ماذا لو لم تستجب الحكومة لمطالب المتظاهرين؟
بعد كلمة عادل عبدالمهدي مع المحافظين وعدد من المسؤولين حول المظاهرات التي انطلقت منذ يوم 25 تشرين أول تركت تلك الكلمة تداعيات وتساؤلات تضمنت آراء شتى حول الظرف الحالي الذي يمر به العراق..في الحقيقة أن المراقب لكلمة رئيس الوزراء والمتعن فيها لم يجد ما يبعث للتهدئة ولا يشعر بوجود موقف يرضي الجماهير المنتفظة انما اعتمد على طريقة حكومية جافة خالية من الليونة مما تبعث على حالة من التشنج والتصلب حتى من خلال ملامحه وحالته النفسية.
وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه الدكتور عادل عبدالمهدي مع المحافظين كانت ساحة التحرير وساحات المحافظات الاخرى تضج بالمتظاهرين يهتفون بشعارات تدعوا لأسقاط حكومته وحل جميع الاحزاب والمطالبة بتغيير النظام السياسي فضلا عن المطاليب الاخرى التي رفعت في لافتات وعلى جدران وسطوح ووجهات المدن..لم يكن في كلمة عادل عبدالمهدي مايوحي بالافق من حلول او تحقيق لغايات واهداف المتظاهرين.لينحاز بشكل كبير للمؤسسة الحكومية وأجهزتها التي لوثها الفساد.
وكان وهو يتحدث يحتمي بالاطر القانونية والمؤسساتية ولم يبدر منه حتى كلام واحد ليحيي الشعب ويمجد فيهم مواقفهم الوطنية ولم يبدي شعورا بالحزن على شهداء المظاهرات ولم يتحرك ضميره عن مواقف وصور تدمي القلب وكأنه لم يعلم بما جرى ويجري! وكان يضع الاعذار بمجرد ان يذكر مطلب ويشعر الناس بصعوبة تنفيذ المطالب الا اذا توفر له الوقت المناسب فضلا عن أشعار المواطن بأن الحكومة ستواجه صعوبات جمة وقاسية وثقيلة اذا ما ارادت توفير المتطلبات والحقوق وكأنه يظهر حرصه على الدولة والحكومة أكثر من المواطن.
لقد تحدث رئيس الوزراء وكأنه في واد والشعب في وادِ آخر.مما تسبب في عدم سماع الناس له وعدم اهتمامهم بخطابه وكلمته الجامدة الخالية من أي شعور وطني.فهو لم يفلح في تقديم الحجة للشعب ولم يقدم على قول حتى كلمة أعتذار لعشرات الشباب الذين سقطوا شهداء بقنابل الغاز المسيلة للدموع وبالرصاص الحي من أسلحة مؤسساته الامنية والتي دفعت الشعب بأن يشك في هويتها وانتماءها.أن ماجاء به الدكتور عادل عبدالمهدي انما هو دعوة لأثارة هواجس قد لايشعر بتأثيراتها رغم انه رجل دولة وسياسي كبير.وكان من الواجب عليه ان يدعوا المتظاهرين بطريقة ابوية فيها من الود اكثر منه امتعاض واستنكار للحالات السيئة من بعض الافراد الذين أساؤا للتظاهر.ولم يتحدث عن ايجابيات التظاهر بشكل يكسب فيه ود الشعب ويخفف من وطأة الغضب والسخط لديه.
أن من أخطر مايتوقع لاسمح الله هو ماسيواجهه البلد من خراب فيما لو لم تستجب الحكومة لمطالب المتظاهرين أو تقديم ولو حد ادنى من حزمة الاصلاحات التي تعهدت فيها للشعب من خلال مجلس النواب وقرارته المنتظرة.اما صمت الحكومة او بطأها في حل المشكلة فهو الكارثة ألأكبر التي سوف تخسر الدولة حكومة وشعبا مالايحمد عقباه..انها مسؤولية جسيمة وخطيرة تواجهها الطبقة السياسية حكومة واحزاب في هذه المرحلة التي بدأت تتعقد يوما بعد يوم.وليس من طريق آخر غير سماع المطالب وتنفيذها واحترام ارادة الشعب وألأستعداد الحازم لمواجهة هذه الأزمة الكبيرة.
لابد ان تستجب الحكومة لمطالب المتظاهرين بل وأن تعجل في تشريع وتنفيذ القوانين المركونة في ملفاتها وأن تتصرف بحكمة امام مهمة ليست بالهينة .وإلا فأن الأمر سوف يأخذ مناح أخرى قد تؤدي الى خسائر فادحة للشعب وللحكومة وللبلاد لاسمح الله.
حكمت مهدي جبار
التعليقات