.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


احتلال الصحافة ..احتلال وطن

زيد الحلي

بصدق اقول ، ان الكتاب الذي قرأته قبل يومين ، واتناول مضمونه الان يستحق القراءة ، لاسيما طلبة الاعلام في الجامعات ، والزملاء الصحفيين ، فرغم عنوانه الصادم  والمثير، وربما الغريب وهو ( احتلال الصحافة ) إلا انه يسبر غور زمن قديم ، جديد عن  عراق ( مدحت باشا ... مس بيل .. بول بريمر ) هذا الثلاثي العجيب الذي شكل خارطة متجذرة في تاريخنا المعاصر .. 


الكتاب للزميل الاستاذ عبد الهادي مهودر ، وهو رؤية صحفي عاصر الاحداث التي عصفت بالعراق بعد عام 2003 ، سجلها ، بمنظار تلك الرؤية ، بروح مهنية ، وبقلم عُرف عنه الجزالة والرقة ، فأعطى لمحات من تلك الاحداث ، مقترنة بشواهد واسماء وتواريخ ، فكانت مرآة صافية للأجيال التي لم تعش تلك السنين ، او عاشتها بضبابية ، وبالخصوص في عالم الصحافة التي شهدت غرائب زمن منفلت .


بدأ الكتاب ، بمفتاح بهي ، دخلنا من خلاله الى فصل اولي بعنوان ( مآلات آخر الاحتلالات ) قرأنا فيه مقالات عديدة ، بروحية تعبق بحب العراق  ، حملت اسماء ذات دلالات سياسية واعلامية عميقة المعنى  مثل ( الدبابة والجريدة ) و ( الصحاف لا يتكلم ) و ( كلاشنكوف مدني صالح ) و ( تحولات الرئيس الأسمر ) و ( صوفتنا الحمرة ) .. واستمر على هذا المنوال ، حتى نجد انفسنا في واحة اعلامية بعنوان : ( صحافة الاحتلال في العراق ) وهذه الواحة ، هي رسالة المؤلف الاكاديمية التي حصل فيها على شهادة الماجستير في الإعلام من جامعة بغداد .


في هذه الجزئية الاكاديمية ، يسحبنا الكاتب ، الى جولة بينت  العوامل الخارجية لنشأة الصحافة في العراق ، وبالخصوص ، صحافة العهد العثماني المتمثلة بصحيفة ( زوراء ) ، وصحافة الاحتلال البريطاني بصحيفة ( العرب ) ، وبوادر ظهور الصحف المستقلة ، و الصحافة كأداة في الصراع السياسي ، وفلسفة الدعاية الأمريكية ، وسمات الاعلام العراقي الجديد ، واصدارات سلطة الاحتلال الأمريكي وهي الصحيفة المسماة  ( بغداد الآن ) . مع خلاصة عامة لكل صحف الاحتلالات بعنوان ( السمات المشتركة لصحف الاحتلال ).


للقاري ، فضول ايجابي ، يدفعه للبحث ومعرفة ما يحدث حوله، وما حدث له في حياته وهذا الكتاب في صفحاته التي قاربت 400 من الحجم المتوسط ، وبطباعة انيقة ،  يغطي بمصداقية واسعة ، ما يشبع هذا الفضول ، ولعل في سطور المؤلف التي زينت الغلاف الاخير ، ما يؤشر الهدف الذي دعا الزميل مهودر الى اصدار هذا الكتاب .. فهو يقول ( للمرة الاولى أكتشف أن ثمة علاقة بين الدبابة والجريدة ، ووراء كل جريدة اولى عهد جديد واحتلال جديد ، وكل فاتح يفتح لنا عهد صحافة جديد ، وان الصحف هي رسل القوم الينا لتوزع مجانا من فوق ظهور الدبابات مثل الموت ، ثم يكتب على صدر صفحتها الاولى انها مستقلة .. جميعهم جاؤونا محررين لا فاتحين ولا محتلين ، وجئناهم مستجيرين من الرمضاء بالنار ، وهي جميعا صحف الوالي المبجل ومنه واليه ، سواء كان باشا او مندوبا ساميا اوحاكما مدنيا ، وكأنهم جاؤا معا في زمن واحد واجتمعوا ورسموا سياسة واحدة للصحف الثلاث ( زوراء ) ( العرب ) ( بغداد الان ) والاخيرة هي جريدة لآخر الاحتلالات " حتى صدور هذا الكتاب " )   


وبعيدا عن الهدف  الوطني لكتاب الزميل مهودر ، لكن بالقرب منه في دلالته على اهمية الصحافة في التأثير المجتمعي ، اقول ان  إن تأثير المجتمع الصحفي لاسيما الوافد ، ليس أحادي الاتجاه بالضرورة ، بل ان صيرورة الأحداث والسياقات غالبًا ما تترك بصمتها على الفعلين في المجتمعات الصحفية ، ولعل ما شهدناه بعد احداث 2003 ما يؤشر حالة المؤثِّر والمتأثر لدرجة قد تنتج الأوضاع إعلامها الخاص، الملغوم والواضح ،  وربما تتجاوز فكرة مرحلة التلقي دون صناعة الرسالة وصناعة معتقدات وقناعات الصحفي.


ان الكتاب الذي ، الذي آمل ان يحظى بقراءة موسعة ، يفتح النقاش حول أخلاقيات مهنة الصحفي عمومًا وما يعترضها من إشكاليات ضاغطة تعيد صياغة دوره ، خاصة ما تعلق بالتشكيك في ضرورة الالتزام بالحيادية مع الإبقاء على الموضوعية، مما يفتح الباب واسعًا لتخندق المجتمع الصحفي ضمن مختلف الاطراف الموجودة على سطح الفعل اليومي .



زيد الحلي


التعليقات




5000