.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


تعذر الترجمة ومنهج كاتفورد وفيني وداربلنيه ومونان ونايدا في الترجمة

د. حسيب الياس حديد

تعذر الترجمة ومنهج كاتفورد  وفيني وداربلنيه ومونان ونايدا  في الترجمة( )  

ترجمة الدكتور حسيب الياس حديد 

كلية النور الجامعة  


يعدّ تعذر الترجمة سمة للنص أو بعض الجمل في لغة معينة بحيث أنه لا يمكن إيجاد أي تطابق لأي نص من النصوص أو اية جملة من الجمل في اللغة الأخرى . وكما هو معروف أن الترجمة هي عملية ( الخيانة ) أو حرفياً تعني الخائن أي خائن للنص وعلى العكس من الاعتقاد  السائد بأن الكلمات ذاتها تعدّ قابلة للترجمة أو يتعذر ترجمتها . وهذا لا ينطبق الا على الكلمات وهذه الكمات هي  ما يصعب ترجمتها وفق طبيعتها ووفق تجربة المترجم . ولا تعد تعددية المعنى للكلمات مثالاً  للشيء ذاته في كل لغة من اللغات  ويسمح ذلك  بالتلاعب على التضمين الضمني لكل واحدة من هذه اللغات والتي من الممكن أن تسبب تشويهاً للمعنى بصورة متعمدة أو غير متعمدة . وأن هذا الهدف هو الهدف المنشود خاصة في مجال الشعر ولكن من الممكن أن يكون له التأثيرات ذاتها في اللغة السياسية وفي الغالب عندما يعدّ نص ما أو جملة بوصفها ( غير قابلة للترجمة ) يتعلق الامر هنا بالفجوة والغياب الحرفي للكلمة أو للتعبير أو للصياغة الموجودة في لغة الاصل وغيابها في لغة الهدف 


طرائق الترجمة

من ضمن الطرائق الخاصة بالترجمة التي بامكان المترجم اللجوء اليها من أجل ردم هذه الفجوات موجودة في :

1 ) السياق ( فقط لبعض الكلمات الموجودة في جملة ما )

2 ) التكافؤ ( المستعمل بالنسبة للتعابير "مثلاً تعبير سعى إلى منفعته بشكل موارب " (   tourner autour du pot ) ) أو ( يتحدث اللغة ) وهكذا .

3 ) تبديل بلا جدوى ، حيث لدينا مثال في اللغة الانكليزية (  He swims across the river ) ، هذه الجملة في اللغة الانكليزية تصبح ( باللغة الفرنسية عبر النهر سباحة وليس يسبح عبر النهر ) (  il traverse la rivière à la nageوليس  il nage à traver la rivière) فالترجمة الحرفية (ترجمة كلمة بكلمة ) يجب أن تؤدي إلى جملة لها معنى (I left my book on the table downstairs  تركت كتابي على المنضدة في الطابق الارضي ) تصبح باللغة الفرنسية ((  j'ai laissé mon livre sur la table en bas.  (تركت كتابي على المنضدة في الاسفل ).

الاقتباس 

أن الاقتباس الذي نعطيه تسمية ( الترجمة الحرة ، أو ترجمة بتصرف ) ، هي طريقة بالترجمة ، يعمد فيها المترجم إلى استبدال حقيقة اجتماعية ، أو ثقافية للنص الاصل ، بحقيقة مطابقة في النص الهدف . وهذه الحقيقة الجديدة ، سوف يتم اقتباسها للجمهور نص الهدف .

النسخ

يعدّ النسخ طريقة للترجمة  بحيث يقوم المترجم من خلاله  بترجمة تعبير أو في بعض الاحيان ، كلمة من اللغة الاصل ، بصورة حرفية ، ويستنسخها بلغة الهدف ، بحيث أنه يقوم بنقل عناصر التعبير كلمة بكلمة . وفي بعض الاحيان ، تكون النتيجة كارثية ، فعلى سبيل المثال ، عندما نقول (l'empire contre-attaque  الامبراطورية هجوم معاكس ) ، فالجملة الانكليزية هي (This is why your friends are made  to suffer هذا هو السبب الذي جعل اصدقائكم يعانون ) ((C'est pourquoi on fait souffrir tes amis تكون باللغة الفرنسية كما يأتي (هذا هو السبب الذي جعل اصدقائك يعانون ) بحيث تصبح باللغة الفرنسية بالصيغة الاتية (C'est pourquoi tes amis sont faits pour souffrir لهذا السبب أن اصدقائك خلقوا للمعاناة ) .

