عابر سبيل
غادِرْ ..
آخرْ محطَّات الوَداع ..
دونَ وداع
احزمْ قصائدكَ وسَافر
غادرْ كتابَ الحكايات
وتنحَّى عن عرشِ الحروف
و كُن كالأقوياء
دونَ تردُّد
دونَ خوفْ
قلْ ماتَشاء
اصعدْ بروحكَ للسَّماء
وغامِرْ ..
امنحْ نفسكَ جوازَ عبور
وحين تلتقي بالضِّياء
لا تعُدْ للأبجديّة
فَـ مرفأها ماعادَ يوماً إليه مُهاجر
وقد مَزَّقتَ أشرعةَ الأمان
ومَحوتَ ذاكرةَ الحَنان
هناك..
اجعلْ لنفسكَ حروفَاً صَمَّاء
واغرقْ في بحورِ الصَّمت
اخلعْ عنكَ جوازَ السفر
ولاتعُدْ إلى هُنا .. فما عادَ يوماً ... .....!
وارحل ..
ارحل أيُها العابر
فَـ في الحياة الكلُّ يرحَل
يتَساقط مثل أوراقِ الشَّجَر
ويصبحُ في ذمَّةِ الخريف
هكذَا هوَ القَدَر ..
فلا تدعْ هنا منكَ أثرْ
وارحلْ ..
ارحلْ أيُها العابر
بشرى مهدي بديرة
التعليقات