.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


كان يجب ان اموت عام 1965 ( أو روح من خشب )

حازم صافي

كان يجب ان اموت عام 1965 

(  أو روح من خشب ) 


الى صديقي ومعلمي عامر عجاج  


الآن .. وفي قلب هذه الظلمة : فحم الله المنثور على وجه الكون  

الآن .. وانا منقوع برذاذ العمى ومستعمر من اقصاي الى اقصاي بجراد التيه 

الآن .. وانا ملقى مثل كيس تبغ ابي تحت خيمة الخمسين اتلمس بأصابع مرتعشة الخرائط المنسية ، وانبش في ذاكرة العطارين عن الموضع الذي القي فيه حبل سري / حبل الدمع الذي يسحبني الى (بستوكةً) مترعةً بظلمة معتقة اسأل : من اي قماش صنعت روحي المعذبة ؟؟

امن قٌنَب بري ؟؟ .. ام من تراتيل تيبست فوق عتبة ضريح مجهول النسب 

ايها الحايك السماوي .. من اي خيوط نسجت هذا الكائن المتألم ؟ 

حسناً .. اقول وانا منهمك بتلمس وجه امرأة الظلمة بأصابع من خشب : كان يجب ان اموت عام 1965 

فأنا رجل عتيق جداً ومنسي مثل تلك الاشياء التي يتاجر بها الحفاة العراة سليلو المدينة المقلوبة 

مصنوع انا من خشب قديم يصلح ايضاً لصنع التوابيت و ارائك المقاهي القديمة 

لي روح متشققة تشبه مذياعاً خشبياً مدفون في مقهى ولا يمل من النواح 

يا اخوتي في الحزن .. اشقائي الموزعون على مائدة الليلة الحزينة اخبركم وانتم تلوكون معي حنظل غربتنا المشتركة : خشب روحي يؤلمني ويكاد ينفطر تحت تلال من الاوجاع التي لا تابي الانمحاء 

آه يا أخوتي في الوجع لألمي صرير تنفطر له اباريق الطين المفخورة 

والظلمة انثى تجر خيط روحي مثل صياد محترف لتصحبني الى شوارع الشوملي القديمة 

توزعني مثل نتف من حنين على الدروب التي احفظ تفاصيل اجسادها عن ظهر قلب مأخوذ برائحة الطرطيع والحرمل وخزامى عرق القرويات 

بعماي اتلمس كل ما يمكن ان يُرى/ اداهم النور بظلمتي / ازاوج بين عناكب السواد وفراشات الضوء 

انا الرجل العتيق كان يجب ان اموت في عام 1965 دون اي تاريخ اخر

حافياً ومتعباً وشبه عارٍ ، كنت اتتبع مثل بدوي اثار قدمي سقراط وهو يمر مثل نيزك أصلع في الدروب الخلفية للشوملي القديمة 

العق بفمٍ متيبس ما تبقى من زاد شحيح في مواعين الحكمة 

اتشمم مشدوهاً رائحة الحبر في الصحف القديمة مثل فلَاح منهك يتشمم رائحة المسك بين نهدي امرأته

ارضع الحبر 

انا ابن الحبر في صيرورته الاولى / سواده عماي وعماه سوادي 

اشتعل حينما يشتعل الحبر وانطفئ واصير رماداً عندما يتيبس في شرايين المدينة

أي فحولة مضاعة وذكورة بلا معنى : من يفتض بعد اليوم بكارة اوراقنا البيض / هل تم نثر غبار العنة فوق بيادر عقولنا ؟؟ 

لقد نبت شارباي فوق وجهي في الزمن الخاطئ 

كان يجب حقاً ان اموت عام 1965 

لأنني لا اجيد سوى لغة الطين : الزهاميل المخلوطة بتبن المعرفة اشارك البنائين الشومانيين المهرة في تشييد المعابد التي تليق باندهاشاتنا الاولى 

لأنني اتيه في حدائق النساء اللواتي يتعطرن بزيت المسك ويشعلن شفاههن بالديرم الهندي 

لأنني كنت مهموم بعشق النساء اللواتي يمشطن غدائرهن الذهبية بأمشاط من خشب الصندل 

لأنني كنت متيماً بالقرويات اللواتي يلوحن لعشاقهن من خلف غابات النخيل ويتغزلن بعباءاتهم المحاكة من وبر الماعز 

لأنني كنت قروياً بانتشاء : تسكن القرية في عيوني التي يشنق الضوء في حدائقها المعتمة 

تشتعل القرية في شيب رأسي وتتأوه في عقيق اوجاعي وتزدهر في جوعي وشبعي وتهب كموسيقى غجرية في اروقة اشتهائاتي

انا القروي الاخير / قروي باشتهاء لذلك كان يجب ان اموت عام 1965


حازم صافي


التعليقات




5000