أم الودع بوابة جنة الجنوب العراقي

#باختصار
هي (جزيرة/ ايشان) أو هضبة كانت تقع على ضفة نهر قديم مندرس يسمى "كري سعده" مع مواقع أثرية أخرى منها الهيصاما والذكر والجفر ومنها ما يعود تاريخه الى الحضارة السومرية والبابلية في المنطقة التي تقع إلى الشرق من تل اللحم تحيطها المياه في عمق أهوار جنوب مدينة الناصرية ويسكنها مربو الجاموس وتشتهر ببيع القصب والبردي وعمل البواري والحصران والبيوت والمضايف وتختلف ام الودع عن غيرها من مناطق الأهوار بتميزها بالسياحة الدينية ففي كل يوم جمعة يحج اليها عدد غير قليل من المواطنين من كافة انحاء العراق قاصدين زيارة مرقد احد السادة العلويين من احفاد الامام الحسين بين علي (عليهما السلام ) وهو السيد نعمة الياسري والذي يعد اهله وذويه هم سكان هذه المنطقة وقادة مجتمعها ولهم حضور كبير في المحافل الاجتماعية والعشائرية ويتسمون بحسن الخلق وكرم النفس واليد والسماحة والمساهمة في حل الاشكالات العشائرية . وتتلخص اهميتها في كونها هي المنفذ الوحيد للأهوار على الصحراء الغربية للعراق حيث انها تقع في مثلث المدينة - الصحراء - الأهوار لكونها متصلة بمنطقة الخميسية ذات التشكيلة الجيولوجية المختلطة . يقول د. عبد الامير الحمداني / آثاري عراقي / كلمة الودع تعني في اللهجة المحلية كسر الفخار المزجج باللون الأخضر والأزرق وهي سمة من سمات الفخار الذي انتشر في العصر الساساني وحتى العصور الإسلامية، ما يؤكد قدم الاستيطان في تلك المناطق. وتبعد أم الودع عن مركز ناحية كرمة بني سعيد 13 كم وهي إحدى النواحي التابعة الى قضاء سوق الشيوخ 35 كم الى الجنوب من مدينة الناصرية - 8 كم جنوب غربي مدينة سوق الشيوخ ويرجع تاريخها الى العصر العباسي. و يقول " الحمداني " أم الودع مدينة إسلامية قديمة مدفونة تحت تل أثري يقع في هور الكرماشية التابع لناحية كرمة بني سعيد، يعود الاستيطان فيها إلى العصر العباسي واستمرت في النمو الى العصر البويهي، لكن المدينة الأقدم فيها تعود إلى ما قبل الإسلام". ومن الذين يذكرونها دائماً في احاديثهم د. صادق عبد الرضا علي مدير ناحية كرمة بني سعيد حيث تحدث كثيراً عنها وعن مساحتها التي تبلغ 15-30 دونما ولايمكن تحديد عدد نفوسها بالضبط بسبب تنقل سكانها مع صعود مياه الأهوار ونزولها، مشيرا الى ان سكان المنطقة يرون من المناسب ان يستقروا حيث ترتفع مياه الهور اللازمة لمعيشة "الجاموس". وبيّن عبد الرضا أن تعداد المنطقة للعام الماضي بلغ 250 نسمة لعدم توفر المياه الكافية لحيواناتهم، أما تعداد المنطقة لهذا العام فقد وصل إلى ثلاثة آلاف نسمة وان العدد يتزايد يوما بعد آخر بسبب توفر المياه الكافية لحيواناتهم. للشرب. #ومما اطلعتُ عليه شخصياً اثناء زياراتي المتكررة لهذه المنطقة بحسب عملي كموظف في وزارة الصحة ارى ان عدد السكان في تزايد ومما لاحظته ايضاً هو مراجعة المواطنين غير المسجلين لدينا في برامج الزائر الصحي والرعاية الصحية . وبعد التحري ادركت ان ما يقارب 30 عائلة متوسط عدد العائلة الواحدة 6 اشخاص هاجروا من مناطق شرقي الجبايش والفهود وسكنوا الـ ايشانات بين القصب لأسباب عشائرية واجتماعية في مناطقهم مما اثقل كاهل المؤسستين الحكوميتين الوحيدتين فيها وهما المدرسة والبيت الصحي > وبسبب قربها من منطقة الخميسية فهي تشكل مع هور تلك المنطقة بوابة رئيسية لدخول اهوار العراق والتي تمتد حتى الحدود الايرانية شرقاً وهي كما يُعبُّر عنها بيئة فريدة من نوعها لاتوجد لها بيئة مشابهة في كافة انحاء العالم سوى بعض المستنقعات في امريكا الشمالية وهي لا تشتابهها تماماً اذا ان مياه تلك المستنقعات ضحلة وغير مأهولة بالكائنات الحية التي تعيش في اهوار العراق فضلاً عن خلو هذه المناطق تقريباً من الضواري وآكلات اللحوم سوى بعض الانواع من الافاعي المائية والخنازير وبعض الحيوانات الصغيرة ( كـ الرفش ) بسبب توغل الانسان في اعمق نقطة فيها وسكنه بين جنباتها واعتماده الكلي على الصيد وتربية الحيوانات لتوفير غذائه لذا فهي آمنة اذا ما قورنت مع كافة المحميات الطبيعية في كافة انحاء العالم ولهذه الاسباب وغيرها تعد الاهوار مقصداً سنوياً لأجود انواع الطيور المهاجرة وانواع نادراً جداً من الاسماك لا تعيش في غير بيئتها والحديث يطول جداً لكني اختصرته ليكون في متناول القاريء الكريم .
احسان العسكري
التعليقات