الإنفعال
التخميرة ، الشطحة ، الصيحة المباغتة
الإنشاد للجنون ، للفظاظة ، بصوت مقزز
الإستسلام لإجتياح الشهوات العاصفة
إنفعالات الإدهاش ، الإبهار ، الغرابة ،
ضرورية لإرتياد أرض مجهولة ، صاخبة ، مضيئة
هناك لقاء الفرح ، لقاء السعادة ، لقاء الجمال ،
هذا ما قاله الشاعر مدافعا عن نفسه
ضد هجمة العوام بتهمة التهتك ،
ثم يضيف : و ماذا عنكم ؟ !!!
أخبروني عن حياتكم الفارغة من كل تجربة
من كل مغامرة ، من كل صدفة جميلة ،
العبيد لا انفعالات ، لا شعور ، لا أحاسيس لهم ،
لا خيار لهم ،
أنتم تثأرون لشرفكم
و نحن الشعراء ، نحن المستبطنين للياقة ، للأناقة ، للتناغم ،
- الباحثين عن الجمال في الشر ، عبر زيارة الجحيم
و التحاور مع الشياطين ، مع الآثمين ، مع المجرمين الأشقياء -
من يحدد لكم شرفكم ، أعرافكم ، أصولكم
أنتم لا تحلمون
إذ لا تملكون نزعات القلق ، نزعات التوتر ، نزعات الجنون
نحن الشعراء من يحلم لكم
أنتم مجرد توابع ، هوامش على الدوام
لا أصالة ، لا عمق ، لا جذور لكم
وهو ما يجعلكم تخرقون الأعراف و الأصول ، في السر
لحقارتكم ، لجبنكم ،
بالمكر ، بالخيانة ، بالغدر
بالكذب ، بالنفاق ، بالتملق ،
بتلك النظرات العاهرة و الإيتسامات المخنثة ،
نحن نهتك أعراضكم
نكشف سركم ، نفضحكم ، نحولكم مسخا
نمحو مساحيقكم
لتظهر ملامحكم الحقيقية ، مرضى بالجذام ،
نحن نصنع الحدث
و أنتم تنصبون المحاكمات
و باستمرار تنهزمون ،
لأنكم مجرد دهماء ، غوغاء ، رعاع ، عميان
لا أثر ، لا صوت و لا صدى لكم ،
بينما ننتصر نحن باستمرار
عبر التخميرة ، الشطحة ، الصيحة المباغتة
الإنشاد للجنون ، للفظاظة ، بصوت مقزز
الإستسلام لإجتياح الشهوات العاصفة ،
نحن الشرفاء ، نحن النبلاء ، نحن الأحرار
نتجاوزكم ، نتجاوز مألوفكم ، رتابتكم ، ضجركم ، سأمكم
صالح محمود
التعليقات