.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


‏هو سيأتي لكي يجدك!

بلقيس الملحم

جوهرنا واحد

‏سبينوزا


‏-1-


‏هل ينفصل النهر عن الضفة؟

‏النهر يجري يا صديقي والضفة ثابتة


‏-2-


‏في اللحظة التي ارتعش الكون فيها

‏كنت أشكو إلى النجوم آلامي الصغيرة

‏أنحني على البيانو وأرفع رأسي

‏كانت الموسيقى ترقص بين أصابعي

‏حتى جاء صوتك دافئًا 

‏وقد مضى على صمتك عام

‏دون أن يطرق باب العزلة جثم على صدري

‏كاد قلبي أن ينشطر إلى نصفين

‏ألم تسمع نقر المطر على النافذة؟

‏يكفيك أن تلمس الخجل في همسي

‏ألم تشعر بعذرية الحب الأول والقبلة الأولى؟

‏إنهما ينتعشان في المرأة الحقيقية

‏مثل أخطبوط لا ينفصل عن أذرعه

‏مثل جبال السَّراة الشامخة

‏وروحك التي هيمنت على روحي


‏-3- 


‏ليس لدي عقل جامد

‏لدي عينان ترى كل ما هو بعيد

‏ليس لدي فم يثرثر

‏لدي شفتان تصمتان في غيابك

‏أو تكتب على الورق الأبيض قصائد ليلكية

‏لدي غبطة البشر وآلامهم

‏ليس لدي حيزًا أو بيتًا نسكنه

‏لدي فردوسًا نعيشه

‏ليس لدي أغصان أهش بها على خطيئتي

‏لدي رياح باردة ودموع ساخنة

‏ليس لدي شجاعة

‏فأنا أجبن أمام الفضائل الصغيرة

‏أمام قبلتك النادرة

‏والطريق ضيق، معتم وخطير

‏ليس لدي هزيمة

‏عندي عظام تمشي إلى الله ودمعتان طيبتان

‏ليس لدي صوت حارٌّ ووجه شاحب في ضوء المصباح

‏ليس لدي باب أوصده

‏لدي عزلة وليل تنهض فيه صرختي

‏لذا وثقت بقلبك وأسلمتك مفاتيح أسراري

‏لماذا؟

‏لماذا وضعك الله في طريقي؟

‏ليس لدي ندم

‏فالخطيئة كالفضيلة تمامًا

‏كانت هي أقصر الطرق إليك

‏لا شيء يموت بداخلي

‏كل شيء ينام في أعماقي

‏مثلما تزهر شجرة لوز في شتاء عنيد


‏-4-


‏حين أعود لوحدتي

‏أغمض عيني وأسأل:

‏ما الذي ترسب في أعماقي؟

‏ما الذي كنت أبحث عنه؟ وماذا وجدت فيك؟

‏ما الذي ينقص روحي المهجورة؟

‏صديق عظيم؟

‏أو عدو طيب؟

‏لا يهم

‏كلاهما يخوضان الكفاح بجانبي

‏صديق أو عدو

‏ربما يكون امرأة،

‏                               فكرة،

‏                                             عالم مجهول.

‏ربما جبين يشع منه النور

‏ربما حضن واسع أسند عليه روحي وألتجئ

‏أريد أن ألمس جسدك الحار

‏هناك رذاذ خفيف

‏عذوبة وحنوٌ عجيب

‏وفوق هذا كله أنا محتاج إلى البكاء على صدرك


‏-5-


‏"ما تبحث عنه يبحث عنك*"

‏فلا تفتك بقلبك ولا تبالغ بالاهتمام

‏لا تخرج لكي تجده

‏هو سيأتي لكي يجدك!


‏-6-


‏حين تعود

‏ أكون متوجسة من صوتك

‏أخاف أن تلمس فكرتي

‏فأفوز بقطعة منك

‏بزبدٍ متبقٍ في كأس البيرة

‏بزغب خديك يحك أسفل ذقني

‏كلمات تهتز بنبرة ملتهبة

‏تلك منطقة سعيدة تنام في البحر الكاريبي

‏في جزر جواديلوب مثلاً

‏تتحرك فوقها السماوات

‏وتنمو فيها أشجار تغني

‏تقفز فيها الأرانب ويتراكم ندى الزهور

‏حين تعود

‏أقبض على العدم

‏على الأوراق القديمة

‏على الهواء الرطب

‏وأعثر بعد هذا كله على اسمك منقوشًا على جسدي

‏في كل خلية يتكاثر

‏فلا يتلاشى ضوؤك البعيد

‏ولا ينفد عطرك الذي تركتَه في ثيابي


‏-7-


‏تعال لنعبر

‏في العبور نتخلص من الآلام

‏كل الشعوب المعذبة عبرت البحر 

‏                                           والنهر 

‏                                                    والصحراء

‏كل الأرواح التواقة

‏العقول التائهة

‏النفوس المذنبة

‏كل العشاق

‏والملهَمون عبروا

‏لنجرب.. ولتعانقني عند حافة الجبل


‏-8-


‏لستَ من يسترخي وسط غيوم ناعمة

‏أنت من تضربك الأمواج

‏وتقذف بك الريح

‏أنت من تتعلق بلوح يطفو

‏وعيناك مثبتتان في وجهي كي لا يحزن

‏أي برودة تمتد لنقي عظامنا ليرتجف كل هذا الكون!

‏أي نور انغمسنا فيه؟

‏أي دهشة نهضت في تلك العتمة؟

‏دع شفتيك تكنس غبار النجوم

‏وعلِّق قبلاتنا على حافة السماء

‏دعها تتدلى وترقص

‏اترك صوتها يغني

‏صوتها الذي حين يرانا

‏يكون عاجزًا عن الالتفات

‏جد لهذه الحياة فسحة

‏لا تدعنا نبحث عن الوضوح

‏هذه الرغبة لا تتحمل

‏لا تلتفت 

‏فعيناي المتضرعتان ستظلان مغروستين في كتفيك إلى الأبد!


‏.....

‏*من كلمات مولانا جلال الدين الرومي.


بلقيس الملحم


التعليقات




5000