.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


دراسة نقدية لدوافع التشاؤم بالغراب بين الفارسية والعربية

د. يحيي معروف

الملخص

انعكست ظاهرة التشاؤم بالغراب منذ مئات السنين في كل من الأدبين: الفارسي والعربي. فكل شاعر فارسي أو عربي تكلَّمَ عن الغراب، احتج بأنه سبب للبين والخراب والدمار والهلاك. لاشک أن دوافع التشاؤم بالغراب متعددة بتعدد القوميات والدول. هذا المقال يذکر أهم دوافع التشاؤم بالغراب في کل من الأدبين: الفارسي والعربي، وفق العناوين التالية:

1. الخرافة والتقاليد الشعبية. 2. کراهية الناس من اللون الأسود. 3. القصص الشعرية. 4. الأمثال السائرة. 5. الأحاديث المنسوبة إلی النبي (ص). 6. استخدام الغراب في الفنون الشعرية. 7. الاشتقاق اللغوي للفظة الغراب. 8. تقليد الآباء. 9. الاعتماد علی تفاسير الأحلام. 10. الانطباعات الخاطئة عن سفر التكوين في التوراة.

فالمقال يسعی ليجيب عن الأسئلة التالية:

1. ما هي أسباب التشاؤم بالغراب وظهور الخرافة حوله في الأدبين الفارسي والعربي؟ 2. هل التشاؤم بالغراب له صبغة دينية أم لا؟ 3. وهل للتشاؤم حقيقة، أم أنه مجرد كلمات لها انبعاثات نفسية؟ 4. لماذا بعث الله سبحانه وتعالى غراباً ليعلم بني أدم دفن موتاهم ولم يبعث طائرا آخر ليكون المعلم الأول للأنسان؟

الکلمات الدليلية: الغراب، التشاؤم، الخرافة، الأدب الفارسي، الأدب العربي.

  

  

المقدمة

يتشاءم الناس من الغراب منذ أزمان قديمة جدا ويعتبرونها من علامات النحس ولو سألنا المتشائم عن سبب تشاؤمه من تلك الأشياء فعادة لا يعرف الإجابة لأنها أمور يتوارثها الناس على مر الأجيال دون معرفة الأسباب الحقيقية وراءها وغالبا ما يكون التشاؤم بسبب عادات ومعتقدات مندثرة قد يكون لها مايبررها في الماضي لأنها كانت تتفق مع عقلية الناس في تلك الأزمان التي طغى عليها الجهل والاعتقاد بالخرافات.

للتشاؤم جذور من الماضى والتاريخ، وربما تكون حالات نفسية معينة. أشياء كثيرة متداخلة متوارثة تخص الفرد وحده يتشاءم أو يتفاءل بها، وأشياء أجمع الناس عليها من التفاؤل والتشاؤم. أشياء يتوارثونها على مرِّ الأجيال دون أن يعرفوا منشأها، وكثير من هذه الأشياء يرتبط بمعتقدات قديمة، وغالبا ما يكون لها أسباب ومبررات ولكنها نسيت بمضي الزمن وظلت بقاياها فى معتقدات الناس دون أن يدركوا لتصرفاتهم وسلوكهم سببا.

هذا وأدّى الغراب دوراً دينيا، حيث ذُكر في القرآن الکريم في سورة المائدة بأنه كان المعلم الأول الذي علَّم قابيل كيف يدفن أخاه هابيل، وكان له دور في عملية الموت والبعث،كما جاء في قصة إبراهيم (عليه السلام) التي وردت في سورة البقرة. فضلاً عن ذلک ورد في الكتاب المقدس العهد القديم، تسع مرات.

الدراسات السابقة

لقد أشار المفسرون إلی الغراب من خلال شرحهم لقصة هابيل وقابيل في تفسيرهم للآيات الکريمة (27 إلی 31) في سورة المائدة. علاوة علی ذلک بحث مفسرو التوراة في "سِفر التکوين" عن الغراب في کتبهم.

ومن المقالات: هناک مقال في ثلاث صفحات بعنوان "غراب الشعر" لمحمد الحجيري في مجلة الغاوون وفيه ثلاثة نماذج عن الأبيات التي تناولت الغراب. وهناک في المواقع الإلکترونية بعض الصفحات عن حياة الغراب وسلوکه؛ رغم ذلک لم­نعثر علی دراسة ونقد تفصيلي مقارن بَحَث عن أسباب ودوافع التشاؤم بالغراب وظهور الخرافة فيه.

دوافع التشاؤم بالغراب

لاشک أن دوافع التشاؤم بالغراب متعددة بتعدد القوميات والدول؛ ففي هذا المجال يُذکر بالتفصيل أهم دوافع التشاؤم بالغراب في کل من الأدبين الفارسي والعربي متضمنا الشواهد الشعرية في کلتا اللغتين:

1. الخرافة والتقاليد الشعبية

في الثقافات الشعبية عادات ومعتقدات شائعة منذ القدم توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل وبقيت آثارها رغم انتشار العلم والمعرفة. بعض هذه العادات والمعتقدات يصل إلى درجة الخرافة والأسطورة وكثير منها لا يتصور العقل أن يبقى موجوداً في عصر التكنولوجيا والعلوم المتطورة، أضف إلى ذلك أن الكثير من هذه العادات والمعتقدات تتعارض مع الدين وقد نهى عنها الإسلام وحذر منها.

فالخرافة هي كل ما ارتبط بعالم الخيال، فأصبح جزءاً من المعتقد البشري لأمةٍ­ما، أو شعب، أو فئة معينة من الناس؛ كما يشير البعض عندما يقول إنه سمع خبر خرافة، أي أنه خبر كاذب وغير منطقي ومن نسج الخيال، فيقال على كبير السن عندما يشتد به الكبر ويفسد عقله بأنه "شيخ خرف" أي يهذى في القول، ولا يصح أن يؤخذ قوله على محمل الجد، والخرافة تشير بجميع مفرداتها إلى البعد عن الواقع الموضوعي. والحقيقة أن ليس من حضارة على وجه الأرض تخلو من الخرافة، كونها كانت سبيل البشرية الأول في استكشاف الحقيقة، وفكّ طلاسم المحيط البيئي. ولذلک نجد الشعراء العرب والفرس يحاولون الاعتماد علی الخرافة الشعبية في کل من الأدبين.

لقد كانت بداية نشأة الخرافة مع بداية وجود الإنسان على هذه الأرض، وإذا ما نظرنا لتلك الخرافة القائلة بالتشاؤم من الغراب، إذا يرجع إلى أن صوته يختلف عن باقي الطيور إذ هو غريب ومزعج أيضًا. ولا يخلو تراث أي شعب من الشعوب من الخرافات سواء كانت هذه الخرافات ضمنت أساطيره أو ممارساته الشعائرية والدينية والسحرية الغير صحيحة.

