أسيرةٌ في زنازين القيود
تغريد حسين
عندما غادرها طائر السَعد وحمامات السلام،
انحسّر عنها جَناح الآمان مرتحلا للبعيد،
امست جنتها الصغيرة خاوية على عروشها، كخُربةٍ
فيها تنّعب غربان الشؤم ،قاحلةٌ لا روح لها،
زهورها الذُبّل تنعى سّقَائها؛ بعد ان خطفته أيدي الحِمام.
يملأ زوايا قصرها المتهالك عبير الهموم، يرن في ارجائه اجراس أنين ايامها البيسئة، فباتت ايامها ليالٍ حالكةُ الظُلمة، أنطفأت فيها سراج الآمال.
شمّر الزمان عن ساعديه، تأهب لمناجزتها فكان محاربا شرسا يريد الانقضاض على ثمالة وهجها، كان يرى فيها عدو لدود، جانٍ من دون جنية، فوأد احلامها وقتل طموحها، بسهام السنة لاذعة، وإسفافات مجتمع سقيم، فأضحت أخيذةٌ خلف قضبان زنزانتها بالحُكم المؤبد، لتقبع خلف اعواده الحديدية؛ خوفا من الانزلاق في هوّة الظّنون. تعتاش على ذكريات سحيقة تصدعت جدرانها،
بعد ان باتت عليها سنين طوال.
مركز الثقافة الاسرية
التعليقات