التعويض 

يعدّ التعويض طريقة من طرائق الترجمة ، التي بوساطتها يذلل المترجم الصعوبات الاسلوبية في نص الاصل ، من خلال ادخال تأثيرات اسلوبية في نص الهدف . على سبيل المثال ، في اللغات التي تتضمن صيغتين للضمير الخاص بالشخص الثاني ، هناك صيغة رسمية ، وصيغة أخرى غير رسمية باللغة الفرنسية (tu ,vous) ، نجد بالاسبانية مستعملة ايضاً بنفس الطريقة ، ولكن في اللغة الانكليزية لا يوجد الا ضمير واحد وهو الذي يجبر المترجم على اللجوء إلى التعويض اما باستعمال ضمائر أو بأسماء أو باستعمال صيغ نحوية تعد بمثابة الصيغة غير الرسمية في اللغة الانكليزية (you ) .

القرض 

يعدّ القرض اللغوي احد طرائق الترجمة التي بوساطتها يستعمل  المترجم كلمة أو تعبيراً من النص الاصل ويأخذه كما هو من دون اجراء أية تعديلات أو اجراءات عليه ويكتب عادة القرض بخط مائل إذا ما تم اعتباره يدخل ضمن لغة الهدف .

التورية والتعريض في الكلام

هذه طريقة أخرى يعمد اليها المترجم لكي يقوم باستبدال كلمة في النص الاصل بمجموعة كلمات في النص الهدف أو بتعبير آخر . 

وهنا يمكن للمترجم أن يضع ملاحظة تعرف ( بملاحظة المترجم وهذه الملاحظة تحتصر عادة بـ ndt وهي ملاحظة يضيفها المترجم ليقدم معلومة يعدّها مفيدة ضمن اطار حدود الترجمة وثقافة نص الاصل أو اية معلومات أخرى .

تعذر ترجمة الشعر والتورية

هناك مجالان تمس فيها النصوص مسألة تعذر الترجمة وهما الشعر والتورية حيث أن الاهمية التي تتمتع بها الجوانب الصوتية ( القافية ) والوزن في لغة الشعر أي لغة الاصل والتورية بحيث أن ذلك يجعل المترجم في زاوية ينبغي عليه أن يذلل صعوبات تتعلق بالشعر وبالتورية . وهذا يعني أن طرائق الترجمة المذكورة يمكن استعمالها في مثل هذه الحالة على سبيل المثال يستطيع المترجم ادخال تورية جديدة في النص من أجل تعويض تورية ( يتعذر ترجمتها ) . 

ومن الاهمية بمكان أن نستعرض عدداً من  نظريات الترجمة المهمة .

منهج كاتفورد في الترجمة (Catford ) بالنسبة لكاتفورد تعد الترجمة عملية بين اللغات أي طريقة لتعويض نص بنص آخر وبلغة أخرى أي عملية ترجمة من لغة وهي لغة الاصل وهي لغة الهدف . ويؤدي هذا المفهوم للترجمة حسب نظرية كاتفورد إلى اثارة مسألة التكافؤ بوصفه محور العملية وأساساً لنظرية الترجمة . هناك مشكلة محورية في ممارسة الترجمة تتمثل بإيجاد اللغة الهدف أي إيجاد المرادفات في الترجمة . وهذه مهمة رئيسة في نظرية الترجمة تتمثل في تعريف طبيعة تكافؤ الترجمة وشروطه . وميّز كاتفورد نوعين من التكافؤ : التكافؤ النصي والتطابق الشكلي . فالتكافؤ النصي يمثل كل صيغة لنص الهدف الذي ملاحظته تسمح بالقول بأنه يمثل تكافؤ لصيغة النص الاصل في حين أن هناك التطابق الشكلي عندما تشغل الاختلافات التصنيفية للغة المكان ذاتها مثل ما تشغل هذه التصنيفات المكان ذاتها في لغة الاصل  . وميز ايضاً كاتفورد الترجمة المختزلة أو الجزئية ( الترجمة المحدودة ) مقابل الترجمة الكلية التي تم تعريفها بكونها ( استبدال مادة نصية من لغة الاصل استخدم التكافؤ لمادة نصية في لغة الهدف وعلى مستوى واحد ) . ويشير هذا المفهوم الخاص بالترجمة المختزلة إلى التكافؤ بمستويات صوتية وكتابية وقواعدية أو معجمية . ويمثل هذا النوع من الترجمة اهمية قليلة بالنسبة لعملية الترجمة التي تعتمد على النصوص بصورة عامة .