هنا من الضروري أن نشير إلی نوع خاص من أنواع الخرافة وهو التطير في المجتمع العربي:

خرافة التطير في المجتمع العربي

التَطَيُّر في اللغة: التشاؤم، وهو توقع حصول الشر. وسُمِّيَ تطيراً؛ لأنَّ العرب - ولا الفرس - كانُوا في الجاهلية إذا خرج أحدُهم لأمرٍ قصد عش طائر فيهيجه، فإذا طار من اليمين تيمن به ومضى في الأمر، ويسمونه: "السانح". أما إذا طار من اليسار تشاءَمَ به، وكانوا يسمونه "البارح".

نوع آخر من التطير هو التشاؤم بصوت الغراب. فلاشک أن الإسلام لايقر بالتطير والتشاؤم، بل كل الألفاظ، والأحاديث التي فيها ذكر التشاؤم هي في الواقع نقل للشؤم من معناه الجاهلي؛ الذي كان يربط الشؤم والتطير بالأشخاص والحيوانات، إلى معنى إسلامي يربط الشؤم بفعل الإنسان. ولهذا قالوا: )طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ((يس: 19) ولم يحك الله التطير إلا عن أعداء الرسل كما قالوا  لرسلهم )قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ((يس: 19، 18) وكذلك حكى الله سبحانه عن قوم فرعون فقال: )فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ( (الأعراف: 131). وتشاءم قوم صالح بصالح كما ورد في الآية )قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ( (النمل: 47) فرد عليهم نبي الله صالح (عليه السلام) فقال:)قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ... ( يعني أن ما حلَّ بكم من شر وبلاء إنما هو بسبب كفركم وعنادكم واستكباركم، ولا يخرج عن قضاء الله وحكمته وعدله. فهذه المواضع حكى فيها التطير عن أعدائه فالإسلام لايعترف بالشؤم لا في حيوان، ولا في إنسان، ولا في شيء، وإنما الشؤم هو: فعل الإنسان. کما قال تعالى: )وَكُلّ إنسانٍ أَلزَمنَاهُ طائرهُ فِي عُنقِهِ( (الإسراء: 13)

وقد رفض الإمام علي (عليه السلام) الطِّيَرَة بقوله: (نهج البلاغة، 1387ق، حکمة 400) «الْعَيْنُ حَقٌّ وَالرُّقَى حَقٌّ وَالسِّحْرُ حَقٌّ وَالْفَأْلُ حَقٌّ وَالطِّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ...»

ومما ذكروا في التطيّر ما کتبه أبو بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني (المتوفى: 297ق) عن عوف الراهب فی کتابه "الزهرة" (1/95؛ نقلا عن موقع الوراق  www.alwarraq.com)

غلطَ الذينَ رأيتهمْ بجهالةٍ                 يلحوْنَ كلُّهمُ غُراباً ينعقُ

إنَّ الغرابَ بيُمنهِ تُدني النَّوى         وتشتُّ بالشَّملِ الشَّتيتِ الأينقُ

وذکر شهاب الدين أحمد الأبشيهي في كتابه (المستطرف في كل فن مستظرف) قائلا: (2/188)

«العرب أعظم ما يتطيرون منه الغراب فالقول فيه أكثر من أن يطلب عليه شاهد ويسمونه حاتما لأنه يحتم عندهم بالفراق ويسمونه الأعور على جهة التطير بصرا وفيه يقول بعضهم:

إذا ما غراب البين صالح فقل به                       ترفق رماك الله يا طير بالبعد

لأنت على العشاق أقبح منظر                  وأبشع في الابصار من رؤية اللحد

تصيح ببين ثم تعثر ماشيا                           وتبرز في ثوب من الحزن مسود

متى صحت صح البين وانقطع الرجا               كأنك من يوم الفراق على وعد

وأعرض بعضهم عن الغراب وتطير بالإبل وسبب ذلك لكونها تحمل أثقال من ارتحل وفي ذلك قال بعضهم: (نفس المصدر 2/188)

زعموا بأن مطيهم سبب النوى             والمؤذنات بفرقة الأحباب

وقد نسب البحتري نسبة التطير والنحوسة إلی الغراب مخاطبا إياه بابن السوداء حيث يُکره معاشرته، فقال:

www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=2613&r=&rc=12

إذا ما طلَعنا من فمِ الصّلحِ شَرّق الـ           غُرَابُ، وغاد النحْسُ حيْثُ يغورُ

وكانَ ابْنُ سوْداءٍ كَرِهتُ خِلاطَهُ،                     فَأنْأى رَوَاحٌ دارَهُ، وَبُكُورُ

وعن قبح منظر الغراب في التقاليد الشعبية قال جلال الدين محمد الشهير بالمولوي: (1372ش، 1/123)

زاغ اگر زشتى خود بشناختى             همچو برف از درد و غم بگداختى‏

الترجمة: لو کان الغراب عرف قبح منظره لکان يذوب کالثلوج من شدة الألم والهم.

وقد وصفت الشاعرة المعاصرة الإيرانية "بروين اعتصامي" الغراب بأنه قبيح المنظر: (ديوان، 1377ش:183)

طاووس را چه جرم اگر زاغ زشت روست         اين رمزها به دفتر مستوفی قضاست

الترجمة: ماذنب الطاووس اذا کان الغراب قبيحا ...

يقول الجاحظ عن قبح أفراخ الغراب قائلا: (الحيوان، 2/318) وزعم الأصمعي عن خلفٍ الأحمر، أنّه قال: رأيت فرخ غراب فلم أر صورة أقبحَ ولا أسمجَ ولا أبغضَ ولا أقذرَ ولا أنتنَ منه. وزعم أنّ فِراخَ الغربان أنتنُ من الهدهد - على أنّ الهدهدَ مَثَلٌ في النّتن - فذكر عِظَمَ رأسٍ وصِغَرَ بدن، وطولَ منقار وقِصَرَ جناح، وأنّه أمرطُ أسود، وساقط النّفس، ومُنتن الرّيح.

وقد شبَّه الشاعر الضرير، الشامي الكرمانشاهي، الغرابَ بالإنسان السوء والبلبلَ بالإنسان الطيب قائلا: (1)

زاغ بودم در چمن يا بلبل افسرده حال             در گلستان جهان گل يا گياه بودم گذشت

الترجمة: مضی العمر إن کنتُ غرابا في الخميلة أو بلبلا کئيبا        أو کنتُ ورداً في حدائق العالم أو نبتاً.

