الفرهود البغدادي
عرف الفرهود البغدادي بشكله البشع في العهد العباسي في كافة عصوره , عندما يشك أو يغضب الخليفة على وزير أو قائد جند أو من أحد المقربين له بمركز وظيفي أو النسب فيأمربأسره وسجنه أو قتله ويمنح العامة أذنا بسرقة وفرهدة قصره ومزرعته وضياعه لحد سرقة أبواب بيته وشبابيكه وسجادة صلاته وماشيته وغلمانه بل وحتى مسامير بيته وحصانه وسرجه وسيفه ودرعه وأرخ المؤرخين الكثير من الحوادث فقد ذكرالتأريخ عام 884م قيام العامة من أهل بغداد بالهجوم على الدير القديم الخاص بالنصارى ونهبوه عن بكرة أبيه لجهلهم وغباؤوهم ولاشك أن الجميع يتفق على نهب ممتلكات البرامكة وقصورهم وخدمهم عند غضب الخليفة هارون الرشيد وتنكيله بهم وقبله قيام أبو جعفر المنصور بقتل قائده الشجاع أبو مسلم الخراساني وفرهده قصوره وأمواله وضياعه في فارس وبغداد ثم قتل الأمين أبن هارون الرشيد ونهبت داره ومافيها من جواري وغلمان وقطع جسده بالسيوف ثم قتل الخليفة المتوكل والمعتز ونهبت أملاكهم وجواريهم ودورهم لتستمر مهزلة الفرهود بعدد أخر من الخلفاء وأثناء خلافة المتقي لله (940 – 944)، ثار عبد الله البريدي على الخلافة العباسية واستولى على بغداد، وبدأ هو ومن معه بالقيام بعمليات السلب والنهب، فسرقوا الدواب، وأخرجوا الناس من منازلهم، واستولوا على الأسواق، فغلت الأسعار، وصادر أموال الناس، وأخذ أموال التجار غصبًا، حتى أن بعضهم بدأ يستتر لكثرة ما طلبه منهم من أموال، ونتيجة لذلك بدأ الناس في نهب بعضهم بعضًا في بغداد، وهجموا على المنازل في الليل والنهار، أملًا في الحصول على القوت، وعمت الفوضى في بغداد. حيث يتم فرهود بغداد من قبل سكانها قبل وبعد دخول المغول الذين قتلوا بوحشية جند وقادة الخليفة المستعصم بالله الذي مات جائعا في سجنه أمام أطباق الذهب وفرهدة قصوره وأسطبلاته من قبل العامة الغوغاء وتوزيع جواريه وغلمانه ونسائه على قادة جنده وماتلاه من حرق الكتب ورميها في نهر دجلة كما يذكر التأريخ , ثم بعد دخول الأنكليز الى بغداد عام 1917 وهروب العثمانين ليتم الفرهود حال كسر السجناء لأبواب سجنونهم ثم أنطلقوا نحو الأسواق والخانات ومحلات اليهود والنصارى وأغنياء بغداد وقيام الغوغاء بسرقة معسكرات الجيش العثماني وقصورهم واسلحتهم ومواشيهم ومزارعهم ثم يتواصل الفرهود الى كل معسكر تركه العثمانين لسرقة أسلحتهم ودوابهم لحد مدينة الموصل الذي سادها الفرهود والقتل بلا رحمة ولارقابة ولم تخلوا ثورة العشرين من الفرهود كذلك في مدن الجنوب وبعقوبة و بعد ذلك بقيام المملكة العراقية وأنتفاضة العقداء الأربعة أو مايسمى – دكة رشيد عالي الكيلاني – عم 1941 للأحياء التي يسكنها اليهود ببغداد مثل محلات فمبر علي وأبو سفين والبتاوين وحرق الكنيس اليهودي من قبل أخوتهم العراقين كونهم مواطنين أيضا بغض النظر عن دينهم فهم عراقيين منذ أكثر من الفي عام حين تم أسرهم في 740 قبل الميلاد من قبل الأشورين وملوكهم وبذلك تم نهبهم و تهجيرهم بغباء أحمق يندى له جبين ذلك الجيل وكل جيل وبينهم كوادر مهمة في الطب والهندسة والتجارة والتعليم قدمت للعراق خدمات جلى ومنهم وزير المالية ساسون حسقيل الذي كان أمينا على خزانة المملكة وتجار وأطباء مشهورين كانوا يتعاطفون مع فقراء بغداد ويعالجوهم بالمجان . وجاء فرهود أخر لدولة الكويت الذي