.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


بعيدا عن التفاصيل أنصاب ..بين الحياة والموت

علي عبد الحسن الهاشمي

النُصْبُ في اللغة العربية هو تمثال أو لوحة تذكارية ،وجمعه أنصاب ،وبهذه الأنصاب تحاول الدول تخليد شخصياتها ورموزها الفكرية والثقافية والسياسية التي تركت بصمتها الإبداعية في التاريخ، وليس بالضرورة ان تكون الأنصاب مجسدّة لشخصيات حقيقية ، فهناك أنصاب تستوحي مضاميتها من ميثولوجبا -أساطير-الحضارات القديمة ، ففي ساحات أوروبا وأزقتها -مثلا- تتوزع بعض الأنصاب لآلهة إغريقية، ومشاهدا ملحمية مستوحاة من  أساطير تلك الآلهة . في التاريخ المعاصر وتحديدا بعد الثورة الفرنسية عام 1789 بدأ الفنانون يميلون للأبتعاد عن الواقعية والمحاكاة في أعمالهم الفنية، في محاولات تجريبية حداثوية ،يسعون من خلالها للبحث عن مساحات  أكثر حرية ومعاصرة للتعبير عمّا يجول في مخيلتهم ، فجاءت الأنصاب بدلالات رمزية وتعبيرية تحمل دلالات حضارية كثيرة ومتعددة لا يقصيها زمن معين ، حتى عدّ بعضها رمزا وطنيا تلوذ به الشعوب متفاخرة بمنجزات وعطاء أسلافهم الإنسانية  .

ما جعلني أخوض غمار تلك المقدمة هو المضامين والدلالات السياسية المتغيرة والفوضوية التي امتازت بها الأنصاب في العراق ،وتحديدا في العاصمة بغداد ،فبالرغم من الكم الهائل من المفردات الحضارية والفكرية المتفردة التي  اكتنزتها الحضارة العراق الموغلة في التاريخ القديم ،والتي تعد مصدرا ملهما لكل فناني الكرة الأرضية  ،الا ان تأثيرات الأنظمة السياسية المتعاقبة قد وأدت  تلك المفردات، وكأنها وليد غير شرعي جاء الى الحياة من رحم كوكب آخر ..! فجاء أشهر نصب في العراق ،الا وهو نصب الحرية للفنان الراحل جواد سليم ،الذي يتوسط  ساحة التحرير ،أهم ساحات العاصمة بغداد ،ذو دلالات سياسية جسّدت ذكرى  ثورة 1958،  التي نقلت العراق من النظام السياسي الملكي الى النظام الجمهوري، لكن الثورة التي أريد لها ان تُخلّد لم تكن في حقيقتها ثورة ،بل إنقلاب عسكري دموي على نظام سياسي تم تغييره بقوة العسكر ...!

 كذلك الحال بالنسبة لنصبي  قوس النصر والجندي المجهول للفنان الراحل خالد الرحّال  واللذان يقعان في ساحة الاحتفالات الكبرى ،ومثلهما نصب الشهيد للفنان الراحل إسماعيل فتّاح الترك ، فتلك الأنصاب لم تخل من مفردات الحرب والموت والدمار التي شهدتها حقبة مظلمة وعبثية من تاريخ العراق المعاصر الا وهي حقبة الحرب العراقية الإيرانية التي راح ضحيتها الملايين من البشر.

رغم ان التصميم الرائع، والتنفيذ المتقن ، والتقنية المتفرّدة، وبصمة الإبداع التي تركها هؤلاء الفنانون الكبار على تلك الأنصاب ،الا ان ذلك لا يجعلها تبدو كمرآة حقيقية لحضارة العراق الإنسانية من ناحية المضمون والدلالات ، وإنما إمضاء فني لوجهة نظر سياسية كان الفنانون يتبنونها ،وشاءت الأقدار ان تجد من يحتضنها لتتحول الى صروح معمارية بمفردات هي أفرب ما تكون للموت والدمار،وأبعد ما تكون من مفردات الحياة التي اتسمت بها الحضارة الرافدينة .

بعد التغيير السياسي الذي شهده العراق أبان العام 2003  ، واتساع فضاء الحريات العامة والخاصة ،كنا نتوقع ان يعود فن الأنصاب الى جذوره ، فيوظّف القلم  كنصب شامخ يذّكر العراقيين بحضارة سومر ،تلك الحضارة التي  علّمت العالم الكتابة والتدوين، أو نرى نصبا للعجلة الآشورية، أول عجلة في التاريخ ، او نصبا لمسلة حمورابي ،أول من سنّ القوانين على حجر،أو ربما نصبا لملحمة جلجامش.....، لكن توقعاتنا ذهبت ادراج رياح أثارها الطارئون على الفن والثقافة ،فباستثناء بعض الأنصاب الرائعة  للفنان الراحل محمد غني حكمت التي استوحى مضامينها من أساطير الف ليلة وليلة ،فأننا  شهدنا ولادة  أنصاب ساذجة كثيرة لا يليق أن ان نطلق عليها إسم ولا يمكن ان نصف لها عنوان ..!

لا ادري ، لو كانت لدول العالم بعض ما نملك من حضارة ،أما كانوا سيملأون بها ساحات مدنهم وأزقتهم وشوارعهم ..؟!!  

بالرغم من تراكم الأزمات الطواحن على بلدنا، فإن الحبل السري للحضارة لازال يغّذي مبدعينا ، وقد تجلّى ذلك  في اعتماد منظمة اليونسكو لتاريخ الثامن عشر من شهر كانون الأول من كل عام للأحتفال بيوم اللغة العربية التي تعد من أقدم اللغات السامية ، وسابع أكثر اللغات استخداما على الشبكة العنكبوتية ،والاكثر انتشارا ونموا في العالم ،متفوقة بذلك على اللغة الروسية والفرنسية  ،وهي لغة القرآن الكريم ،ولاتصح الصلاة لدى المسلمين الاّ بإتقان بعض مفرداتها،وهي لغة الأدب والشعر . وقد عدّ العراق عالميا كبلد الشعر والشعراء ، فمن رحم ترابه ولد أعظم شعراء العرب كأبي الطيب المتنبي ، الفرزدق،نازك الملائكة،بدر شاكر السياب ،الدكتور أحمد الوائلي ،جميل صدقي الزهاوي،محمد مهدي الجواهري وغيرهم كثر،أفلا يكفينا هؤلاء الجهابذة لان يكون في ذلك اليوم مناسبة للعودة الى  جذور حضارتنا الانسانية ..؟! فنستتظل بأفياء أشجارها الوارفة ،نخلّد لغتنا بالعطاء والإبداع. أفلا تستحق لغة الضاد وروّادها أنصابا تليق بهم ، تكون صروحا للثقافة والحضارة والحياة ،تذكّرنا برموزنا  وعطائهم الثر ، وتجعلنا نؤمن بأن المنجز الإبداعي سمة الهوية الوطنية التي ضاعت منا في زحام الجهل وضوضاء أصواته العالية..؟!

 

 

 

علي عبد الحسن الهاشمي


التعليقات




5000