رسالة
أنت ..
ايَّها المتخفّي وراءَ ظلّك
كل ورقةٍ صفراء مرآة للخَريف .. تذكّرني بك
بـِ صدَى صمتكَ المُريب
يامن حشدتَ كل قسوتك وجفاف روحك
ذهبيّةٌ أوراقهُ أيلول
ذهبيّة
ترافقُ الشَّمسَ في سفرها
مابين إشراقةٍ ومَغيب
قاسيةٌ
جافةٌ أوردتها
من عمقِ سرِّك أراك
أقرؤك ..
حروفك من لغةِ العصورِ الغَابرة
تترجمها قسوَتك
أقرؤك
لستَ عصيَّاً على حرفي
قناعكَ لايُواريك
فلا زلتَ توَّاقاً للظّلال
لا نِزالَ بيننا بعد اليوم
فلتُلقي سلاَحك
وتترجَّل عن صهوةِ الحَرف
وتعترف بِـ انهزامك
أمَّا عني فلا أنازلً الغرباء
غريبٌ أنت .. في معناك
جليٌّ كـَ مرآة
أراك ..
خُزامى حروفي جفَّت في مراميك
وذاكرة الورد سئِمَت الأرجوان
الحرفُ كوني
ولا متَّسع لديَّ إليك
سأصوغُ منك معاني الهزيمة
واجعل منك قتيلَ السِّجال
ستغادرُ اليومَ القصيدة
ولن تحتويكَ المعاني
حروفنا قاتلة
تأبى السَّلام
مكتظّة بالأسرار
ممهورة بِـ الأقنعة
وأنا ..
سأرحلُ مع اليَمام
نحو المستحيل
أقتاتُ من ذاكرةِ الأيّام
فتاتَ آلامي
فلا مكان يملأ المكان
ولا زمان يعيدُ الزّمان
وجودنا واحد
استثنائي
لايعادُ مرتين
حروفنا سفَرٌ
دونما عودة
كلمة واحدة
رسمت معاني الفراق
سطَّرت الوداعَ الأخير
وتهتَ أنت في غياهبِ النسيان
وتهتَ أنتَ في معناك !
وشاءَ القدرُ
ليَ الرَّحيل ..
بشرى مهدي بديرة
التعليقات