.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


الكاتب والأديب حسن عبيد عيسى : طويريج مضيف كبير للكرم والعطاء ومصدر الإبداع

عبد عون النصراوي

حسن عبيد عيسى كاتب عراقي متميز في أفق الإبداع حيث يشتغل بهدوء على الكتابة القصصية وقد أصدر روايته الأولى وبصدد إصدار روايات أخرى ، يحرص على تقديم جوانب تجديدية في عالم القصة الروائية ، يعتز ويفتخر بعراقيته ومدينته الهندية ( طويريج ) التي ألتقيته فيها لأجري معه هذا اللقاء : 

من هو حسن عبيد عيسى ؟ أين ومتى ولد ؟ وكيف نشأ وترعرع ؟

ـ حسن عبيد عيسى من مواليد 1952 في محلة السيد حسين بقضاء الهندية..ولد لعائلة كادحة فكان أبي عامل في كهرباء المدينة وهو وأمي أميان..شخصان لهما الفضل الكبير بعد الله تعالى على توجهي الثقافي المبكر هما أخي الأكبر علي الذي كان يستصحبني إلى المكتبة العامة التي أنشئت حديثا ليستعير لي بعض مجلات الأطفال..وعندما بلغت مرحلة الخامس الابتدائي شرعت بقراءة كتب المنفلوطي وأتذكر منها :العبرات والنظرات وماجدولين..الشخص الثاني هو المرحوم الأستاذ علي أبو الخيرة الذي تلقفني في السادس الابتدائي واكتشف أنني أغزر ثقافة من أترابي..فرشحني لمسابقات الخطابة وطلب مني أن أشتري المنجد..وكان نواة مكتبتي التي تشغل الآن الطابق الأرضي من بيتي بكامله ..بسبب ظرف صعب أعقب وفاة والدتي وجدت نفسي مضطرا إلى ترك الدراسة وكنت وقتها في الصف الخامس العلمي ..فدخلت الجيش جنديا كاتبا تدربت في معسكر التاجي ثم نسبت إلى مديرية التعبئة والإحصاء ..ثم أقدمت على أداء الامتحان الخارجي الذي كان خطوة أولى لتقديمي طلب القبول إلى الكلية العسكرية..ترقيت في الرتب والمناصب حتى تركت الخدمة في نهاية عام 1999 برتبة عميد ركن لأتفرغ إلى الكتابة والبحث .

هل كنت متمرداً على العائلة أم أنها كانت قريبة من طموحاتك ؟

ـ كنت في طفولتي مشاكسا يصعب إرضائي..حتى إنني سألت والدي ذات يوم عن سبب هذا العناد والمشاكسة التي تركبني وما إذا كنا في عرقي شيء من العبودية؟..فجن جنون والدي وقال:نحن لا نعطي ولا نتزوج من العامل في المهنة الفلانية ..وذكر اسم تلك المهنة..فكيف وردت إلى ذهنك هذه الفكرة..؟..عانيت في حياتي العسكرية كثيرا من حالة عدم الانسجام مع الخطأ وخاصة عندما أجد نفسي تحت قيادة شخص غير كفوء.. لذا سببت لي تلك الحالة إشكالات عديدة قادتني في إحدى المرات الى قفص الاتهام..وبلا شك فإن الأداء في الحياة العسكرية هو خلاصة التكوين النفسي الذي يبدأ في الطفولة..سواء بتأثير التربية المباشرة أو انعكاسات البيئة.

*  هل تأثرت بكاتب معين، وسلكت نهجه؟

- في صغري تأثرت بإثنين ،يكتبان في مجالين مختلفين..هما مصطفى لطفي المنفلوطي الذي بقي تأثيره علي إلى وقت متأخر..إذ إن أحد النقاد وقد فرغ من قراءة مجموعتي القصصية الأولى (حراس المعبد) سألني إن كنت قرأت للمنفلوطي..  إذ لا أستغرب أن يكون لما أختزن عقلي الباطن  من قراءاتي المبكرة انعكاس على أسلوبي السردي وخاصة في مجال القصة القصيرة.. والثاني هو أحمد زكي مؤسس ورئيس تحرير مجلة العربي الكويتية الذي كنت وأنا أكتب مادة الإنشاء منذ كنت في الصف الأول المتوسط أحاول تقليده..لقد تلاشى تقليدي له منذ بدأت كتابة البحث في مجال العلم العسكري والدراسة السياسية والإستراتيجية..إلا أنني لا أنكر إن أسلوبه أسرني فكان معي في خطواتي الأولى..