وعلى وفق نظرية كاتفورد يمكن أن تحقق الترجمة المستحيل إذ أنه ميز موقفين : تعذر الترجمة اللغوية وتعذر الترجمة الثقافية . يتأتى تعذر الترجمة اللغوية من غياب التكافؤ في لغة الهدف في حين يعزى تعذر الترجمة الثقافية إلى غياب العناصر الثقافية للنص الاصل من ثقافة النص الهدف .

وهكذا يرجع كاتفورد تعذر الترجمة الثقافية إلى تعذر الترجمة اللغوية إذ يقول : ( للتحدث عن تعذر الترجمة الثقافية يمكن أن تكون هناك طريقة أخرى للتحدث عن تعذر الترجمة للغة الحياة اليومية أو اللغة العامية : فأن استحالة إيجاد التنظيم المتكافئ في لغة الهدف امر صعب وهذا يمكن أن يكون نوعاً من تعذر الترجمة اللغوية ) . أن مثل هذا الموقف يؤدي بكاتفورد إلى أن يوجه عملية  الترجمة من زاوية لغوية حتى إذا اعترف بأن الاختلافات اللغوية تعكس لنا الاختلافات الثقافية . فالانزياحات والتغييرات التي تم تأكيدها في الترجمة هي في الواقع احد النتائج  المباشرة للاختلاف بين التكافؤ الشكلي والتكافؤ النصي . وبالتغييرات أو الانزياحات نعني الانتقال من التطابق الشكلي في علمية الذهاب من النص الاصل إلى النص الهدف ( كاتفورد ) . ويميز بين نوعين من الأنزياح:  الانزياح على مستوى التغييرات والانزياح في النوع . ففيما يتعلق بالانزياحات بالمستوى فأنها تتعلق بالتعبير عن العناصر القواعدية للغة الاصل بعناصر معجمية في لغة الهدف والعكس بالعكس . اما فيما يتعلق بالانزياحات النوعية فأنها تعالج التغييرات داخل النظام التي من الممكن أن تدخل لعملية الترجمة على مستوى التركيب أو التصنيف أو الوحدة .

ومن خلال جميع النظريات اللغوية للترجمة واجهت نظرية كات فورد  اقل نجاحاً لأنها تتمحور كثيراً في النظام اللغوي بدلاً من استعمال مانقوم به . وعلى الرغم من التمييز بين التكافؤ الشكلي والتكافؤ النصي الذي اقامه كاتفورد الا أنه لم يتوصل إلى ادراك أن هذا الاختلاف يأتي من العلاقة الوثيقة بين اللغة والثقافة ونتيجة لذلك سوف لا يمكننا اختزال الترجمة إلى عملية نقل لغوية محضة . فالانزياحات في الترجمة التي أكّدها  كاتفورد تشكّل وصفاً للنتائج العملية كلها اكثر مما تكون تنظيراً يمكن أن يخدم في اطار النشاط الترجماتي. وهكذا نجد أن منهج كاتفورد في الترجمة يقدم لنا النظريات التي لها ادراك لغوي وميكانيكي للترجمة ولا يتطابق فقط مع التطبيق وانما يؤدي إلى استحالة الترجمة بين اللغتين .

