تحت الشجرة
بعد ان أغلق سماعة هاتفه متشرداً بين أفكاره وبين مكالمة هاتفية كان قد نساها منذ ٢٤ سنة ، كانت على الجهة الاخرى من الهاتف "وردة" حبيبه صباه وأمنيته الوحيدة أخبرته بأنها تريد اللقاء عند اخر مكان التقيا به ، توجه نحو مرآته وقف أمامها ينظر الى وجهه الذي كسته التجاعيد معلنةً دخوله عقده الخمسين من عمره ، رتب هندامه والتقط مفتاح سيارته .
في طريقه الى هناك تذكر كيف احبها وكيف أحبته ، وبأنه تقدم لها عدة مرات املاً بالزواج ولكن الجواب كان دائما يأتي معترضاً لاختلاف المذاهب ، تذكر اخر مكالمة هاتفيه بينهما وكيف بكت بحرقة تخبره بأنه سيسكن ذاك الجزء الوحيد من قلبها وسيعيش معها للابد وكيف بكى معها بكاءاً حار .
سقطت دمعه خجولة تواسي تلك الذكرى على خده فمسحها وأكمل طريقه الى حين وصوله ، نزل بخطوات راجفةً ، وبدأ قلبه يخفق خفقاناً كان قد أوقفه منذ سنين طويله ، رأى من بعيد امرأه متخذه الأسود لباساً ، التفتت ناحيته فعلم بأنها هي "وردة" ، وعندما التقت عيناه بعينيها الجميلتين اخذت الدموع بينهما تحكي قصة فراق دام ٢٤ سنه ، قبلها بحراره على جبينها المُحَمر فضحكت وأخذت بيده ليجلسا تحت تلك الشجرة الكبيرة ومدت يدها على حرفان كان قد نقشاها هما الاثنان في ايام الشباب ، وهناك تحدثا معاً عن ما فاتهما ، هناك تحت تلك الشجرة توقف الزمان والمكان وخفق قلباهما بنبض واحد
يمامة سعد
التعليقات