ما هي العلاقة بين مهنتك وكتابتك؟

ـ مهنتي العسكرية عشتها كحياة ذات تميز..حاولت أن استمتع بها وقد وجدت نفسي محشورا في بيئتها الصعبة فجأة ومن غير تخطيط مسبق..إذ دخلتها بصفة جندي ..بلا شك لم تكن هي صاحبة الفضل علي في توجهي الثقافي إذ أنني أتيتها حاملا كمّاً أفتخر به من الثقافة..وأتذكر إنني في الإجازة الأولى لي بعد تجنيدي وتحديدا في الشهر الأول من انتسابي إلى الجيش جلبت مجموعة كتب لأقرأها خلال وجودي في المعسكر..حاول نائب ضابط كان يشرف على استعلامات معسكر التاجي مصادرتها تعسفا وبلا مبرر.. معولا على خوفي من مجادلته..ولكني لم أغادر غرفته إلا وكتبي معي..كان ذلك الكم من الثقافة وهو كبير قياسا بأترابي سببا في رسم معالم مستقبلي العسكري..إذ كنت مميزا بين زملائي طلاب دورتي في الكلية العسكرية وكنت أجد أسمي مدرجا ضمن اللجان الخاصة بالثقافة والعلم في الكلية..وعندما تخرجت أعددت دراسة عن الإعداد العسكري الإسبارطي للناشئة..وحاولت أن أقفز فوق مستواي كثيرا إذ شطح بي الطموح لإحاول نشره في المجلة العسكرية التي تمثل المنبر الفكري للعسكرية العراقية منذ تأسيس الجيش..إلا أن الضباط الأقدم نصحوني بعدم إرساله فهم لا يتعاملون مع الضباط الصغار..لذا بعثت به إليهم عندما ترقيت إلى رتبة نقيب ونشر في العدد اللاحق لإرساله وكان ذلك النشاط وغيره سببا لترشيحي للنقل إلى مديرية التطوير القتالي حيث وجدت نفسي فجأة أعمل في مصنع الثقافة والعلم العسكري..في رتبة ملازم وقد كانت هناك مسابقات ثقافية إجبارية تسمى الأطروحة.. كانت أطروحتي تفوز سنويا بالجائزة الأولى..مرة واحدة فازت بالجائزة الثانية..أما مسابقات الاستخبارات فكانت مضمونة لي..نشرت حوالي ستة عشر بحثا رصينا في المجلة العسكرية بعضها رشح كمصادر لإختبارات الترقية للضباط..من هنا أستطيع القول إن ثقافتي التي أتيت بها إلى الجيش هي التي حددت مساري العسكري بدليل أن معاملة ترشيحي إلى كلية الأركان حملت توصية من اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس مدير التطوير القتالي وقتها والذي صار لاحقا رئيسا لجامعة البكر للدراسات العسكرية العليا تنص على(إن الجيش سيستفاد من قبوله في كلية الأركان)..لذا كنت عنصرا فاعلا في الأنشطة الفكرية العسكرية طيلة خدمتي.كان فن الحرب والتاريخ العسكري يمثلان قسطا وافرا من ثقافتي اللاحقة لذا لم يكن غريبا على القارئ أن يجد النكهة العسكرية حاضرة في كتاباتي كافة وحتى الأعمال الروائية..

