.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


عندما تنزع ذي قار ثوبها

واثق الجابري

استغربت الأوساط الشعبية والحكومية، حادثة استشهاد ضابطرفيع، إثْرَ فض نزاع عشائري، وسجلت محافظة ذي قار جملة من الحوادث، يراها أهلالمحافظة حوادث دخلية على محافظتهم.


 حادثة أخرى سجلتها المحافظة، مقتل رجل دين،  وقف وسيطاًبين عشيرتين، وأخرى اغتيال رجل بعد أن برّأته المحكمة، الأول كان سيداً هاشمياً،حيث كانت مدن المحافظة، تقدم الهاشمي وإن صغر عمره الى مجالسها، والثاني قُتل وهوبيد القوات الأمنية!


نكاد لا نختلف إن قلنا إن ذي قار واحدة من أكثر المحافظاتالعراقية، تقدماً في مجالات الثقافة والأدب والفنون والقيم المجتمعية، وما تزالتحتفظ بتقاليدها وعاداتها، وتعطيها هوية متميزة، ترسم في دواوينها هوية ثقافية حاضرة في جلساتها الخاصة والعامة، وما تزال مقاهي ( الونين )* في سوق الشيوختطرب وتحزن بألم موسيقاها أوتار القلوب، وبحة الحناجر التي قطّعها الصراخ منالألم، الذي يضغط على الأعماق لا الأطراف فحسب، وما تزال ذي قار ملتقى الأحزابوالحركات الفكرية، ولا أحد من أبنائها لا يعرف أنها أصل الحضارة، وأنها سومر ومسقطرأس الكون.


 تعني ذي قار الناصرية، الفن والشعر والأدب والقيم، والحزنوالألم الذي يعبر عنه بجلد الذات وتحمل الويلات، وبأصوات وكلمات حزينة لا تجرحأحداً، تخاطب وتعاتب وتتألم وتتضور، وتحول الألم الى حكاية تحكى وقصة تروى ومثليُقتدى، تجعل من الألم لوحة جميلة وإن كانت حزينة، تخاطب الفكر وتترك الأثرالجميل، ولا تتعدى حدود ما أُخذ منها إلاّ بالعتب الجميل والقول القليل، الذييحافظ على نسيج المجتمع وإن كان بين الدفتين عويل.


ذي قار منذ أن كانت والى أن وصلت، مدينة للشهداء والضحاياوالمسحوقين، مدينة شبابها حطب، وشيوخها أدب، ومنها تنطلق الثورات التي تبني بلاداً قبل أن يفكر أهلها بالمكسب، ذي قار هذا ثوبها وصفاتها وناسها، لكنها كغيرهاهناك من فكر أن يخلع ثيابها، وأن يلبسها  ثوب الابتعاد عن القانون والأعرافوالأدب، وفي ذي قار ظواهر لا تألفها منذ عامين، حين يحرق شباب منها دائرة حكومية،للمطالبة بإنجاز دائرة متوقفة بسبب الفساد، وفيها من يدعون المشيخة والعشائرية ماندر، مَنْ يمارسون  ما يخالف عاداتها وتقالديها وأعرافها، فيها أصبح يجوبالشوارع من لا يحترم القانون ولا الدولة ولا حقوق المصالح العامة.


 ثياب الناصرية بالحضارة والفن والأدب والثقافة والعشائرالأصيلة، هي مفاهيم لأغلبية ساحقة من سكانها، وعندما نتحدث عن ما ذكرنا، فإن لغتهاالحوار والفكر، وتحويل حتى الألم الى صورة ولوحة جميلة، لا تؤمن بفرض القوة، ولاقوة عليها من خارج قيمها، ولا ثوب على مقاسها إلاّ كما هي، ومن أهوارها القاسيةيخرج صوت شجي، ومن تضحياتها الكبيرة منجز لا يضاهيه منجز، ذي قار ثوب الحضارةوالثقافة والأدب الذي لبسه العراق برمته، ذي قار لا يمكن أن تخلع ثوبها وتلبس مايخالف الكلمة الطيبة التي تقابل حتى الإساءة.


 الناصرية بأصولها وجذورها وقيمها، لا تقبل أن يقتل من جاءلتطبيق القانون، ولا تجاوز على قانون تحت ذرائع تفقدها سماتها التي تميزت بها،ليست فقط ذي قار في طائلة التجاوز على القانون، بل يومياَ تسجل مشاهد صارخة في مدنمختلفة، للقانون والقيم والأعراف، ولابد أن تقف صارخة بوجهها.


واثق الجابري


التعليقات




5000