قانون الحشد الشعبي.. ما له وما عليه
الناطق الرسمي بإسم الحشد الشعبي احمد الأسدي كنا معه في حوار الكتروني حول إقرار قانون الحشد الشعبي وتداعياته على مستقبل العراق، وفي معرض جوابه على الأسئلة، اكد الاسدي بأن قانون الحشد الشعبي يتكون من اربع فقرات فقط الغاية منها هو عدم الدخول في نسب ومهاترات قد تؤجل التصويت عليه ، مبينا ان الاهم بالنسبة لنا هو ان يكتسب القانون الصبغة الوطنية من خلال تصويت جميع المكونات عليه وهو ما حدث وبالأجماع .
وتابع الاسدي : كنت المكلف الوحيد للتفاوض مع المعترضين على قانون الحشد الشعبي من قبل الهيئة وكذلك التحالف الوطني، مشيرا الى ان المفاوضات كانت ماراثونية وطويلة واستمرت لقرابة الثلاثة اسابيع تكللت بالموافقة من قبل الجميع .
وردا على من يطلق الشائعات بأن الحشد منقسم قال الاسدي : لا نهتم لمن يطلق الشائعات ، فالحشد واحد وهو يقف تحت مظلة الدولة ورئيس الوزراء ولا يوجد حشد أيراني او نجفي ، مشددا على ان اقرار القانون بالأجماع قد اخرس السن من يطلقون الشائعات للتأثير على اللحمة الوطنية .
وزاد : في موازنة 2017 نمتلك 122 الف موظف رسمي في الحشد الشعبي و 30 الف متطوع فائض سيتم التعامل معهم وهيكلتهم من جديد بعد انتهاء العمليات العسكرية ، مؤكد ان هيئة الحشد الشعبي قامت بتقليص الرواتب من اجل سد النقص عن المتطوعين وجعل الجميع يتسلم مستحقاته المادية .
-هل يعرف نظاما سياسيا أو دولة في تاريخ البشرية لديها قوات مسلحة نظامية و منظمات مسلحة تأتمر بأمر قادتها المتعددين، و قد حققت الأمن و السلم الاجتماعي. أتمنى أن تعطيني مثال على ذلك إن كان ذلك موجود؟
هنالك تجارب كثيرة مشابهة لتجربة الحشد الشعبي وبعد انتهاء العمليات والأسباب التي أدت الى تشكيلها تحولت هذه المؤسسات والتشكيلات الى جزء من المؤسسة الأمنية ولعل (الكارنبيري) في إيطاليا حينما تشكلت كمجاميع مسلحة واجهة (الماسولينية) حينها واستطاعت القضاء عليها داخل المجتمع الإيطالي هذه منها تشكلت الشرطة الإيطالية ولاتزال الى اليوم تسمى باسم (الكارنبيري) وهناك الكثير من الأمثلة التي بإمكان الباحث ان يحصل عليها ويجدها في الكثير من الدول.
- كيف لأي عراقي وطني ان يؤمن و يثق بعراقية و وطنية الحشد اذا كان قياديون بارزون فيه مثل اكرم الكعبي (النجباء) و حامد الجزائري (الخراساني) قد اعلنوها و بكل صراحة انهم لا يعترفون بالدولة العراقية لأنها حسب اعتقادهم علمانية، و ان ولائهم لإيران اولا، و لو طلب منهم من قبل مرجعيتهم الانقلاب على الدولة العراقية.. هل سينفذون الامر؟
لا شيخ احمد الكعبي ولا شيخ حامد الجزائري اعلنوا انهم لا يعترفون بالدولة العراقية والحوار الذي نشر على وسائل الاعلام بلسان السيد حامد الجزائري كانت ترجمته محورة ومزيفة هذا أولا وثانيا اعيد وأكرر الحشد ليس الفصائل بعد إقرار القانون سيكون من خلال التعليمات والاليات واضحا للفصائل قرارها باعتبارها قوى سياسية ولها امتدادات أخرى والحشد جزء من المؤسسة العسكرية، فهو مؤسسة أمنية وطنية عراقية خالصة وبالتالي لا يؤثر فيها أي ولاء غير الولاء للعراق اما الاعتقادات سواء كانت إسلامية او علمانية او ليبرالية فهذه قضايا شخصية اما الحشد فهو تشكيل عسكري عراقي يخضع للقوانين العسكرية النافذة.
- يبدو ان الحشد غير تابع لرئيس الوزراء .. ليس له عليه أمر .. إنما يوعز .. فى حالة مخالفة طلب رئيس الوزراء طلبا غير مقبول وطائفي ومناطقي ..هل يرجعون الى مادة ينقضون فيها ما تم الاتفاق عليه؟
ابداً الحشد الشعبي لم يشارك في عملية ولم يمتنع عن عملية الا بأمر وموافقة رئيس الوزراء وبالتالي في حالة مخالفة طلب رئيس الوزراء وطلب غير مقبول او مناطقي او طائفي هل يرجعون الى مادة ينقضون فيها ما تم الاتفاق عليه.. مواد القانون واضحة وهي معدودة على الأصابع وننتظر التعليمات التي ستثبت اشراف القائد العام المباشر على هذا التشكيل والتي بالتأكيد ستجيب عن جميع هذه التساؤلات وتوضح الالية التي يعمل من خلالها الحشد الشعبي.