أكد روح الغزو عند أبناء العشائر ومنتسبي الجيش العراقي وقادتهم حيث جرت بعدها للعراق مشاكل كثيرة أقتصادية وأجتماعية دفع ثمنها من ثروة العراق النفطية ليومنا هذا وموت بائس الى الالاف المقاتلين الطيبين من منتسبي الجيش العراقي ودفنهم أحياء بصحراء الكويت وبالتالي بداية لحصار ظالم بدأ فيه الفرهود لحوال 14 محافظة بل وحرق مؤوسسات الدولة بلا رحمة لتحصل مذابح رهيبة بين أخوة الدم والوطن ومن ثم حصار رهيب لينتهي بزوال حاكم أحمق وحزب أصبح دائرة أمن وأستخبارات تعسفية بحق المواطن العراقي وتحكم عشيرة تكريتية فاسدة حد النخاع خدعت البعثين البسطاء و الملايين من العراقين بحكمها وقامت بذبح مثقفيه ومفكريه بقسوة وبلا محاكمة وأولهم خيرة البعثين الوطنين الشرفاء في مهزلة قاعة الخلد السيئة الصيت في 22 تموز عام 1979 ليظهر على الساحة أمير الفراهيد ولص بغداد طلفاح التكريتي ليستولى على أراضي المواطنين ودورهم على نهر دجلة والدورة ثم يتبعه أخرون من المقربين للعشيرة الفاسدة ليفرهدوا مزارع الفلاحين في أبو غريب والتاجي والكاظمية والراشدية لتكون مزارعا لهم بلا حق .
وجاء اخر فرهود مخزي ومؤلم جدا بحيث أساء للعراق وتاريخه حين غزا الجيش الأمريكي بالتعاون مع قوى التحاف ليدخلوا بغداد ببداية شهر نيسان عام2003 بأمر هولاكو جديد اسمه- جورج بوش - ليهزم نده وند والده بوش وخصمه - صدام التكريتي - وجيشه وفدائيه وأعضاء حزبه بساعات ببغداد بشكل مخز جدا وليسمحوا الى أهل بغداد والعراق بنهب الدوائر الحكومية والمؤسسات بشكل مخجل جدا ودنىء ولم تنج منهم المعسكرات التي كانت مقرات لجيش كان يحميهم ويدافع عنهم بحيث صار معسكر الرشيد الذي بني بمليارات الدولارات منذ عام 1920 أرض يباب ومكب للزبالة و تم بسفالة ونذالة سرقة المتحف العراقي وتحطيم محتوياته بشكل ماساوي بشع من قبل الذين كانوا يهتفون له بالروح بالدم نفديك ياصدام ولم يفديه أحد منهم بل تم سرقة قصوره وقصور عائلته وقادته ومن المخجل حقا والمؤسف أن يحدث فرهود تحت سمع وبصرالأمريكان الغزاة الذين يتبحجون بالديمقراطية والخلق ثم يتم فرهود أخر مخز للتأريخ بعد تشكيل حكومات من عام 2003 سواء برئيس وزراءها أو من معيته من الوزراء ووكلائهم والمديرين لخزانة وثروة البلاد بطرق أحتيال رهيبة ومنها فرهود النفط وبيعه خارج سلطة الدولة لتظهر عصابة لصوص محمية من الدولة نفسها المنتخبة من شعب مخدوع ويعلن قادة الفرهود بسرقتهم ملايين الدولارات وعلى راسهم رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ليصرح بلا خجل بالتلفزيون العراقي أنه ساوم الأمريكان على حق حزبه الأسلامي بالفرهود باللهجة العراقية : هاي كياتنه وهاي كياتك : ومعناها بالعربية الفصحى : هذه المبالغ لنا وتلك المبالغ لكم ثم ليعلن نائب أخر- مشعان الجبوري – ونائبة فاسدة تصرح بتقاسم الكعكة دون اسحياء واخرون يستلمون الملايين رشوة ثم لينهب وزير النفط والكهرباء والتربية والتعليم ووزير المالية ووزير الخارجية ووزير الدفاع الفاقدين جميعا لشرف المواطنة فرهودهم علنا ومعروفة اسماؤوهم بذاكرة العراقين ليهربوا أموالهم وليغسلوها خارج العراق لأنهم شطار واذكياء وليذهب الشعب والعراق الى الجحيم معا بصمته .ولاتخلوا الأحزاب الأسلامية من الجناحين والميليشيات من الفرهود والخاوة والتزوير ليومنا هذا .
