قراءة تأويلية في كنوز الفقراء للشاعر عبد الوهاب البياتي
المهراجا، قال لغالب:
ماذا خبأت بهذا الخاتم:
قطرة سم أم تعويذة حب .. أم جارية حسناء؟
فأجاب بحزن؟
خبأت بهذا الخاتم شعري .. وكنوز الفقراء )
كنوز الفقراء
عبد الوهاب البياتي
تسكن قلبي هذه الزرقة العالقة في جوف هذا الوجود، تحتويني؛ تحلق عبر اجنحتي انا الطائر المذعور، تعانقني لترسم بعد حين آية للشعر والكلمات.
فهنالك خلف أقبية الصمت (قطرة سم) عالقة على اكتاف زهرة يسكن عطرها الشيطان، وفي الأفق النائم نافذة تحرك سلطة( خاتمها المسحور) فتنة (جارية) مطلوب منها ان ترقص وفقا لترتيلة
بها يهجع ارق السلطان؛ يستسلم لطقوس (حبلى بالكرب).
ومع الصبح المفتون برائحة السكر تمائم صبابة للروح مخبأة ترنوا، تعقبها نافلة للهوى تبوح بأسرار الجنة، استجابة لطقوس (دعوة للشغف العالق في (قلب حسناء يسوق مشاعرها الهيام).
والليل المغرم بعلوِ النجم الطالع في عراء ذلك الخشوع، يطل بقامته المغلوبة يدنو من المحراب قليلا، يرتفع الفجر، يبحث عن منتجع للحلم، ومع الأغنية الحبلى بمزارات الشمس المسكونة بالدفء، ثمة شدو لطائر يبحث عن روحه الآمنة، يهتف عند نحيب بذرة غادرت انفاسها استجابة لنداء غيمة مثيرة للشفقة.
ومع بزوغ السندباد على اروقة الكوكب الآفل عند منتصف الليل، الكائن السحري، عاد الى نوبته يبحث عني، يتطلع نحوي، يسترق السمع الى مغارات صبري، لعله يختطف من السواقي سنبلة حطت عند آثار اغنية أحزنها الشتاء، ليغادر بؤسها الفقر عبر حقول هذا العالم الفسيح، يطوف بها ربما في جزر هاجر ضفافها المغرمون بحثا عن قافية اخرى (للشعر).
هي احزاني، وافراحي، هي شدو خريفي وقوافي الحبر التي كتبت نحيبها على شاهد قبر مفجوع بآهات الموتى.
ولذلك عند ضفاف صفحة عالقة من صفحات التاريخ، (خاتمي المدفون) سيعلن عن ولادة نخلة بها يصبح للخبز شعارا، وبها حقول القمح، مع السنابل تحيا.
فهناك، هنالك، جميع كنوز العالم المستباح ستغني وتعانق (مملكة الفقراء).
عقيل العبود
التعليقات