وقد شبَّه الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي المشهور بالمولوي، الطبائعَ السيئةَ بالغربان: (مثنوي، دفتر 5)

روح، باز است و طبايع، زاغها          دارد از زاغان و جغدان داغها

الترجمة: الروح کالباز والطبائع کالغربان فلها وَسمة من الغربان والأبوام.

وقد وصف الشاعر الفارسي طبيب الأصفهاني (1111 - 1181ق) في قصيدته بأن الغراب له قلب أسود: (طيب الأصفهاني، ديوان، قصيدة رقم 78: 128نقلا عن: شاهرخي محمود و...، 1376ش: 275)

چند باشد از قضا فرمانده و فرمان پذير       در چمن زاغ سيه دل، در قفس، بلبل اسير

الترجمة: إلی متی سيبقی البلبل في القفص من سوء قضاءه ويمرح الغراب السوداوي القلب في الخمائل؟!

  

2. کراهية الناس من اللون الأسود

اللون الأسود للغراب في إطار الموروث الثقافي والنفسي لون مکروه لدی عامة الناس. هذا اللون يدل الإنسان إلى الحزن والشؤم والموت؛ فالغربان سوداء فطبيعي أن تُنسب اليها الحزن والشؤم والموت. يقول النابغة الذبياني: (الديوان: 38)

مِن آلِ مية رائِح أَو مغَتدِ                      عجلان ذا زادٍ  وغير مزودِ

أَفِد الَترجلُ غير أَن رِكابنا                        لما تزل بِرِحالِنا وكأَن َقدِ

زعم الغراب بأَن رِحَلَتنا َ غدا                 وبِذاكَ خبَّرنا الغداف الأَسود

لامرحبًا بِغدٍ ولا أَهلا بِهِ                     إِن كان َتفريق الأَحِبةِ في غدِ

يصور الشاعر مشهد فراق أحبته، فالغراب شاهد على واقعة الرحيل، ويوظف الشاعر اللون الأسود، لأّنه يريد أن يؤكد أن لعنة الغراب تكمن في سواده، وكأن هذه اللعنة التي حطت على الغراب فسودت لونه ما زالت تنتقل منه إلى الناس، فتنذرهم بالرحيل والتفرق، وتعطي شعورا بعدم الثقة في اللقاء مرة أخرى، فالصورة بذلك توحد لا شعوريا بين ريش الغراب الأسود، وبين كل ما يحول بين الشاعر وحبيته، فيصبح كل ما يفرق بينه وبينها أسود. (محمد علي، إبراهيم، 2001م: 180-181)

أضف إلى ذلك أن العرب كانوا يطلقون على عبيدهم السود اسم (أغربة)؛ مما يجعل لدى عنترة بن شداد العبسي حساسية خاصة تجاه هذه الكلمة، كأّنه يرى أن لونه الاسود هو سبب شقاء نفسه ومأساته، وهو سبب رحيل حبيبته عبلة. لأن لون عنترة لون غرابي أسود، وفي هذا يقول: (عنترة: الديوان: 62)

يا عبلَ كم يشجى ُفؤادي بِالَنوى           ويروعني صوت الغرابِ الأَسودِ

وقد ذهب الشعراء بعيدا في توظيف سواد الغراب في أشعارهم ورسم صورهم الشعرية التي وظفت سواده، فنراهم يتحدثون عنه وكأنه علامة مميزة للتشاؤم والفراق والألم واصفين الغراب بأوصاف عديدة.

وصف البحتري في قصيدة يمدح فيها اسماعيل بن شهاب، طائرَ الباز بالحسن بسبب بياضه والغراب بالسواد: (البحتري، 1963م: 1/84)

وبياضُ البازي أصدقُ حُسنا             إن تأملتَ مِن سواد الغرابِ

عادة نجد أن البياض في البشرة يمّثل لون السادة والأشراف بينما يمثل اللون الأسود الغرابي لون العبيد والخدم، وخصوصا عند الشعراء السود الذين أُطلق عليهم اسم أغربة العرب للونهم الأسود الذي يرمز للدونية والعبودية،"فهؤلاء الشعراء كانوا لا يحسنون الدبيب إلى القصور ولا يتقنون التسرب إلى الطبقة العليا في المجتمع" (بدوي، عبده، 1988م: 4) وفي ذلك يقول عنترة: (الديوان، 1992م: 201)

َفإِن َتك أُمي غرابية                مِن اْبناء حامٍ بِها عِبَتني

َفإِّني َلطيفٌ بِبيضِ الظبى            وسمرِ العوالي إِذا جِئَتني

فعنترة رغم سواده وسواد أمه، فهو شاعر فارس مغوار يقود الجيش في المعارك، فالشاعر استخدم لون الغراب للتعبير عن الدونية التي كان يعايره بها قومه وغيرهم، فلون الغراب أدى دورا في التعبير عن انحطاط الطبقة التي ينتمي لها أغربة العرب، وذلك بسبب أمهاتهم اللواتي ورثنهم هذا اللون، فنظرة المجتمع للأم السوداء نظرة ملؤها الاحتقار والدونية، وهذا انعكس على أبنائهم. فاستخدم الشاعر الغراب لسواده والشؤم منه.

  

3. القصص الشعرية

لقد انتقل التشاؤم عبر القصص الشعرية للأطفال وللکبار في کل من الأدبين الفارسي والعربي. انه لاينسی الإيرانيون قصة الغراب والثعلب لحبيب يغمايي في کتبهم المدرسية عندما نسب إلی الغراب الحماقة والجهالة والذکاء للثعلب قائلا:

زاغکی قالب پنيری ديد                   به دهن برگرفت و زود پريد

بر درختي نشست در راهی             که از آن می­گذشت روباهی

روبَهِ پر فريب و حيلت ساز              رفت پای درخت و کرد آواز

گفت به به چه­قدر زيبايي!           چه سری چه دمی عجب پايي!

پر و بالت سياه رنگ و قشنگ            نيست بالاتر از سياهی رنگ

گرخوش آواز بودی و خوشخوان             نبُدی بهتر از تو در مرغان

زاغ می­خواست قارقار کند             تاکه آوازش آشکـار کند

طعمه افتاد چون دهان بگشود         روبهک جست و طعمه را بِرُبود

الترجمة: رأی غرابا قطعة جبنة فأخذها بمنقاره وطار؛ فجلس علی شجرة في طريق يمر فيه ثعلب؛ فاقترب الثعلب المحتال من الشجرة وقال له: يا لک من غراب جميل! ماأجمل رأسک وذَنَبک ورِجْلک! أرياشُک وأجنحتُک السوداء جميلةٌ فليس أجمل من اللون الأسود لو کان صوتک جميلا لما کان في الوجود أفضل منک قطُّ؛ فلما أراد الغراب النيعق ليُبدي بصوته سقطت الطعمة من فيه فوثب الثعلب وأخذ الطعمة فورا.

