وجيه عباس انت لست بشاعر
لو لم يلتق وجيه عباس بجلال الدين الرومي وشمس التبريزي لقلنا عنه انه لا يطابقهما في المعنى فكيف اذا اختلف الزمان وظهر في بغداد وقد كانت روحه معهما فكأنهما قد اودعاه مواريث ارواحهم فلم يكن مريدا هذا الوجيه بل كان شيخا ومعلما على طريقة شيخيه وانتج هذا السفر الذي اسماه روميات بغداد وهو متيقن بان نصوصه هذه هي حصيلة عشقه وثورته وحريته حتى كدت ان اسميه صوفي بغداد وجيه عباس الخارج علينا بوعيه المتغير لكي يبدا حياة جديدة بهذا التحول الذي اعاد صياغة فهم هذه الحياة
في وجيهيات الصوفي امضيت وقتا ممتعا واستجبت لهذه النصوص واقول له الان انه لم ينتج نصا موازيا بل ان هذا الفهم قاصر نوعا ما عن بيان الحقيقة لأنه انتج نصا لوجيه الصوفي يكفيه انه قد اظهر فيه براعته كشيخ ومعلم وليس الشاعر فقط .
لم يكن شاعرا قط وهذا الكتاب ( روميات بغداد) الذي ارتاي ان يغير عنوانه هو قاعدة لمشروع المعلم الصوفي الذي ورث تاريخا من التصوف العميق فذاب فيه وادعو النقاد الى دراسته والشعراء الى متابعته والقراء الى الاطلاع عليه.
كنت في مشروعي النقدي متعة القراءة قد كتبت عن وجيه عباس وها انا اكتب عنه مرة ثانية وبعجالة لأنني شعرت بان لهذا الشاعر المتصوف زاوية في بغداد ومريدين يرددون معه ابياته ويصفقون ويرقصون وجدا.
فما اشتعل المشيب بأم راسي
كفافا عن فراقك في الزمان
ومااصفرت ولااحمرت شفاه
سوى ان الزمان بها دهاني. (ص271.روميات بغداد)
هيثم الطيب
التعليقات