وبعدَ أن تموت الأزهار... هناكَ بعضُ وفاء
( لغةُ المرآيا والنص الفسيفسائي ) كــ زهرةِ كاردينيا ماتتْ ( ليلى ) وفقدتْ عذوبةَ عطرها , كلَّ ليلةٍ تعبىءُ كلماتي وتطفو في الذاكرةِ ,
تعومُ في المخيلةِ تهمسُ كــ النسيمِ وتنثرُ في أرضِ أحلامي أمنيات كثيرة , ترسمُ البهجةَ في دفاتري المدرسيّةِ , تكتسحُ رمادَ أزمنتي وتهزُّ ضفافَ النسيانِ متمرّدةً تحتلُ وحشةَ السنوات .
آهٍ أيّتها الزفراتُ المحمّلة بالحنينِ إليها ! قلبها الطفولي يصغي لمراثي المساء الحزين , تأتي كلّ ليلةٍ تبحثُ في أزهاريِ الذاويةِ تمنحها بعضَ الأخضرار , تسكبُ مِنْ عشقها الدفين حسرةَ قيثارة بلا مأوى , تخالها إذا هطلتْ مع الندى فراشةً ترتدي أجنحةَ الضياءِ , بريئةً تحطُّ على أغصاني المزهرةِ بالوجع , تندسُ دونَ ضجيجٍ في زوايا عتمتي ,
تدثرُ إرتجافَ الأيام فلتهثُ شيخوخةَ الغياب . يا لخيبتي سرقتها ( أستارت )* مسرعةً بها نحو المجهول ! ما عادتْ تتوهّجُ كلماتي حينَ تراودني بينَ حينٍ وآخر , تركتْ شبابيكي مشرعةً تداهمها الأوهامَ الموبوءةِ ,
ما عادتْ تنزلُ مضطرةً أتنشّقُ أريجها , لا شيءَ سوى البردِ القارصَ عندَ مفترقِ سماواتِي المكفهرةِ , شعرها الفاحمَ إكتسى بلونِ الثلجِ تحتَ هالةِ القمرِ المسافر , فكيفَ لي أنْ أشاركها بعضاً مِنْ هذا الغيابِ الطويل .... ؟ ! أستارتْ : آلهةُ البحر .
كريم عبدالله
التعليقات