وقال برويز ناتل خانلري في شعره (عقاب و زاغ) أي (العقاب والغراب) وهو يقارن بين العقاب والغراب ويدعي بأن الغراب له عمر طويل بسبب أکل الجيف حيث قال:

)www.smartsch.com/forums/showthread.php?p=348

گشت غمناك دل و جان عقاب                  چو ازو دور شد ايام شباب

آشيان داشت بر آن دامن دشت             زاغكي زشت و بد اندام و پلشت

سالها زيسته افزون ز شمار                          شكم آكنده ز گند و مردار

من و اين شهپر و اين شوكت و جاه     عمرم از چيست بدين حد كوتاه؟

تو بدين قامت و بال ناساز                   به چه فن يافته اي عمر دراز ؟

زاغ گفت: ار تو در اين تدبيري                  عهد كن تا سخنم بپذيري

ديگر اين خاصيت مردار است                 عمر مردار خوران بسيار است

اينك افتاده بر اين لاشه و گند                     بايد از زاغ بياموزد پند

بال بر هم زد و بر جست ز جا            گفت: كه ‹‹اي يار ببخشاي مرا

سال ها باش و بدين عيش بناز                   تو و مردار تو و عمر دراز

من نيم در خور اين مهماني                       گند و مردار تو را ارزاني

گر در اوج فلكم بايد مرد                  عمر در گند به سر نتوان برد››

شهپر شاه هوا، اوج گرفت                زاغ را ديده بر او مانده شگفت

لحظه‎ يي چند بر اين لوح كبود             نقطه ‎يي بود و سپس هيچ نبود

الترجمة: حزن فؤاد العقاب عندما أحس بفقد أيام شبابه وکان له عش في وادي السهل. وکان بقربه غراب کريه المنظر عمر طويلا وله بطن مليء بالجيف فسأل نفسه: لماذا کان عمري قليلا رغم جناحي الملکي ورغم عظمتي وشوکتي؟! فخاطب الغراب قائلا: کيف عُمِّرتَ ويلا رغم هذه الأجنحة الکريهة؟ فأجابه الغراب: اذا أردت الجواب ففکِّر في کلامي فالجواب هو أن هذا العمر الطويل يرجع إلی أکل الجيف لان عُمْرَ آکلة الجيف طويل جدا! فالآن علی العقاب أن يتعلم العبرة من الغراب! فطار الغراب من مکانه فقال: اعذرني يا صاحبي فعِش طويلا بأکل الجيف وافتَخِر به! فأنا لست لائقا بهذه الضيافة فطوبی لک الجيف والروائح النتنة فإن قُدِّرَ لي أن أموت في ذروة السماء فهذا أفضل لي من العيش بين الجثث والجيف! فطار العقاب في السماء فتعجب منه الغراب. ظهر العقاب کنقطة في السماء ثم انمحی عن الوجود.

فالشاعر اِتَّهمَ الغراب بأنه خبيث بسبب أکله الجيف وسبب عمره الطويل يرجع إلی نوعية أکله!

ونجد مثل هذا المشهد التشاؤمية في قول کمال‌ الدين‌ البافقی‌ المشهور‌ بـ"وحشي‌": (2)

قول زاغ وغزل مرغ چمن هردو يکي است         نغمه بلبل وغوغاي زغن هر دو يکي است

اين ندانسته که قدرهمه يکسان نبود                       زاغ را مرتبه مرغ خوش الحان نبود

الترجمة: کلام الغراب وغَزَلُ طير الخمائلِ يستويان؟ وکذلک نغمات البلبل وغوغاء الغراب يستويان؟ فهو لايدري ان منزلتهما غير متساويين، فمنزلة الغراب تختلف تماما عن منزلة البلبل.

ونواجه مثل هذه الصورة التشاؤمية في القصص الشعرية العربية کما نقل الدميري في "حياة الحيوان الكبرى" قائلاً: (2/33)

ذهب الغراب ليتعلّم مشية القطاة فلم يتعلّمها، ونسي مشيته فلذلك صار يحجل، فأنشد بعضهم:

إِنَّ الغُرَابَ وَكَانَ  يَمْشِي مَشْيَةً        فِيمَا مَضَى مِنْ سَالِفِ الأَجْيَالِ

حَسَدَ القَطَاةَ وَرَامَ يَمْشِي مَشْيَهَا           فَأَصَابَهُ ضَرْبٌ مِنَ العُقَّالِ

فَأَضَلَّ مِشْيَتَهُ وَأَخْطَأَ مَشْيَهَا                فَلِذَاكَ سَمَّوْهُ: أَبَا المِرْقَالِ

ويقول أحمد شوقي في خاتمة قصيدةٍ قصصيةٍ له عن لسان شاة: (نقلا عن موقع: www.adab.com)

فإن قَوْميَ قالوا:          وجْهُ الغُراب مَشوم

 

4. الأمثال السائرة

ذکر صلاح الدين الصفدي نماذج من الأمثال السائرة بقوله: (1409ق: 1/48)

«...وقال أرباب طبائع الحيوان: أشأم من غراب البين إنما لزمه ذلك لأن الغراب إذا بان أهل الدار للنجعة وقع في موضع بيوتهم يتلمس ويتقمم فتشاءموا به وتطيروا منه إذ كان لا يعتري منازلهم إلا إذا بانوا فسموه غراب البين ثم كرهوا إطلاق ذلك الاسم مخافة الزجر والطيرة...»

وفي هذا الإطار استخدم جلال الدين الرومي مَثَلاً من الأمثال المشترکة بين الفارسية والعربية يعني «الذي أصبح قائدُه غرابا ينتهي إلی المقابر»: (ديوان شمس، غزليات، غزل ۲۵۱۹)

وگر زاغ است آن خاطر که چشمش سوی مردار است        کسی کش زاغ رهبر شد به گورستان روانستی

الترجمة: اذا کان الخاطرُ غرابا فعينُه تميل إلی الجُثَث والِجيَف والذي أصبح قائدُهُ غرابا ينتهي إلی المقابر.

ويشبهه في العربية ما ذکره الأبشيهي في كتابه (المستطرف في كل فن مستظرف) (1/79)

ومن يكن الغرابُ له دليلاً          يمرُّ به على جِيَفِ الكلابِ

وذکر في موضع آخر من کتابه قائلا: (1/86) «قالوا للغراب مالك تسرق الصابون؟ قال الأذى طبعي!»

