تجار الأوبئة ..
مثلما للحروب تجارها، فأن للأوبئة تجار يرتدون أقنعة ملائكة الرحمة وهم منهم براء.
أفرزت أزمة فيروس كورونا كثير من المشاهد التي تبقى خالدة في مخيلة الاجيال، منها مواقف بطولية تحسب للرجال في حائط الصد الاول للجيش الابيض الذين نذروا ارواحهم قرابين في سبيل انقاذ ارواح الاخرين، معرضين بذلك سلامة عوائلهم وفلذات اكبادهم لمخاطر انتقال العدوى.
في الجانب الاخر المظلم تتزاحم الوجوه المقفرة حيث يعشعش تجار الحروب برائحتهم النتنة يتحيلون الفرصة للانقضاض على فرائسهم الهلعة من الخوف لينهشوا لحمهم ويسرقوا قوت عيالهم مستغلين غياب الجانب الرقابي.
مذاخر الأدوية باتت تجهز الباعة المتجولين بأنواع الكمامات والكفوف وانواع من الفيتامينات وبعض الاجهزة، ليفترشوا بها الارصفة والطرقات، والتجوال بها بالعربات المتنقلة لبيعها على العامة في الشوارع وبالسوق السوداء.
بعض اصحاب الصيدليات والعاملين فيها يروجون لعلاجات على أنها تنفع بالوقاية من فيروس كورونا او تستخدم كعلاج للقضاء على الفيروس ويبيعونها بأسعار مضاعفة خلاف الضوابط وشروط المهنة، وبعضهم قدم الدعم لأصحاب البسطيات امام صيدلياتهم.
غالبية الاطباء من اصحاب العيادات الخاصة افرطوا في صرف العلاجات للمرضى من الصيدليات بطريقة ملفتة للنظر توحي بوجود استغلال في عملية صرف كمية الدواء بالتزامن وذروة تفشي فيروس كورونا ومخاوف المرضى من الاصابة بالفايروس نتيجة تضاعف اعراض مرضهم.
بعض اصحاب المستشفيات الاهلية شمروا عن سواعدهم في رفع اسعار العمليات الخاصة واسعار استشارياتهم نتيجة زخم المرضى الكبير بسبب اشغال المستشفيات العامة وافراغها للمصابين بالفيروس اللعين، وعديد من الاطباء يجبرون مرضاهم للرقود في المستشفيات الاهلية وعمل التداخلات الجراحية هناك لتلافي العدوى والاصابة لوجود نظام صحي متطور فيها.
ناهيك عن استغلال بعض الكوادر الطبية من العاملين في المؤسسات الصحية الحكومية للأزمة الراهنة والقيام بأخراج الادوية والمستلزمات الطبية وبيعها او هبتها للاقارب والاصدقاء، وكذلك احاديث حول وجود ملفات فساد في عملية شراء ادوية او مستلزمات واجهزة طبية .. وغيرها.
في ظل تلك المعطيات لابد من تحرك فوري لمعالجة تلك الاخفاقات والحد منها وقطع الطريق امام ضعفاء النفوس، ومنعهم من استغلال الظروف وحاجة الناس للصحة والشعور بالامان مع تضارب الانباء بشأن نسبة تفشي الفيروس وعدم قدرة مؤسسات الصحة على مواجهة التحدي الخطير بالضعف الحاصل بالقطاع الصحي في البلاد.
كما يقترح كثير من المواطنين قيام وزارة الصحة بألزام اصحاب المستشفيات الاهلية على فتح عيادات خافرة بأسعار رمزية جدا لتقديم الخدمات الطبية للمرضى، وعمل جدول اسبوعي ينظم عملها يحدد من قبل رئاسة الصحة في المحافظة.
ويرى البعض ان اعادة فتح العيادات الشعبية المسائية بالمراكز الصحية المنتشرة في المحافظة باتت ضرورة ملحة في الوقت الراهن لصعوبة الوضع الصحي للمواطنين.
ولابد من توجيه ارشادي صحي بضرورة عدم رمي الكمامات والقفازات المستعملة في الشوارع خوفا من عبث الاطفال بها ونقلها للعدوى، وضرورة تحذير الاقارب والجيران في حالة وجود مصاب في منزلك لأتخاذ التدابير والوساىل الوقائية.
عباس ساجت الغزي
التعليقات