منهج فيني ( Vigny ) وداربلنيه (  Darbelnet  )

ظهر كتاب الاسلوبية المقارن في اللغة الفرنسية والانكليزية عام 1958 لكل من فيني وداربلنيه ولأول مرة في اللغة الانكليزية عام 1995 م تحت عنون الاسلوبية المقارنة للفرنسية  والانكليزية . وهي الطبعة التي تعدّ طبعة منقحة عن طبعة عام 1958 م أن هذه الطبعة الانكليزية مهمة ضمن الاطار الذي تشكل فيه نص متوازي ومستقل والذي لا يمكن اعتباره مجرد ترجمة ومن جهة فأن الناشرين أنفسهم تحدثوا عن الترجمة وطبعة جديدة . ولكن من المهم أن نؤكد بأن الطبعة الانكليزية تستند دائماً إلى المفهوم اللغوي للترجمة . وهكذا فأن جميع اشاراتنا ومصادرنا تستند على هذه الطبعة . وحاول فيني وداربلنيه تطوير منهج الترجمة ابتداءً من الدراسة المقارنة بين اللغتين الفرنسية والانكليزية . وقاما بتقييم أن الترجمة وهي انتقال من اللغة أ إلى اللغة ب تنشأ من نظام ذي طبيعة مقارنة . ويكمن هدف مثل هذا النظام في توضيح العمليات الضمنية في عملية الترجمة وتسهيل تحقيقها من خلال ايراد القوانين النافذة بالنسبة للغتين التي نحن بصددهما ( 1995 ) أن النظام القابل لتوضيح آلية الترجمة لا يمكن أن يكون الا الاسلوبية المقارنة على وفق كل من فيني وداربلنيه . وتستند الاسلوبية المقارنة إلى معرفة التركيبين اللغويين الراسخين في الثقافتين التي بطبيعتهما تأخذ الواقع بطريقة مختلفة . وحسب رأي فيني وداربلنيه تعد الترجمة والاسلوبية  وحدة لا يمكن فصلها وأن  المقارنات كلها  يجب أن تستند إلى المعطيات التكافؤية . وهناك علاقة وثيقة من الاعتمادية بين الترجمة والاسلوبية : ( ترتبط نشاطات المترجم والاسلوب المقارن ارتباطاً وثيقاً فالاسلوبية المقارنة تبدأ عادة من الترجمة الى صياغة قواعدها ، ويستعمل المترجمون قواعد الاسلوبية المقارنة من أجل تحقيق الترجمة وانجازها ( فيني ودرابلنيه 1995 م ) .

ومن بين  الادوار التي تحددها الترجمة هناك دور المقارنة بين لغتين . وتسمح الترجمة بأن تأخذ بالبحوث عن اداء وظيفة لغة ما مقابل لغة أخرى وهذه هي دراسة الترجمة التي تعد منهجاً مساعداً لعلم اللغة . ويستند مفهومها للترجمة إلى علم اللغة الذي جاء به ساسور الذي قدم لنا الاختلافات الموجودة بين اللغة والكلام : تشير اللغة إلى  الكلمات والتعابير المتاحة بصورة عامة للمتكلمين وهي مستقلة تماماً عن الاستعمال الذي يقومون به أي باستعمال هذه التعابير أو المستندات وعندما نتحدث أو نكتب فأن هذه الكلمات تعود إلى الكلام ( فيني وداربلنيه 1995 م ) ويستعمل ناشر الرسالة وناقدها مصادر اللغة من أجل نقل الرسالة التي هي في الواقع شخصية وغير متوقعة . ويسمح هذا الاختلاف بين اللغة والكلام في دعم أن الصعوبات المتربطة في الترجمة تتأتي في الكلام اكثر مما تتأتي من اللغة .