وذكر "البغدادي" في " خزانة الأدب" (4/ 762) قولهم:

"أشأم من غراب البين"  ثم قال: "فإنما لزمه هذا الاسم لأن الغراب إذا بان أهل الدار لنجعة وقع في مواضع بيوتهم يتلمّس ما يأكله، فتشاءموا به وتطيّروا منه، إذ كان لا يعتري منازلهم إلا إذا بانوا فسمّوه غراب البين.

 

5. الأحاديث المنسوبة إلی النبي (ص)

إن غالبية الأحاديث الموجودة في كتب العامة تنص علی جواز قتل الغراب حتی لدی الحاج المحرم. لاشک أن الأحاديث المنسوبة إلی النبي (صلی الله عليه آله وسلم) في کتب إخواننا السنة عن فسق الغراب أو قتله بحاجة إلی البحث والاستدلال العلمي ففي هذا المجال لسنا بصدد البحث عن کذب الحديث؛ فهو يتطلب مجالا أوسع.

کتَبَ الترمذي السلمي، محمد بن عيسى (279-209ق) في كتابه "الجامع الصحيح سنن الترمذي" في "باب ما يقتل المحرم من الدواب": (ج3) (حديث رقم 837 ) «حدثنا محمد بن عبد الملك....عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب والغراب والحديا والكلب العقور... وفي (حديث رقم 838) حدثنا أحمد بن منيع.... عن النبي صلى الله عليه و(آله) وسلم قال يقتل المحرم السبع العادي والكلب العقور والفأرة والعقرب والحدأة والغراب قال أبو عيسى هذا حديث حسن والعمل على هذا عند أهل العلم ...»

وقد کتب الدميري في کتابه "حياة الحيوان الكبرى" عن الغراب بأنه فاسق وفق حديث النبي (صلی الله عليه آله وسلم): (1/199) «... وفي سنن البيهقي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: الحية فاسقة والعقرب فاسقة والفأرة فاسقة والغراب فاسق...»

وقد أکّد في موضع آخر من کتابه بفسق الغراب عن قول النبي (صلی الله عليه آله وسلم) أيضا: (نفس المصدر، 2/310)

«.... وكان شريح هذا قد أدرك النبي صلى الله عليه [آله و] وسلم وقال أبو حاتم: له صحبة. ولفظ الصيد في الآية الأولى عام، ومعناه الخصوص، فيما عدا الحيوان الذي أباح النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قتله في الحرم، ثبت عنه صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال: خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الغراب والحداة والفأرة والعقرب والكلب العقور...»

وقال أحمد بن شعيب، النسائي (303- 215ق) في (السنن الكبرى) (ج2): "ما يَقتُلُ المحرمُ من الدواب" (حديث رقم 3811) «أنبأ قتيبة بن سعيد... أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: خمس ليس على المحرم في قتلهن جُناح: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور.»

وقال الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني المشهور بابن ماجة في سننه "باب ما يقتل المحرم" (أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني المشهور بابن ماجة، سنن ابن ماجة (2/91، حديث رقم 3087) «حدّثنا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه [وآله] وسلم قَالَ: خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحَيَّةُ وَالْغُرَابُ الأَبْقَعُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ وَالْحِدأَةُ.»

وقد نبَّه بدر الدين العيني الحنفي في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري، قائلاً: (باب ما يَقتُلُ المحرِمُ من الدواب) فإن قلت في أحاديث الباب،الغراب والحداءة وليسا من الدواب ولو قال من الحيوان لكان أصوب (16/42)

وقد جاء حديث أخرجه ابن ماجه عن ... عن النبي أنه قال يقتل المحرم الحية والعقرب والسبع العادي والكلب العقور والفأرة الفويسقة فقيل له لم قال لها الفويسقة قال لأن رسول الله استيقظ لها وقد أخذت الفتيلة لتحرق بها البيت وهذا لم يذكر فيها الغراب والحدأة وذكر عوضهما الحية والسبع العادي. (نفس المصدر16/45)

کل لبيب يعرف أضرار العقرب والفأرة والکلب العقور أو ربما الحدأة ولکن ما هو السبب من وراء انتساب الغراب بذلک؟!

 

6. استخدام الغراب في الفنون الشعرية

لاشک أن استخدام الغراب في الفنون الأدبية الشعرية بکل أنواعها البلاغية والبديعية في أشعار الشعراء العرب والفرس ساهمت في تشويه وجه الغراب التشاؤمي لدی عامة الناس. فحسان بن ثابت هجا الحارث بن هشام بن المغيرة في البيت التالي: (الديوان: 38)

فأَجْمَعْتُ أَنَّكَ أَنتَ أَلأَمُ مَنْ مَشَى          في فُحْشِ مُومِسةٍ وزَوْكِ غُرابِ

يصور الشاعرُ هشامَ بن المغيرة بأبشع الصور، فيصفه بمومس فاجرة لا قيمة لها، والدونية ملازمة لها، كما ويصوره بغراب يمشي مِشية قبيحة، فالشاعر استخدم الغراب في التعبير عن كرهه وهجائه لهذا الرجل، لأن الغراب باعتقاده يحمل صفات كريهة. فكان هدف الشاعر منها هو الهجاء.

وقد شبَّه الشاعر الفارسي "علي معلم" أعداء الإمام الحسين (عليه السلام) بغربان سود عندما يقول: (نقلا عن موقع آفتاب www.aftabir.com)

زاغان سپاه کين به باغ دين کشيدند         از عندليبان خوش‌آوا کين کشيدند

الترجمه: لقد جَرَّتِ الغربانُ عساکرَ الحقدِ إلی حديقة الدين فانتقمت من العنادل المتغردة.

فالغراب أصبح في رأی الشاعر مصدرا للحقد والأذی.

وفي برهة أخری نجد أبياتا منسوبة إلی فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين (عليه السلام) رثته بها عندما وقف الغراب على جدار البيت الذي كانت فيه في المدينة فاستشعرت أن أباها قد قضى نحبه حيث كانت في بيت أم سلمة وكانت لدى أم سلمة قارورة فيها من تراب كربلاء تتعاهدها كل يوم حيث أخبرها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه إن تحول دما فذلك علامة قتل الإمام الحسين (عليه السلام). (المجلسي، 45/171 الحديث 19، 164؛ الخوارزمي، 2/ 92)

نعق الغراب فقلتُ من      تَنْعاه ويحكَ يا غرابْ

قال: الإمام فقلتُ من      قال: الموفقُ للصوابْ

قلت: الحسين، فقال لي      بمقال محزون أجابْ

إن الحسين بكربلاء         بين الأسنة والحرابْ

أبكي الحسين بعبرة        ترضى الإله مع الثوابْ

ثم استقلتْ به الجناح          فلم يطقْ رد الجوابْ

يقال إنها كانت في انتظار ركب السبايا ولما رأت وسمعت البكاء والنحيب واستيقنت باستشهاد أبيها الإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه أنشدت الأبيات.

