الشخصية الفارغة ..
اغلب اصحاب الافكار والحركات العبثية غير المتوازنة من اصحاب الشخصيات الفارغة الجوفاء التي تشحن بسرعة وتفقد الشحن بنفس السرعة هم دمى ضاحكة متحركة.
في المجالس تجدهم يثيرون الاماكن صخبا، يتحدثون بغير وعي، يفتون بغير علم، يسيرون دون هدى، يحاولون اثارة الجلبة لجلب الانتباه اليهم لتعويض شعور النقص في الشخصية الفارغة.
غالبا ما يحاول اصحاب الشخصيات الفارغة دعم احاديثهم بالنكات الساذجة السمجة الخالية من الحكمة والعبرة في دعم موضوع الحديث، والحركات التمثيلية البهلوانية لاستمالة بعض الجالسين في محاولة لاضحاكهم وتخفيف ضغط وروتين الجلسة المشحونة بالصخب نتيجة تقافزهم كالقردة.
الغريب من الامر ان بعض الساسة والمسؤولين والنافذين ورجال الاعمال يستهويهم اصحاب الشخصيات الفارغة، يعتقدونهم حكماء رغم علمهم بالفراغ الفكري العلمي المهني والاجتماعي في تلك الشخصية الكارتونية، لكن يجدون ضالتهم فيهم للتخفيف من عبء وضغوطات الصراعات السياسية وتداخل مهام العمل وكثرة المنغصات.. وقد يكون شبيه الشيء منجذب اليه في كثير من الاحيان.
الفكاهة وخفة الدم في طبيعة الانسان بل تعتبر من الموروث الحضاري في حياة الشعوب، وكان للفكاهي حظوة لدى الملوك، يجالسه ويفتقده ان غاب ويرسل في طلبه ان اشتدت به ضغوط ادارة الدولة ويستأنس بالقصص التي يرويها وطريقة تناولها بصورة ادبية ساخرة لا تخل بالمعنى وترسخ العبرة في احداثها.
يعمل صاحب الروح الفكاهية على أساس من العلم الراسخ والفلسفة العميقة والفن الباهر في تناول موضوعاته، ويجتهد في مزج الفكاهة والسخرية بالعبرة من الحديث معتمدا على ما يملك من خلفية ثقافية علمية.
شتان مابين صاحب الفكاهة في الموروث والمتطفلين من اصحاب الشخصيات الفارغة الذين يحاولون نقل تجاربهم العبثية ومواقفهم السخيفة وذات الخصوصية في بعض الاحيان من اجل اضحاك الناس عليهم دون شعور بالكرامة وعزة النفس او احترام خصوصية المقريبن منهم.
وتبقى المجالس مدارس واحترام خصوصية الجلسة دليل ثقافة وتحضر المجتمعين، ولابد من اتخاذ موقف جدي بشأن القردة الذين يتعمدون التقافز على المقاعد للتقليل من شأن الجالسين.
عباس ساجت الغزي
التعليقات