وهكذا لاحظ فيني وداربلنيه أن اللغة تتضمن الثوابت والخيارات التي هي في الواقع تتمثل بالقواعد والاسلوبية . ويعود  الامر الىى المترجم بأن يشارك أو اخذ الاشياء والتمييز بين ما يفرض على المترجم وما ينشأ عن اختياره الحر  فالثوابت والخيارات تعمل على ثلاثة اصعدة : المعاجم والترتيب والرسالة . وهذه العناصر الثلاثة تشكل أساس الاستراتيجيات المختلفة والممكنة للترجمة . وبالنسبة لفيني وداربلنيه هناك ترجمتين اثنتين  هما الترجمة المباشرة والترجمة غير المباشرة . فالترجمة المباشرة تتضمن نقل عناصر لغة الاصل إلى لغة الهدف ولكن يواجه النقل  صعوبات ربما مستحيلة في بعض الاحيان بسبب الاختلافات الثقافية والجوانب المحيطة باللغة بين لغة الاصل ولغة الهدف ولهذا تفرض الترجمة المباشرة نفسها في هذا الميدان ( فيني وداربلنيه 1995 م ) .

   اما بالنسبة لطرائق الترجمة المباشرة فأنها تتمثل بالنسخ والقرض اللغوي والترجمة الحرفية وكما يدل اسمها أو تسميتها فعن طرائق الترجمة المباشرة تسمح بالمرور المباشر من نص إلى نص آخر ومن لغة إلى لغة أخرى . وهذا يعدّ ممكناً بصورة عامة عندما تكون لغة الاصل ولغة الهدف تتشاطران بصفات متوازية على الصعيد المعجمي أو التركيبي النحوي .  وتتمثل عمليات الترجمة غير المباشرة بالنقل والتعديل والتكافؤ والاقتباس . وتستعمل  عندما يكون الانتقال من النص الاصل الى لغة الهدف غير ممكن بصورة مباشرة . ومن الممكن تعريف ذلك كما يأتي :

يعدّ القرض هو اكثر الطرائق بساطة بالترجمة . ويمكن أن يكون معجمياً ، نحوياً أو دلالياً . فالقرض المعجمي هو الاكثر سهولة وكما يدل عليه اسمه فأنه يتضمن قرض أو استعمال مصطلح غريب بالنسية للغة الهدف . اما بالنسبة للقرض النحوي فهو ابضاً يعدّ طريقة بسيطة إذ يتعلق الامر هنا بصيغة نحوية خاصة باللغة الاجنبية .


اما النسخ فيعدّ طريقة من طرائق القرض التي تتضمن نسخ اللغة الاجنبية على الصعيد المعجمي أو النحوي . ويقوم النسخ المعجمي بتقديم تعابير جديدة . اما فيما يتعلق بالنسخ النحوي فأنه يؤدي إلى صياغة تراكيب اجنبية في لغة الهدف .

اما الترجمة الحرفية فهي عبارة عن اعادة تعبير حرف كلمة بكلمة من نص الاصل إلى لغة الهدف . ويمكن أن يؤدي  استخدام الترجمة الحرفية إلى نتائج مقبولة أو غير مقبولة طبقاً لما يأخذه المترجم بالحسبان وقدراته وتقييدات هذه الطريقة . 

أما النقل فأن يتضمن استبدال جزء من الخطاب بآخر مع الاخذ بنظر  الاعتبار عدم المساس بالمعنى أو تغييره . ويؤثر هذا الاستبدال بصورة عامة على الجوانب القواعدية في الكلام  ويستعمل في الترجمة حتى في داخل اللغة ذاتها .

التعديل 

يتضمن تقديم في الرسالة تغيراً في وجهة النظر . و يتم ادخاله هذا  التغيير عن طريق جزء من الكلام بآخر . ويستعمل التعديل من أجل أن تكون ترجمة الرسالة طبقاً للأصل ونقلها إلى لغة الهدف .

اما التكافؤ فأن المؤلفين يطلقون عليه تسمية تكافؤ الترجمة خاصة للأمثال والكليشيهات أو الكلام المكرور والمصطلحات التي ربما لا تكون لها تكافؤاً في لغة الهدف .

الاقتباس 

طريقة تتضمن اقتباس موقف معين وتكييفه إلى موقف آخر عندما يتم وصفه في النص الاصل وتتم عملية نقله إلى لغة الهدف التي لايوجد  فيها مثل هذا الموقف .