وأنشد الشاعر الفارسي "أميرمُعزِّي" - الذي کان يعيش في القرن السادس الهجري - قائلا:‌ (کليات ديوان أميرمُعزِّي نيشابوري: 258)

از روی يار خرگهی ايوان همی‌بينم تهی‌           در جای آن سرو سهی بينم همه زاغ و زغن‌

الترجمة: لاأری الحبيب الغالي في الإيوان فأری الغراب بدلا من السرو الرفيع.

فوجود الغراب مکان السرو الرفيع دليل علی تحسر الشاعر لعدم حضور مَن يستحقّ الحضور.

وقد شبَّه الشاعر الإيراني المعاصر "فريدون مشيري" إدخال منقار الغراب في الثلوج بطفل هندي غطّی شفتيه بالحليب:

) http://radiofarhang.irib.ir/community/thread-60.html(

منقار چو در برف زند زاغ، تو گويي            کز شير بيالوده دو لب بچه هندو

الترجمه: عندما ينقر الغراب في الثلوج فکأنَّ الصبي الهندي غطّی شفتيه بالحليب.

ونری الشاعر الکبير صفي الدين الحلي يصف جاره بصفات للبوم والغراب:

)www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=20379&r=&rc=4(

ليَ جارٌ كأنهُ البومُ في الشكلِ            ولکن فـي عُجبِهِ، فغُرابُ

وقد جاء جلال الدين الرومي بتشبيهٍ تمثيلي قائلا: (مثنوي مولوي، 3/189)

حميتى بد جاهليت در دماغ                     بانگ شومى بر دمنشان كرد زاغ‏

لقد کان للجاهليين تعصُّبٌ أعمی في تفکيرهم کأنَّ الغراب نعب نعبة الشؤم علی دمنهم.

وقال قيس بن المُلَوَّح المشهور بمجنون ليلی (ديوان: 102)

إذا حالَ الغرابُ الجونُ دوني (3)               فمنقلبي إلی ليلی بعيدُ

وقال الأخطل: (ديوان، 1414ق: 50)

 بَنَوا کلَّ مِتفالٍ کأن جبينها               اذا زَحَلَت عنه، جَبينُ الغرابِ (4)

وقال الشريف المرتضى (www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=24290)

فقد صاحَ قبلَ البينِ لي بفراقِهمْ          غرابٌ على فرعِ الأراكة أبقعُ

 

7. الاشتقاق اللغوي للفظة الغراب

إن التشاؤم من الغربان ربما يكون منشؤه من اسمه الموحي بالغربة والفراق، من هنا كثر تشاؤمهم به واستيحاشهم من رؤيته، وأشعارهم تظهر ذلك بجلاء. لاشک أن الاشتقاق اللغوي له دور کبير في التشاؤم بالغراب والدليل علی ذلک ماورد في أقوال اللغويين وبعض الشعراء من دلالة لفظ "الغراب" علی معنی "الغربة والابتعاد" کما ذکر ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276 ق في کتابه "غريب الحديث" أبياتا عن جران العود قائلا: (1408ق: 2/203)

جرى يومَ جئنا بالجِمالِ نزفُّها              عقابٌ وشحَّاجٌ من البينِ يبرحُ

فأمَّا العقابُ فهو منها عقوبةٌ                وأمَّا الغرابُ فالغريبُ المطرَّحُ

ويضيف قائلا: (نفس المصدر) نسب الشاعر جري العقاب إلی العقوبة من صاحبته والغربة إلی الغراب فترى إلى تقارب مابين هذين التَّأويلين لأنه كان مفارقاً لأحبابه وجرى العقاب بالأعقاب من الدَّار ورجوع الحال إلى ما يهوى لضعف المخاوف من المفارق وقوّة الآمال وهذا لأنه كان مقيماً مع أحبَّته فهذا كلُه شاهدٌ لما قد ذكرناه.

يذکر الجاحظ بعض الاشتقاقات التشاؤمية والتفاؤلية عن أسماء الطيور قائلا: (الحيوان، 3/ 256) «فهو [الأعرابيّ] إذا شاء جعل الحَمام من الحِمام [الموت] والحميم والحُمَّى، وإن شاء قال: وقالوا حماماتٌ فحمَّ لقاؤها وإذا شاء اشتقَّ البين من البان [شجرة ذات رائحة طيبة]، وإذا شاءَ اشتقَّ منه البيان. ولو شاء الأعرابيّ أن يقول إذا رأى سوادَ الغراب: سواد سؤدد [السيادة]، وسواد الإنسان: شخصه، وسواد العراق: سعف نخله، والأسودان: الماء والتمر، وأشباه ذلك - لقاله. قال: وهؤلاء بأعيانهم الذين يصرِّفون الزَّجر كيف شاؤوا، وإذا لم يجدوا من وقوع شيءٍ بعد الزَّجر بُدّاً - هم الذين إذا بدا لهم في ذلك بداء أنكروا الطِّيَرةَ والزَّجْر البتّة.

وجاء في "لسان العرب" لابن منظور أن من معاني الغراب: (مادة غرب) السواد الذي يتشاءم منه الناس جميعاً، والخبث والغربة والغراب يعني كذلك البعد والاغتراب، والأسود الغرابيّ هو شديد السواد... ومن الغراب، الغروب والأفول والمغارب، ومنه مضاء الحدّ في القطع وفي الضرب: "ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل"، أي الإبل الغريبة عن القطيع.

 

8. تقليد الآباء

الأمور التي علمها الأبوان للإنسان عن التشاؤم بالغراب هي اعتقادات خاطئة وهذا السبب يرجع إلی تقليد الآباء. فكلها اعتقادات باطلة تلهي الناس عن الأخذ بالأسباب والانغماس في مشاكلهم لحلها. وكل هذه الأشياء كان لأهل زمان كَلِمَتُهم فيها، فمنهم من يتفاءل بها ومنهم من يتشاءم منها بشدة بل مازال البعض يتشاءم من الغراب. فهذه أشياء توارثها الأجيال دون أن يعرفوا منشأها، وكثير من هذه الأشياء يرتبط بمعتقدات قديمة، وغالبا ما يكون لها أسباب ومبررات ولكنها نسيت بمضى الزمن وظلت بقاياها في معتقدات الناس دون أن يدركوا لتصرفاتهم وسلوكهم سببا. ففى المدن عندما يشاهدون الغراب سواء كان يمر فوقهم أو يحط على مكان أمامهم، أو يسمعون صوته يتشائمون منه.

