وما ودعوا أحدا
تمادوا في الصمت و العناد
في مدن الملح العنيدة
تتوارى شخوص في الظلام كالأشباح
تبتعد وتهرب من النور
تبالغ في الصمت المريب
وتختفي كلما أضاء ضوء النهار
تعود ليلا كي تحتفي بالظلام
لا تسأم من خراب ولا من فساد
في مدن الملح الجديدة
تتجمد الأحلام كتماثيل مخيفة
نحتها الألم
تقف شاهدا على من رحلوا ويرحلون
رفعوا رايات بيضاء
تركوا كلمات قليلة
تلتها شفاههم وهو يغادرون
ما أتعس العالم
ما أتعس البلاد
أيها الضالعون في الصمت المريب
ضعوا على وجوهكم أقنعة جديدة
التحفوا بأسمال الخوف
ارتعدوا طمعا واسحبوا إليكم الفناء
غنوا وارقصوا في كل عزاء
اشمتوا واشربوا نخب الحماقات الكثيرة
واركعوا للعباد
أيها الضالعون في الأثرة والإثراء
كلوا واشربوا وأسرفوا
ولا تطعموا الطعام
لاتفشوا السلام
فات الأوان
انتظروا قليلا
قريبا ستنشق الأرض عن أمنيات النور في أطباق جديدة
قريبا تذروكم رياح الصبر العنيدة
ولعنة الأجداد
فاطمة الزهراء بولعراس
التعليقات