منهج جورج مونان Mounin

 تفصل المفاهيم اللغوية التي تؤدي إلى تعذر الترجمة من لغة إلى لغة أخرى بسبب أن كل لغة كما يؤكد ذلك العديد من علماء اللغة على غرار وورف (Whorf )  الواقع بطريقة مختلفة وفريدة . فأن كل ما يرتبط بهذه الفرضية التي بموجبها تمثل اللغة رؤية خاصة للعالم نجح مونان بأن يظهر بأن الترجمة هي ليست نقلاً لغوياً . ولايتعلق الامر هنا بجورج مونان بأن ينكر الواقع أو الحقيقة اللغوية للترجمة وأنما اثبت بأن ذلك بتضمن جوانب ( غير لغوية ) ( وجوانب محيطة باللغة ) . وادى ذلك  وبسرعة إلى عملية تعذر الترجمة بين اللغات وأن المعنى الذي تستند اليه الترجمة يعتمد  على الصياغة اللغوية . وابتداءً من النقد الساسوري للمعنى يوضح مونان بأن ادراك المعاني هي مسألة تقريبية وخطيرة . الا أن صعوبة فهم المعنى لا تحتوي ضمنياً بالنسبة لمونان استحالة الترجمة بسبب  أن ذلك ينشأ على الرغم من الاختلافات الموجودة في الرؤية إلى العالم التي يعبر عنها التنوع اللغوية ويجد هناك ايضاً الكليات اللغوية ( وهي المعاني المجردة  التي اطلق عليها ارسطو بالمحمولات وتتضمن الجنس والنوع والفصل والخاصة والعرض العام ) والكليات اللغوية والأنثروبولوجية والثقافية التي تحتوي ضمنياً على معاني في اللغات . فأن هذه الكليات هي سمات موجودة في  اللغات جميعها  أو في جميع الثقافات التي يتم التعبير عنها بوساطة هذه اللغات .

اما فيما يتعلق بالأنظمة اللغوية يوجد هناك على وفق رأي مونان خصائص عالمية تجعل من الترجمة امراً ممكناً على الرغم من أن المترجم يواجه احتمالاً آخر بالوصول إلى رؤى أخرى للعالم ابتداءً من الجانب الاثنو- جغرافي أو العلم الذي يتعلق بخصائص الشعوب . وحسب رأي جورج مونان أن علم خصائص الشعوب يمثل الوصف الكامل للثقافة الكلية لمجموعة مجتمعية وأن الثقافة ذاتها تعد ( مجموعة النشاطات والمؤسسات التي تبرز من خلالها هذه المجموعة البشرية . وتسمح مسحة ثقافة اللغة بتشخيص المواقف المشتركة وتشخيصها مع ثقافة لغة الهدف وهذا بحد ذاته يجعل الترجمة امراً ممكناً . وبالنسبة لمونان فأن الذي يؤخذ بنظر الاعتبار في التواصل هو الموقف والاختلافات  اللغوية خاصة التي تنشأ من العلامات : ( الترجمة عبارة عن حالة من التواصل التي بوساطتها كما هي الحال مع جميع اعمال التعلم والتواصل تظهر اولاً وآخراً عن طريق تشخيص خصائص معينة لموقف ما بوصفه مشتركاً بالنسبة للمتكلمين الاثنين فالاختلافات وعدم التجانس في النحو التي تتصف بها هي في الواقع صفة لهذا الموقف . ويعتقد مونان أن الترجمة تتطلب معرفة اللغة ومعرفة الثقافة التي تعد هذه اللغة تعبيراً لها . وهكذا فأن هذا المنهج لم يتطرق إلى المسائل الملاءمة مثل وظيفة الترجمة . وتتضمن هذه النقطة جانبين اثنين : من جهة أنموذج النصوص ووظائفها ، ومن جانب آخر ، الوظيفة التي نحاول أن نفهمها في مجال الترجمة ، أي عند ترجمة الثقافة الخاصة بلغة الهدف . ولا يمكن لأية نظرية من نظريات الترجمة ، أن تتجنب التساؤل من جانب حول أنموذج نمطي النصوص ووظائفها ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، حول وظيفة الترجمة في الثقافة المستقبلة . ثمة نقد آخر يرتبط بالنقطة الاولى  تتعلق بالموقف ، بوصف ذلك العامل الذي يمكن أن تشير اليه الرسالة في لغة الاصل ، والرسالة في لغة الهدف . فقد التزم مونان  الصمت  فيما يتعلق بالفرضية التي يكون فيها الموقف مختلفاً . ومن ناحية أخرى ، يبقى منهج مونان  تحت تأثير مفهوم التكافؤ  الذي يخفي هوية تشخيص الموقف المشترك ، وللكليات بين اللغات والثقافات . إذ عرّف مونان مفهوم ندا ، الذي موجبه أن ( الترجمة تتضمن انتاجاً بلغة الهدف ، لتكافؤ طبيعي الاكثر قرباً لرسالة اللغة الاصل ) ، اما فيما يتعلق بالمدلول ، فأن ذلك له علاقة بالاسلوب . أن مثل هذا المفهوم ، يوضح لنا سبباً أن الترجمة تتطلب معرفة لثقافة لغة الاصل ، وهكذا فأن ذلك يكرس مفهوم هيمنة ثقافة النص الاصل على ثقافة النص الهدف .