 

9. الاعتماد علی تفاسير الأحلام

رغم وجود الکثير من الکتب في مجال تفسير الأحلام لم نقدر الوثوق بها علی وجه الدقة إلا ما اعتُمِدَ علی القرآن الکريم والروايات الصحيحة لأنها قد تُنسَب إلی الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أو ابن سيرين أو غيرهما لايمکننا الاعتماد عليها بسبب قلة المصادر الموثوقة فيها. لاشک أن تعبير الرؤيا علم عظيم مهم ورد في القرآن الکريم وفي بعض الروايات الصحيحة عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) والائمة المعصومين (سلام الله عليهم) ومبناه على حسن الفهم والعبور من الألفاظ والمحسوسات والمعنويات أو ما يناسبها بحسب حال الرائي وبحسب الوقت والحال المعلقة بالرؤيا. وقد أثنى الله على يوسف (عليه السلام) بعلمه بتأويل أحاديث الأحكام الشرعية والأحاديث المتعلقة بتعبير الرؤيا والفرق بين الأحلام التي لا سند لها مثل ما يُنسب إلی النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من أقوال غير حقيقية عن الغراب من دون سبب شرعي أو علمي کما مرَّ ذکره. فلذلک انعكست تلك الكراهية على تعبيرهم رؤية الغراب في النَّوم، فالغراب في الأحلام: رجل معجب بنفسه بخيل، غدار يستحلُّ قتل النفس، ومَن رأى أنَّه صاد غرابًا نال مالاً حرامًا، والغراب شؤم إن يُرَ على زرع أو شجر، ومن رأى كأن غرابًا على باب منزله، فإنه يَجني جناية يندم عليها، ومَن رأى كأنّ غرابًا خدشه، فإنَّه يهلك في البرد الشَّديد، ومَن رأى أنَّه كلَّمه غراب، أو ولد له غراب، فإنَّه يرزق ولدًا فاسقًا وتدلُّ رؤيته على دفن الأموات، والتغرُّب. (انظر: النابلسي. (بلا تاريخ). 2/114 - 115). وقد نجد تذبدبا شديدا في تفسير الأحلام عن رؤية الغراب في کتب تفاسير الأحلام.

 

10. الانطباعات الخاطئة عن سفر التكوين في التوراة

سفر التكوين هو أول أسفار التوراة (الأسفار الخمسة للنبي الکريم موسى (عليه السلام) قيل: إن نوحا عندما طالت به الرحلة في الطوفان أرسل الغراب رسولاً ليرى إذا ما كانت الأرض جفت وبانت اليابسة، حسب الرواية التي هي أقرب للأسطورة من الحقيقة، فالغراب لم يَعُد لأنة انشغل بأكل جيف الغرقى، ولكن لإنصاف الغراب لم يأت ما يؤكد تلك الرواية في سفر التكوين أو حتی في النصوص القرآنية، حيث جاءت النصوص في سفر التكوين کما يلي (الإصحاح: 8)

(٦) وحدث من بعد أربعين يوماً ان نوحا فتح طاقة الفلك التي كان قد عملها (٧) وأرسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الأرض (٨) ثم أرسل الحمامة من عنده ليرى هل قلت المياه عن وجه الأرض (٩) فلم تجد الحمامة مقرا لرجلها فرجعت إليه إلى الفلك لأن مياها كانت على وجه كل الأرض فمد يده وأخذها وأدخلها عنده إلى الفلك (١٠) فلبث أيضا سبعة أيام أخر وعاد فأرسل الحمامة من الفلك (١١) فأتت إليه الحمامة عند المساء وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض (١٢) فلبث أيضا سبعة ايام أخر وأرسل الحمامة فلم تعد ترجع إليه أيضا (١٣) وكان في السنة الواحدة والست مئة في الشهر الأول في أول الشهر ان المياه نشفت عن الأرض فكشف نوح الغطاء عن الفلك ونظر فإذا وجه الأرض قد نشف.

وهنا ومن خلال النص الموجود في سفر التكوين، لا يوجد ما يشير على أن الغراب قد أكل لحم الجيف أو حتى ما يشير إلى عدم عودته إلى الفلك مرة أخرى. كل ما ورد وحسب النص هو تردد الغراب في المهمة. قد يعود ذلك إلى خوف الغراب من الطوفان أو تكاسله فقط، لذلك ليس من المعلوم من أين جاءت قصة انشغال الغراب بجيف الغرقى؟!

هذه الرواية لم تأت في القرآن الکريم، ولا ورد بشأنها أي حديث سوى رواية واحدة عن قتادة رحمه الله قال‏:‏ بعث نوح عليه السلام الحمامة فجاءت بورق الزيتون، فأعطيت الطوق الذي في عنقها وخضاب رجليها‏.‏

وهنا ومن خلال النص الموجود في سفرالتكوين لا يوجد ما يشير إلى أن الغراب قد أكل لحم الجيف، أو حتى ما يشير إلى عدم عودته إلى الفلك مرة أخرى. كل ما ورد وحسب النص هو تردد الغراب في المهمة، قد يعود ذلك إلى خوف الغراب من الطوفان أو تكاسله فقط لذلك ليس من المعلوم من أين قد جاءت قصة انشغال الغراب بجيف الغرقى. فالانطباعات الخاطئة اِتَّهمت الغراب بأنه انشغل عن نوح بجيفة. فلذلك متهم باللؤم والغدر.

هذا وقد جاء ذكره في القرآن في قصة ابني آدم عليه السلام )وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ  ( (المائدة: 27 إلی 31)

هذه الآيات تشير إلى:

أولا: هناک فرق بين سرد قصة هابيل وقابيل وإرسال الغراب في القرآن الکريم والتوراة.

ثانيا: توضح إعجاز الخالق عزَّ وجلَّ بأنه بعث غرابا يواري سوءة أخيه ولماذا لم يبعث طائر آخر؟ من خلال الآيات الکريمة نجد أن الغراب کان أول معلم لبني آدم عندما جاء ليعلم الإنسان كيف يحترم جثمان أخيه الإنسان بعد أولى الجرائم في البشرية!

 

النتيجة

1. على الرغم من الاختلاف في التشاؤم من بيئة لأخرى، أصبح التشاؤم بالغراب مشتركا بين الفارسية والعربية، حيث قلما ورد أن فارسيا أو عربيا أحب هذا الطائر، بل كرهه وكره رؤيته؛ فلذلک كان طائرا مشؤوما كريها خبيًثا لدی الفرس والعرب.

