محاضرة الساعة الثامنة
الساعة الثامنة إلا خمس دقائق صباحاً
للتو أنهيت مكالمتك مع عنقود العنب
يريد أن يشتكي من توزيع الحظوظ
يقول: أين العدل في أن أعصر دائماً؟!
وجاري - الخيار - يقضي إجازته الصيفية
فوق المائدة!
تسجل الشكوى كما هي.
مع تفاهة المقارنة!
تغلق السماعة، وتقول لخاطفيك - دبا الباندا
أنه لا أحد.
يقولان: أخبر ذويك نريد فديتنا غداً
- ماذا تريدان؟
- مرطبانان عسل.
تقول: عسل؟
ثم يدخل أستاذك الجامعي ببذلته الرمادية
يقول: أخبروه أنه لن يجتاز الامتحان بعد أسبوع
أريد مرطباناً لي أيضاً.
تقول: ماذا يحدث الآن؟
يقول: وأخبروه أنه
تأخر عن المحاضرة.
انتهى الحلم.
***
الساعة الثامنة
أنت الآن مستيقظ تماماً
رأسك كدبّابة ألمانية تحملها غيمة شاردة
ثقيل جداً!
جزء منك يقول: ربما غفوة قصيرة؟
بضع قشات لن تكسر ظهر البعير
هل تفعل؟
تقول: خمس دقائق لتكن..
لا شيء يستحق مني خمس دقائق!
أما أنا فأقول: خمس دقائق لا تُسكِر...
لأن للنوم قدسية خاصة.
ثم بعد خمس دقائق
جزء منك يقول: ربما غفوة قصيرة؟
وهكذا...
***
تزيح نفسك قليلاً... تنظر لساعتك
ثم تقف!
تقول: لا شيء قبل القهوة
لا شيء قبل القهوة
إنها الثامنة ونصف.
إذاً ماذا؟
***
التاسعة تماماً
تقف تحت شجرة الصنوبر مع سيدتين.
تنتظر الحافلة...
الأولى.. الثانية.. الثالثة..
أما الرابعة ففيها كرسيان اثنان..
واحد لك، والآخر لسيدة منهما.
لا ايثار هنا.
تجلس في مقعد مهمل..
كان يمكنك أن تختار بين فنجان القهوة
وبين مقعدك المفضل.
القهوة تربح دائماً!
تختلس النظر إلى الفتاة في المقعد الخلفي.
جميلة كزهرة الرمّان.
تختلس مرة أخرى
تقع في حبها!
ثم ينتهي الطريق
وتترك الحافلة
***
التاسعة والنصف
تدخل من الباب الرئيسي
لا أحد يسأل عن بطاقتك
تسير بخطوات نصف سريعة
الطابق الأول.. الثاني
البوابة الأخيرة.
تقف قليلاً... تعدل ملابسك
تدخل.
لا أحد ينظر.
تجلس في زاوية بعيدة
تحاول أن تفهم بضع كلمات..
ولأنك متأخر ساعة ونصف!
تفشل!
تُخرج قلماً وورقة
وتكتب قصيدةً جديدة.
انتهى
مهند طباخ
التعليقات