منهج نايداNida  

من دون شك هناك مناهج تتعلق بعلم النفس الاجتماعي للترجمة الا أن نايدا من دون أي جدال يعدّ الاكثر شهرة في هذا المجال . ومن دون شك  هو احد الشخصيات الاكثر اهمية في القرن العشرين في مجال نظرية الترجمة والتطبيق وبصورة خاصة الجانب الديني منها . وتستمد المسوغات الأساسية لنظريته في الترجمة دعمها من جوانب لغوية وثقافية ولاهوتية ولغوية اجتماعية .

ويميّز نايدا بصورة أساسية ثلاثة مناهج نظرية للترجمة : الفلسفية واللغوية والسيميائية . ففي هذا التصنيف يحاول أن يصنّف منهجه بين المناهج اللغوية مع التركيز بصورة خاصة على البعد الثقافي لمنهجه . الا أنه ينبغي التأكيد على أن نايدا هو مؤلف غزير بصورة خاصة بحيث أنه من المستحيل معالجة جميع كتاباته . وفي ضمن السياق الكلاسيكي القديم الذي ينظر للترجمة بوصفها نقل من اللغة الاصل إلى لغة الهدف فأن نايدا تخلى عن مفاهيم ( الهدف أو لغة الهدف وذلك لصالح المستقبلين فلذلك اطلق عليها باللغة المستقبلة . وفيما يتعلق بديليل (Delisle ) فقد وضع نظرية ندا ضمن مجموعة النظريات المتعلقة بعلم اللغة الاجتماعي وأن استعمال مثل علم المصطلحات هذا يعدّ شاهداً لاهتمام المؤلف بربط نظريته في الترجمة مع نظرية التواصل وتكييف الرسالة الدينية إلى عقلية النص .