2. يلاحظ من خلال الأشعار الواردة في هذا المبحث أن الغراب مرتبط بشكل وثيق بموضوع فراق الأحبة والرحيل.

3. كان هذا الطائر من أهم الطيور التي دخلت في باب الطيرة، والزجر والعيافة.

4. عكَسَ الغراب في تجربة الشعراء العرب والفرس الألوان التي تتلون بها نفسية الشاعر ورؤيته الذاتية، فعكس حالات نفسية موجودة داخل الشاعر، كالتشاؤم والحزن والبكاء والخوف، فكانت صورة الغراب خير ممثل لما يجول في خلدات النفس.

5. الغراب وفق الأساطير والقصص الفارسية والعربية فهو مصدر الشؤم، فيتشاءم الناس من شكله وصوته، ويعتبرونه رمزاً للخراب والدمار، فإن الخيال الشعبي لا يتصور أن يعود إلى نوح عليه السلام بأخبار السلامة. ولذلك لا بد أن يبطئ عليهم وينشغل عنهم بجيفه.

6. استطاع هذا المخلوق الضعيف ليعلّم الإنسان رغم قوته وجبروته دروساً وعبر. والا فهل كان من المعقول أن طائرا ضعيفا كالغراب يعلم الإنسان دفن الموتى؟!

 

 

الهوامش

1. ولد في مدينة هرسين بمحافظة کرمانشاه توفي في کرمانشاه سنة 1984 تسميته بالشامي يرجع إلی تصغير اسمه "شاهمراد" في اللهجة الکردية.

2. من الشعراء‌ المشهورين في العهد الصفوية، ولد سنة 930 الهجرية‌ في ومدينة بافق شرقي إيران فدرس علی أساتذة يزد الکبار ثم ذهب إلی مدينة کاشان للتدريس وفي خاتمة المطاف عاد إلی يزد حتی وافته المنية سنة 997 الهجرية‌.

3. حالَ دونَه: مَنَعَهُ؛ الغرابُ الجونُ: شديد السواد.

4. المتفال: النتنة التي تستحق أن يُتفَل عليها؛ زحلت: کشفت.

 

 

المصادر والمراجع

القرآن الکريم.

الأبشيهي، شهاب الدين أحمد. (1412 ق). المستطرف في كل فن مستظرف. بيروت: دار مكتبة الحياة.

ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم. (1408ق). غريب الحديث. ط:1، بيروت: دار الكتب العلمية.

ابن ماجة، أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني. سنن ابن ماجة. طبع بيروت.

ابن منظور. لسان العرب. ط: 36. بيروت: المکتبة الکاثوليکية.

الأخطل. (1414ق). ديوان الأخطل. شرح مهدی محمد ناصر الدين. بيروت: دارالکتب العلمية.

اعتصامي بروين. (1377ش). ديوان. ط: 2. تهران: انتشارات ساحل.

النابلسي، عبدالغني. (بلا تاريخ). تعطير الأنام في تفسير الأحلام. القاهرة: البابي الحلبي.

أمير معزِّي نيشابوري، ابو عبد الله محمد. (1386ش). کليات ديوان أمير معزي نيشابوري. ط: 1. تهران: لانا.

البحتري، الوليد بن عبيد بن يحيى. (1963م). ديوان البحتري. شرح وتحقيق حسن کامل الصيرفي. ط: 1. القاهرة: دار المعارف.

بدوي، عبده. (1988م). الشعراء السود وخصائصهم في الشعر العربي. ط: 1. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.

البغدادي، عبد القادر بن عمر. (1986م). خزانة الأدب. ط:1. تحقيق عبد السلام هارون. القاهرة: مكتبة الخانجي.

الترمذي السلمي، محمد بن عيسى. (بلا تأريخ) الجامع الصحيح المشهور بسنن الترمذي. بيروت: دار إحياء التراث العربي.

الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر.( 1958م). الحيوان، ط: 2، تحقيق عبد السلام هارون. القاهرة: مطبعة مصطفى البابي الحلبي.

حسان بن ثابت. (بلا تاريخ). الديوان، شرح محمد عزت نصر الله. بيروت: دار إحياء التراث العربي.

الخوارزمي، أبو المؤيَّد الموفَّق بن أحمد المكّي. (1418ق). مقتل الحسين. تحقّيق: محمّد السماوي. ط: 1. قمّ المقدّسة: دار أنوار الهدى.

شاهرخي، محمود وکاشاني، مشفق. (1376ش). آينه آفتاب. ط: 2. انتشارات أسوه.

الصفدي، أبو الصفا صلاح الدين خليل بن عز الدين أيبك بن عبد الله الألبكي. (1409ق). الشعور بالعور. ط:1، تحقيق عبد الرزاق حسين. عَمَّان - الأردن: دار عمار.

عنترة بن شداد العبسي. (1992م). ديوان. شرح الخطيب التبريزي. هوامش وفهارس مجيد طراد. ط: 1. بيروت: دار الفكر العربي.

قيس بن المُلَوَّح. (1420ق). ديوان قيس بن المُلَوَّح. تعليق يسری عبدالغني. ط: 1. بيروت: دارالکتب العلمية.

المجلسي، محمد باقر. (1983 م). بحار الأنوار الجامعة لدُرر أخبار الائمة الأطهار. بيروت: دار إحياء التراث.

محمد علي، إبراهيم. (2001م). اللون في الشعر العربي قبل الإسلام، قراءة ميثولوجية. ط: 1. طرابلس: جروس برس.

مولوي، جلال الدين محمد بلخی. (1372ش). مثنوي معنوي. تصحيح الدكتور محمد استعلامي. طهران: زو‌ّار.

مولوي، جلال الدين محمد بلخی. ديوان شمسغزليات. تهران.

النابغة الذبياني (بلا تاريخ). ديوان النابغة الذبياني، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. مصر: دار المعارف.

نهج البلاغة. (1387ق). نسخة صبحي الصالح. ط: 1. بيروت: دار الكتاب اللبناني.

 

المجلات والصحف

الحجيري، محمد. (2008م). «غراب الشعر» مجلة الغاوون الإلکترونية. العدد 8، تشرين الأول. بيروت.

  

المواقع الإلکترونية

www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=2613&r=&rc=12

 

www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&file=print&qasno=9685

 

 

www.aftabir.com/articles/view/art_culture/literature

_verse/c5c1266483299_poem_p1.php/%D8%A2%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A2%DB%8C%D9%86%D9%87-%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%D8%A7%DB%8C%D9%86%D8%AC%D8%A7

 

www.alwarraq.com

موقع الوراق 

 

www.smartsch.com/forums/showthread.php?p=348

 

 

د. يحيي معروف


التعليقات




5000