ما هي الطقوس التي تمارسها أثناء الكتابة؟

ـ أندهش عندما أجد البعض لا يكتب إلا على وفق طقوس وتقاليد معينة..فلا أرى أن يقيد الكاتب نفسه بطقوس وأنماط للكتابة فإنه إن فعل فسوف يحجّم عمله وأوقات إشتغاله بإنتظار تيسر الشروط التي قيد نفسه للعمل في بيئتها..طقسي الوحيد هو الوضع النفسي..فعندما أجد نفسي مهيئا للكتابة أكتب بصرف النظر عن الظروف.. لا التزم بمكان محدد أو وقت معين أو بيئة ما..إذ أستطيع الكتابة في خلوتي أو وسط أسرتي..في الجيش كنت أكتب دراساتي في غرف الحركات والعمليات وسط زملائي وهم يتحدثون بشتى الأمور.. لذا لم  فإني أتقيد بطقس ما أو عادة ما منذ بواكيري..وهذا ما خدمني كثيرا..

*  ما هي الحكمة التي يمكنك أن تقدمها؟

ـ إتقي الله ما استطعت .

متى يخون الكاتب قلمه ؟

ـ بسبب ما أسلفت من الإشارة إليه من تربية معينة وإعداد ذاتي أتعبني كثيرا منذ طفولتي وأنني تعلمت على أيدي معلمين أكفاء وعشت حياة عسكرية يظللها الشرف العسكري ..فإنني لم أعش تلك الحالة..إذ كنت أكتب معبرا عن قناعتي لذا فإني لم أندم ولم استح أو اتحرج مما كتبت طوال حياتي..لهذا السبب فأعتقد أنني غير مؤهل للإجابة عن هذا السؤال كوني غير مهيأ لأن أخون قلمي فأستخدمه في غير ما يجب أن يستخدم..أجد أن الكثير ممن لا يحترم نفسه أساسا لن يجد ما يحمله على إحترام قلمه..وسأضرب مثالا قائما..فنحن الآن وقد توسطنا الشهر الرابع من انتفاضة شعبنا التشرينية المباركة ..شخّصت أحدهم ممن أكثروا في الكتابة عن هذا الحراك المبارك وهو مثقف له مكانة مرموقة بين المثقفين..أقسم إنني ومنذ قرابة أربعة أشهر أقرأ له ولم أستوصل إلى موقفه الحقيقي من الانتفاضة إن كان معها أو ضدها فأي نفاق مارس هذا الرجل حتى جعل هويته معتمة إلى هذه الدرجة؟

ما هي مؤلفاتك ؟ وبماذا تخصصت ؟

ـ على الرغم من تخصصي العسكري إلا إنني لم أقف عند ذلك التخصص..لو أنك تمعنت في كتاباتي لوجدتني فيها جميعا أتمحور حول قيم ثابتة راسخة أتوخاها وأبحث في خصوصياتها مدافعا عنها دائما..هي الوطن والعروبة والإسلام..تجد ذلك في كتاباتي العسكرية ذات الطابع الفكري (إن لم تكن فنية صرفة)وهي عماد كتاباتي التاريخية..وهي موجودة في أعمالي السردية(روايات وقصص قصار)..وفي الأبحاث الكثيرة التي شارت بها في مؤتمرات وطنية ودولية داخل وخارج العراق..أول كتاب ألفته هو(التآمر اليهودي على بلاد الرافدين حتى سقوط بابل 539 ق.م)والصادر عن بيت الحكمة 2002..والثاني هو(التدمير الاستراتيجي)مع باحثين آخرين صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت 2006..و(غرانيق في سماء الاستشراق)صدر عن مؤسسة النبأ 2006 ..و(الحرب النووية الثانية:قصة الاستخدام الاميركي لليورانيوم المنضب في الحرب على العراق)مركز الفرات للدراسات الإستراتيجية 2008..(حراس المعبد)مجموعة قصصية صدرت عن دار الصواف 2017..(رؤى استشراقية- الكتاب الأول)بالاشتراك مع زوجتي أ.د.زينب علي عبد ونعمل على إصدار الكتاب الثاني..(واشندوم)رواية صدرت عن دار النخبة في القاهرة 2019..وتحت الطبع الآن روايتي (المتحولون)..وغيرها عندي مخطوط بعنوان(نبوخذ نصر الثاني في التراث اليهودي والفارسي والعربي). 