ربما يقول احدهم في سره أن الفرهود هو عادة عند كل شعوب الأرض مثل أمريكا وبريطانيا والعديد من الدول الأخرى وهذا صحيح ولكن عند أزمة كل عشرات السنين لسوبر ماركت فقط وليس لبيوت ومؤوسسات دولة تهدم وتحرق ولايوجد فيها قتل وسلب كما حدث للعراقين بعد الغزوالمذكور . وهذا دليل على أن الجمهوريات التي توالت على حكم العراق لم تؤسس نظاما أخلاقيا لتربية أجيالها بقدر مأأسست نظام الأخذ بالثأر وقتل المعارضين وحكم العشيرة أو المدينة الواحدة أو العقيدة الواحدة .
ان الفرهود هو ظاهرة بدوية تعني الشجاعة والجراءة والذكاء في الحصول على الغنائم وفسرها عالمنا الأجتماعي الخالد علي الوردي خير تفسير رائع و أثبتت السنين وأحداثها صدقه, فالعراقي بدوي في اصله – نهاب وهاب - وقد امتدت خصال البداوة في شخصية المواطن العراقي بسبب الصراع الدائم بين قيم الحضارة وقيم البداوة ، وما ترتب عليه من تناشز اجتماعي عاشه المجتمع العراقي وخصوصا بعد صدمة الحضارة الأولى ممثلة بالحرب العالمية الأولى ودخول القوات البريطانية بغداد في عام 1917 حيث قبر التخلف العثماني المظلم وجاء عهد الكهرباء والسيارة والراديو والتلفون والمدارس والجامعات ولبس البدلة والسموكن بدل الدشداشة والعباءة والعقال والحذاء موديل – فص كلاص- .الى حد أن قادة الجيش والأحزاب من عام 1958 وليومنا هذا عاشت بينهم وبهم روح البداوة سواء من تصرفاتهم كقادة أو لهجاتهم وطريقة تعاملهم مع الناس وفقدانهم أبسط قواعد الثقافة و الأتكيت والأصول الديبلوماسية رغم دراسة بعضهم بجامعات عسكرية أوربية .وسيظل العراق حبيس البداوة والقيم العشائرية أكثر من قيم القانون والأخلاق الأنسانية فلازلنا في العراق نقتل الأنسان ببرودة دم سواء كان غريبا أو قريبا لنا بطمع المال او الجاه والجنس ولازلنا نقتل الحيوان والطير وننشر الأزبال في الشوارع وندعم القيم البدوية بلا عقل وحكمة وزاد الأمر بلة تواجد بعض رجال الدين من المتعصبين والطائفين مدفوعين من جهات عربية وأجنبية لآشاعة روح الفرهود بلون جديد مصبوغ بالدم .
طارق الخزاعي
التعليقات
.jpg)
.JPG)
