وهم التعبير
بيننا من لا يعرف معنى حرية التعبير وحدودها، وقد تستفز البعض كلمة حدود الحرية، ولكنني أجزم بأن أي مكان في العالم لا توجد فيه حرية مطلقة، بل دوماً هناك قيود وتشابك وحدود، وهذا يقودنا حتى إلى مجال التعبير عن الرأي وحرية الحديث والتكلم دون خوف أو وجل أو خشية، وهذه أيضاً غير واردة بشكل مطلق. ومن يعتقد أن هذا الكلام غير موضوعي، وأن هناك حرية تامة وواضحة للتعبير، سأسأله هل يمكن لأحد رجال الاستخبارات التحدث عن عمله ويقيمه ويفصح عن المشاكل والهموم؟ أو هل يسمح لمن يصنع السلاح أن يقول وجهة نظره في تلك الأسلحة التي تصنع ويعبر عن وجهة نظره في أنه يمكن تطويرها بشكل أكبر وأفضل؟ والقائمة في هذا السياق تطول، الإجابة لا، لا يمكن لهؤلاء الحديث ولا التكلم والتعبير، إذن لا توجد حرية مطلقة للتعبير. نحن في عالمنا العربي نعتقد أن الحرية مشاعة ولا حدود لها، نعم هناك حرية ولكنها في البعض من الأقوال تقيد، البعض قد يستغرب إذا عرف أن هناك أوراقاً يجري توقيعها في مختلف المجالات تضمن عدم الإفصاح والسرية، وهذه الأوراق ليست في المجال العسكري أو السياسي كما قد يتخيل البعض، بل قد تكون في أي من المجالات سواء الرياضية أو الثقافية أو الاجتماعية أو نحوها، فعند التعاقد مع أحدهم يوقع تعهدات محددة بعدم الحديث في هذا الموضوع أو ذاك، وإذا تحدث يكون عرضه للمساءلة القانونية والعقاب والغرامة، حرية التعبير المطلقة وهم ولا أكثر
فاطمة المزروعي
التعليقات
الاسم: |
علي |
التاريخ: |
2018-08-10 20:01:43 |
|
لايمكن أعتبار الأفصاح عن أسرار العمل أو الأختصاص المهني وتفاصيلة ضرب من ضروب حرية التعبير . فكثير من أسباب العيش ووسائل الأستمرار في الحياة يعتمد على الكتمان الجزءي أو الكلي لتفاصيله . حرية التعبير مفهوم أضيق بكثير مما يعتقده معظم الناس . |
|