لا يمكن النظر إلى الترجمة بمصطلحات لغوية بحتة وفق وجهة نظر نايدا ( فالملامح اللغوية هي ليست العوالم الوحيدة التي ينبغي اخذها بنظر الاعتبار ) . وفي الحقيقة يمكن أن تكون العناصر الثقافية اكثر اهمية . ومن هذه الحقيقة يعدّ نايدا وبكل تأكيد وسط ذلك كله من الذين اخذوا البعد مقابل المناظر بين الترجمة الحرفية والترجمة الحرة التي سادت لمدة طويلة منذ نشوء الترجمة حتى القرن العشرين . الا أنه من الضروري التمييز في منهج نايدا على تطور للنظرية اللغوية نحو نظرية علم اللغة الاجتماعي للترجمة . ففي البداية وتحت تأثير من تشومسكي هيمن علم اللغة مع قواعده التحويلية خلال الستينيات قام نايدا بتطوير نظرية لغوية للترجمة بحيث أنه تقوم على أساس علمي : ( عندما نتحدث عن ( علم الترجمة ) فأننا مهتمين بالطبع بالجانب الوصفي إذا أنه كما يصنّف علم اللغة العلم كما أن علم اللغة يمكن تصنيفه بأنه علم وصفي فأن نقل الرسالة من لغة إلى لغة أخرى امر ثابت وموضوع لوصف علم )( نايدا 1964 ) وحسب وجهة نظر نايدا لابد من أن يكون للمترجم منهج تحويلي للغة وهو المفتاح الذي امامه لكي يقدم الوسيلة التي من خلالها يمكن أن يولد النص الهدف . ( تستند القواعد  التحويلية الى نواة جوهرية معينة ومن خلال ذلك فأن اللغة تقوم ببناء تركيبها الخاص بها من خلال وسائل مختلفة من التغيير والتعديل والاستدلال والاضافة والحذف . وبالنسبة للمترجم وبصورة خاصة فأن نظرة اللغة وبوصفها اداة تحويلية امر مهم طالما أنها تقدم له اولاً وقبل كل شيء الطريقة من أجل تحليل عملية فك الرموز الخاصة بالنص الاصل وثانياً مع طريقة لوصف تحويل التعابير ذات العلاقة والمطابقة والملاءمة في لغة المستقبل . وبما انّ أن اللغات هي بالأساس مختلفة الواحدة عن الأخرى فيما يتعلق بمعنى الرموز  التي تكونها أو تنظيم هذه الرموز لذاتها استنتج نايدا بأنه سوف لا يكون هناك تطابق مطلق بين اللغات . وبالتأكيد فأن هناك مثل هذا المنهج الذي يؤدي بـ نايدا إلى أن يعرف عملية الترجمة كما يأتي : ( تتضمن الترجمة عند أنتاج لغة المستقبل التكافؤ الطبيعي الاقرب إلى رسالة لغة الاصل الاول في المعنى والثاني في الاسلوب . واجه نايدا نوعين من التكافؤ ( التكافؤ الشكلي والتكافؤ الدايناميكي الحيوي ) الذي يمكن أن يؤثر في  طريقة الترجمة . ويتطابق التكافؤ الشكلي مع الاهمية ويعمل التكافؤ الشكلي على اعطاء اهمية خاصة للشكل  ومحتوى الرسالة . ويدور هذا النوع من الترجمة  حول النص  الاصل . اما فيما يتعلق بالتكافؤ الحيوي الذي يعدّ نايدا احد أنصاره فأنه يهدف إلى التعبير وبطريقة اكثر طبيعية عن الرسالة مع الاخذ بنظر الاعتبار الجانب الثقافي لمرسل الرسالة . ويبحث ايضاً عن أنتاج نص هدف لدى المستلم بحيث يكون له اثر متكافيء للأثر الذي يحدثه النص الاصل ولذلك فأن الجانب الدايناميكي أو الحيوي يمكن تعريفه ضمن اطار أو الدرجة التي يمكن أن يستجيب مستقبلو  رسالة اللغة المستقبلة إلى ذلك  وبالطريقة نفسها  التي يستقبل بها مستقبلو لغة الاصل .  ولا يمكن أن تكون هذه الاستجابة متماثلة بسبب الاختلافات التاريخية والثقافية ولكن هناك درجة عالية من الاستجابة الخاصة بالتكافؤ والا فأن الترجمة سوف لا يكون مصيرها الا الاخفاق بحيث أنها تخفق في بلوغ غايتها .

ومن دون شك فأن نظرية نايدا ومفهومه للتكافؤ مدفوعان بوصفات عملية وبأسباب دينية . فأن ليس من الواقعي أن نطلب من مرسل الترجمة لنص ما تم انتاجه ضمن سياق معين وضمن فضاء مختلف تاريخياً وثقافياً لكي يكون له رد فعل على الرسالة بنفس بالطريقة نفسها  التي تكون لدى مرسل النص الاصل . ومن دون شك فأن نايدا عندما قدم لنا مفاهيم التكافؤ الشكلية والتكافؤ الدايناميكي  نجح في تغيير مسار المناظرات في مجال نظرية الترجمة التي تبقى محصورة في تقسيم بين جانبي الترجمة الحرفية وترجمة المعنى .


د. حسيب الياس حديد


التعليقات




5000