هيكل ينقض غزله .. بأمر من؟
محمد حسنين هيكل - وهو أحد كبار مؤسسي ومنظري دولة العسكر - يظل تصدره لمشهد انقلاب 30 يونيو مثيرا للكثير من التساؤلات، خاصة ومفكرنا الكبير معروف بعبقرية غير مألوفة عندنا في قراءة التحولات العالمية في لحظاتها المفصلية، وتداعياتها على الصعيدين الاقليمي والمحلي.فليس واردا أن يغيب عن هيكل تخلي الولايات المتحدة، ومن ورائها قوى السوق الكونية، عن دولة العسكر والملكيات المستبدة على خلفية هجمات 11/9.
الأرجح - برأيي - هو أن يكون هيكل قد سبق كالعادة تلاميذه من مفكرى دولة العسكر وهو قدوتهم إلى المستقبل. أعنى أن تصدر مفكرنا للمشهد الانقلابي يأتي منسجما مع توجهات عولمية. بعبارة أخرى، هيكل ليس بعيدا عن استدراج قادة عسكريين يلفهم الغرور وقصر النظر إلى مصير يفقد معه مستقبلا أي عسكرى مصري أو عربي جرأة التمرد على سلطة منتخبة.
تصدر هيكل للمشهد الانقلابي ليس مصادفة، وانما تتويجا لجهد عولمي واقليمي وداخلى تنتهى معه فكرة دولة العسكر وقد استنفذت من وجهة نظر الجميع أسباب ومبررات وجودها.
هذا الرأي يجد تعزيزا في تصريحات يُطلقها هيكل من حين لآخر، برصدها وتحليلها يستطيع الباحث النزيه والمنظم تفهم مسار الانقلاب وتدحرجه المحبوك من ذروة القوة والشعبية إلى هاوية الوهن والرفض الشعبي. هيكل بُعد نظر نادر في مجتمعات مغرورة قصيرة النظر.
هيكل أحسن قراءة التحولات العالمية المفصلية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حين ساهم مع ناصر في بناء دولة العسكر، ليس في مصر فقط بل وفي المنطقة ككل. وهاهو يفعلها اليوم ثانية، ويساهم في بناء دولة الاسلام السياسي. وإن ظهر في المشهد مناوئا لها.
هيكل بطريقته يتماهى - بروعة - مع الطريقة الأمريكية في معاملة مجتمعاتنا
د.حازم خيري
التعليقات