- الحشد بإعتباره عراقي اولاً وينتمي لطائفة معينة ثانيا كيف ستكون تداعيات تدخله فيما لو تحرك مثلا للوقوف بوجه محاولة كردية مثلا لبسط نفوذ على محافظة عراقية مثل كركوك. هل فكرتم بمثل هذه المخاوف لو حدثت وإذا قلتم أنه يأتمر بإمرة رئيس الوزراء ولن يتدخل كيف ستقفون بوجه من يخرق هذا الاتفاق من قبل بعض الفصائل؟
فيما يتعلق بالحشد هو عراقي أولاً وعراقي ثانياً ويشمل جميع المكونات هذا هو واقعه وهذا مانريده له أما فيما يتعلق بتحرك الاكراد او أي ضرف طارئ بالتأكيد الحشد يخضع لأوامر الدولة العراقية وأوامر القائد العام للقوات المسلحة، اما الفصائل فهي مستقلة وليس لقرارها علاقة بقرار الحشد او القائد العام .
- لماذا لم يعترض الامريكان والاوربيين على هكذا قرار وفى ظل ظروف تشكيك واسعة من قبل العرب الاشقاء واتهام الامريكان لبعض الفصائل وقادتهم على انهم ارهابيون ؟
الامريكان والاوربيين ربما كانت لديهم اعتراضات او تحفظات على القانون ولكن علناً اكثر الدول الاوربية والسفراء باركوا إقرار القانون، وانا شخصيا زارني الى مجلس النواب والتقيت بعد من سفراء الدول الاوربية التي باركت، والامريكان على لسان وزارة الخارجية اعلنوا ان هذا الامر يخص الداخل العراقي وهذه تتعلق بالبرلمان العراقي لذلك اعتقد ان موضوع اعتراض الامريكان من عدمه بالنسبة لنا لم يكن هاجساً ولم نتحدث فيه بصراحة وإقرار القانون بالتأكيد سيفتح للحشد أبواب التحرك على المستوى الإقليمي والدولي كقوة امنية حالها حال وزارة الدفاع والداخلية وبالتالي الامريكان والاوربيين دول تتعامل مع الواقع ولا تتعامل مع الامنيات.
- كيف يمكن حماية هؤلاء القادة والمقاتلون واسمائهم ستكون مع عناوينهم تحت رحمة شخص خائن مثلا ؟
الواقع قانون الحشد أسس لهيئة موجودة على الأرض ومتكاملة من حيث الاعداد والقيادات والية العمل وبالتالي هو ليس تشكيلا وليس قانون لتشكيل جديد انما هو قانون شرع لإقرار قانونية هيئة مشكلة وموجودة على الأرض وبالتالي هؤلاء القادة والابطال من يحميهم هو العراق ومن يحميهم هو الحشد ومن يحميهم هو وطنيتهم ومن يحميهم هو مانريد ان يكون عليه العراق بعد تأسيس الحشد وبعد إقرار هذا القانون ونؤكد ان العراق يختلف عن ما قبل 9/6/2014 وهذا الحشد أسس ليبقى وسيكون الأساس الذي ستبنى عليه دولة المواطنة .
- أين الحقوق المدنية مثل فرص التعلم والدراسة والمنافسة فى كافة حقول المعرفة؟
القانون مختصر جدا ولا يتحدث عن التفاصيل كل هذه الحقوق وغيرها تذكر في التعليمات التي ستصدر بعد المصادقة على القانون والتي تتحدث عن كل هذه التفاصيل بالتأكيد.
- ماهي مرحلة ما بعد النصر؟ هل فكرتم بتحويل المقاتلين الى مدنيين يساهمون في الاعمار كما ساهموا في الحرب؟
ان جهاز الحشد أسس وبني ليكون جهازاً امنياً متعاوناً مع باقي الأجهزة الأمنية لصناعة منظومة امنية متكاملة وليس ليتحول الى جهازا مدنيا مابعد نهاية المعركة لأننا وفق الظروف الموضوعية المحيطة بالعراق اليوم نتوقع ان هذه الظروف ربما تستمر لسنوات قادمة ونتحسب لسنوات أخرى، وبالتالي سيبقى الحشد جهازاً امنياً مهمته الأساسية هو حفظ أمن البلد داخليا من أي عدو خارجي، وبالتالي سيأخذ مداه والواجبات التي سيكلف بها او سوف تناط به .. مقاتلوه سيستمرون مقاتلين او منتسبين لجهاز امني مكلف بالدفاع عن العراق، ولكن هذا لايمنع ان يشارك الحشد بعد نهاية العمليات كباقي بقية صنوف القوات المسلحة بما يساهم في عمليات البناء والاعمار كما ساهم في الحرب.
حارث الخيون
التعليقات