قاموس يحتضر
الرياح العاتية
الرياح التي تقلع الأغصانَ المائلة
الرياح التي لا تواجه الا بذل الانكفاء
والرياح التي حتماً تطيح باغطية الرأس من كل صنف
طالما هي قادرة على ان تطيح بالرؤوس نفسها
هذه الرياح هي التي تكورت الكلمات مع بعض تحتمي من قسوتها
بيد ان هذه الرياح اخذت الكثير مما لم يمكن انقاذه
و اشارات التحريك
مثلها مثل اشارات المرور لم تعد تصمد لهذه الرياح
والكثير الكثير من الكلمات بعد ان انكفأت لم تعد قادرة على النهوض مرة اخرى
فالحرية اصبحت كلمة عمياء بفقدها الحاء
والكرامة فقدت راءها واصبحت عرجاء
ومع تقليب الرياح وبقوة لصفحات المسكين قاموس
اوراقه ذبلت
وجفت المياه في جذوره
انه الان المريض الذي يحتضر وغدا نسئل عن معنى
وجد او حدث او حضر فلا نجد لها اية اوراق ثبوتية مثل باقي اخواتها التي ماتت او تشوهت
في هذه الرياح الملعونه
القاموس المحتضر لا احد انتبه الى رقدته هذه على فراش الموت
وكلمة الدمعة
سالت عينها في الميم
بعد ان اقتلعت
قرون التاء
عبد العزيز الحيدر
التعليقات
|
الاخ حسين حمزة البهادلي ...مرورك الجميل اسعدني
|
|
الاسم: |
حسين حمزة البهادلي |
التاريخ: |
2013-12-25 12:59:55 |
|
قصيدة جميلة فعلا شكرا للشاعر عبد العزيز الحيدر |
|