قيادة ايران جلدها يحكها
العالم كله يمر بمرحلة خطيرة على مختلف الاصعدة و الولايات المتحدة تعتبر مثالا حيا على هذا الشيء فما حدث من اقتحام للكونغرس لا يمكن اعتباره نزوة او مغامرة بل عملية كبيرة و لها نتائجها الخطيرة على الولايات المتحدة و على الشرق الاوسط.
و لنتكلم فيما يخص منطقة الشرق الاوسط ، التي تعاني منذ 2003 بالتحديد و منذ سقوط نظام صدام حسين ، و تتعرض الى تغييرات كبرى من ثورات ما يسمى الربيع العربي و الاضطرابات في مختلف دول المنطقة، و لا نعني بها فقط الحروب، فالتغييرات الجذرية في مجتمعات كالسعودية و غيرها و التطبيع و غيره من احداث، هي حوادث ذات دلالة و تنذر بان المنطقة مقبلة على اوقات عصيبة .
و اذا لم تتوفر الحكمة في القيادة فأن كثير من الدول سيتم قيادتها الى حافة الهاوية وايران واحدة من هذه الدول التي تنم الكثير من سياسات قادتها عن غباء سياسي و رعونة كبيرة، فعلى مدى ثمان سنوات من حكم ترامب و الانسحاب من الاتفاق النووي، قد عانى الشعب الايراني الكثير من الازمات الاجتماعية و الاقتصادية ، و ها نحن على بعد ايام من نهاية هذه الفترة العصيبة بالنسبة لايران ، فما سر هذه الاستفزازات التي تفتعلها القيادة الايرانية في هذا الوقت بالذات، في اخر ايام حكم ترامب، من تخصيب للييورانيوم و حجز سفينة كورية جنوبية و نشر مقاطع مصورة لصورايخها و طائراتها المسيرة و قواتها المسلحة في الجزر الثلاث في الخليج العربي و غيرها من اعمال استفزازية، و كأن القيادة الايرانية تقول للرئيس الجديد نحن مثيرو شغب و تتوسل بترامب و تعطيه الحجة ليقوم بضرب مواقعها النووية و لاستهداف بنيتها التحتية، فخسرت كل دعم محتمل حتى و ان كان خجولا، في وقت يعاني فيه الرئيس الامريكي من ضغط كبير عليه و احتمالية عزله ، و هكذا محاولات استفزازية قد تكون كطوق نجاة اخير لرئيس يغرق و لن يخسر شيئا ان اغرق ايران معه.
محمد الكندي
التعليقات