.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


ضمير الذكريات

رجاء محمد بيطار

أبي الحبيب... اشتقت إليك 

بعد خمس سنواتٍ من غيابك عنا، منشغلًا في جنتك القدسية وفردوسك الموعود، مثقِلًا ميزانك بأرقى تضحياتك وأنقى محبّتك وأطيب ما قدّمته من عملٍ صالح لم ترد به يومًا إلا وجه الخالق الكريم جلّ وعلا... 

  أبتاه... لم تزل كلماتك وتوصياتك لنا تحلّق في فضاء ذاكرتنا الحيّة، التي خلّدتها في ضمائرنا أشواقنا إليك، ولام تزل أعمالك وأقوالك الحرة التي لم تبتغِ بها إلا خير العاقبة، ترسم لنا صراطًا مستقيمًا ننهجه نحو خير العمل.

 أبتاه... خمس سنوات والجرح لمّا يندمل، والقلب لا ينفكّ يشتعل، والفكر لا يزال يشتغل بما قلتَ وما أكدتَ عليه بالقول والعمل، من طاعةٍ لله ورسوله وأهل بيته الطاهرين، وسيرٍ على خطى الصالحين، وبعدٍ عن الهوى والغرور ومهاوي الدنيا، تلك القيم التي ترجمتها في حياتك تقىً وارتقاء، وها نحن نحاول أن نحذو حذوك في التدرّج بها على سبل الكمال، وهيهات لنا أن نفعل، ولكنها محاولات نسأل الله أن تقرّبنا إليه، فإن لم تنجح، فلعلها تحتسب لنا عنده تعلّمًا على سبيل نجاة، ولعل ذلك يكفي، ليبيض وجوهنا عند سادة الخلق، ويبيّض وجهك بذرّيّةٍ صالحةٍ أحسنت تربيتها وقدّمت لها القدوة الحسنة، فحسُن منك العمل، وبقي لنا طول الأمل...

 أبتاه... لم تذهب الأيام حرارة الأحلام، ولم تنطوِ مع مرورها كلّ تلك الصور الماثلة في ضمير الذكرى، تشعشع في ظلمات الماضي، فتكشف عن الحاضر بعض عتمته، وتضيء زوايا النفس بآثارٍ تزيل الكدر وتذهب الغمّ...

- أبي، حبيبي...

- بل أنتِ حبيبتي...

كذا كان جوابك لي في كلّ مرة، ولم تزل الحروف تصهل في ذاكرتي، فتملأ قلبي حبًّا وحزنًا وشوقًا وثناء، ويلوح لي شخصك الحبيب هناك، جالسًا مع والدتي الحبيبة تحت شجرة الياسمين المتدلّية قرب مدخل المنزل؛ خضرة الأشجار المثمرة التي رعتها يداك تخاطبني، والمصحف الشريف زكتاب الدعاء المستقرّ في يدك يجيبني على كلّ سؤال، وردّ السلام المنبثق من سطوع جبينك يرنّ في أذنيّ ويزلزل كياني، حتى لكأنه لم يمض قطّ، بل لا يزال يتردّد في أروقة الوقت:

- أهلًا بالورد والوردة...

أبتاه... مهما خاطبتُ فؤادي وسألته عنك، ومهما ناشدتُ الذكرى أن تجدّد لي عهد سلامك، فلا جواب إلا فاتحة الكتاب تطفئ بعض أوار الشوق، وتصل حتمًا إليك في جنانك، والدليل... أنك قد قمتَ لنا بحقّ البنوّة حقّا، وترجمتَ رسالة مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام في قوله: "وأما حقّ ولدك فأن تحسن اسمه وتربيته وتعلّمه القرآن..."، أما نحن... فلعلّنا لا زلنا نحاول أن نقوم لك بحقّ الأبوّة، وعسى أن نفلح في ذلك، والله وليّ المؤمنين...

   ليالي القدر يا أبي شاهدة على تلك الجلسات المباركة التي تضوّع في ثناياها عبير الذكر، وكنتَ أنت القائم بيننا توزّع الأدوار، نقرأ دعاء الجوشن الكبير ودعاء التوسّل بالقرآن، ونقتدي بك...وأدعية السحر لم تزل تفوح شذىً في حنايا القلوب، تشهد لك بحسن العاقبة... أما نافلة الليل ونوافل النهار ودعاء السمات وسورة الواقعة والنازعات، فكلّها شواهد ماثلة في ضمير الذكريات، تنطق في عمق الوجدان وتضجّ بالحياة...

 أبي... آخر ما أوصيتني به وصيّتان: "لا تطلبي الشهرة، وحافظي على صلة الأرحام، وآخر وصاياك كانت، هذه الأم الحبيبة...

 أبتاه، يشهد الله أن تلك الوصايا الحية لم تزل نبراسًا يضيء لنا عتمة الليالي، وهي من نور وجهك الحبيب تستلّ المعالي، ونسأل الله أن نوفّق لرضاك ورضاه، والبرّ بالوالدين أقصى غاية البرّ، فالحمد لله...


رجاء محمد بيطار


التعليقات




5000