*  كيف ترى الصحافة العراقية اليوم ؟

ـ بسبب حاجتي إلى صحافة رصينة أستطيع من خلالها التعبير عن دواخلي الفكرية ذات النزوع الوطني وإنني لم أجد ما أستطيع أن أفرغ فيه تلك الهموم المتراكمة فإنني لجأت إلى أسلوب القص فأصدرت مجموعتي القصصية الأولى (حراس المعبد)وهي التي قادتني إلى عالم السرد أنجز روايتين..هذا رأيي في الصحافة ما بعد 2003 ولو أنني كتبت بعض المقالات في جريدة الصباح وكانت محددة بالتراث الشعبي ..وفي جريدة المشرق وهي مقالات ثقافية..أما في المجلات فإني نشرت بعد 2003 في مجلات التراث الشعبي والمورد والأقلام ..نشرت لي مجلة المستقبل العربي ببيروت بعض الدراسات التي أفرغت فيها كما وافرا من همومي الوطنية..كما نشرت مئات المقالات في مواقع الانترنيت .

في ظل الأوضاع التي يمر بها العراق .. هل أرخت وأرشفت المرحلة بكتاباتك ؟

ـ حاولت في بعض دراساتي المنشورة في المستقبل العربي التركيز على قضايا حيوية مما نعيشه في واقعنا الراهن..ولكن جهدي في توثيق وقائع المرحلة وتأرختها تمثل في أعمالي السردية..فرواية واشندوم فيها صور عن ممارسي اعمال الخطف وتفشي عناصر الارهاب وحواضنهم..أما روايتي المتحولون فقد كانت تأريخا لانتفاضة تشرين الحالية..فيما تجد قصص مجموعتي حراس المعبد تجسد مآسي شعبنا خلال هذه المرحلة وتحديدا ما أعقب عام الاحتلال 2003 .

ما الذي تحمله في ذاكرتك عن مدينة الهندية طويريج ؟

- مدينتي مضيف كبير يعلّم من ينشأ فيه الكرم والعطاء..فأنت تجد هذه المدينة على هذا الحال وهي تستضيف الملايين في شهر صفر تأويهم وتطعمهم دون انتظار مقابل..مدينتي مدينة نخوة وتكافل ..فلقد ماتت أم صديق موظف غريب هنا في مدينتنا..وعندما نوى حملها بمعونة أبنائه ليذهب بها إلى المقبرة فوجئ بمئات من رجال المدينة ينتظرون المشاركة في التشييع..مع انه لا يعرف أغلبهم..ظلت هذه الحالة متداولة في تلك الأسرة وإن أحفاده الآن يذكرونها بفخر ومحبة لمدينتنا ..مدينتي ملهمة ..فهي مصدر قصيدة المجرشة للملا عبود الكرخي ولبعض إبداعات الشاعر الرائع عبد الرزاق عبد الواحد ..وهي ملعب طفولة حسين مردان وغيرهم كثير من المبدعين..مدينتي مصدر لكثير من الإبداع الفني فطور عبد الأمير طويرجاوي منشأه هذه المدينة التي تأثر بها سعدي الحلي وكان محمد جواد أموري ممن نقل فنها وآهاتها إلى عموم أرجاء الوطن..مدينتي هي الوحيدة على ما أظن بين حواضر العالم التي يخترق قصبتها المسكونة ثلاثة أنهر..هذه المدينة عانت كثيرا من الإهمال..تنتظر الخير الذي قد يحمله القدر إلى شطآن أنهارها لتأخذ بعضا من حقوقها .


ما النصيحة التي تقدمها ؟ ولمن ؟

ـ نصيحتي إلى من يشرفني بقراءة هذه السطور..أقول:إتق الله ما أستطعت..والوطن أمانة في عنقك..صن الأمانة وحافظ عليها..

كلمة أخيرة ؟

ـ وآخر ما أجده مفيدا أختتم به حديثي هو تضرعي إلى العلي القدير أن يمن على وطننا الحبيب بالأمن والسلام والرفاه والخير العميم..


عبد عون النصراوي


التعليقات




5000