الإخوان المسلمون: قواعد تُصلح بدمائها أخطاء القيادة
بانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتهاء عصر الاستعمار الأوروبي وقع اختيار قوى عظمى على الأنظمة العسكرية - المُطعمة ببعض الملكيات المُستبدة - لملء الفضاء العربي، في مواجهة المد الشيوعي والمد الثورى الوطني. من هنا، تجرأ مؤسسو دولة العسكر في مصر- كما في غيرها - على تكريس الارهاب والخوف.
في مصر كانت جماعة الإخوان المسلمين رأس الذئب الطائر، ولا يمكن بحال لوم قيادات الإخوان المسلمين وقتها، فقد كانوا أنقياء لحد كبير، دفعوا بدمائهم الذكية ثمن رفضهم لقواعد اللعبة الجديدة - وقتها - وهي هيمنة الأنظمة العسكرية.
أما اليوم، أعني ما بعد هجمات 11 سبتمبر وعدم مُمانعة القوى العظمى نفسها في صعود الاسلاميين لسدة الحكم في منطقتنا، فلا يمكن إعفاء قيادات الإخوان من ويلات يعاني منها الاسلام السياسي وغيره اليوم في مصر، فقد جاءت الحسابات خاطئة على نحو مُرعب، سواء في خيبة صفقات القيادات الإخوانية مع فلول دولة العسكر، أو في ركونهم إلى العناد والتكبر في مواجهة القوى الثورية غير الاسلامية، خاصة الشباب، وهو ما سهل مهمة الدولة العميقة في لدغ الاسلاميين.
ما نراه اليوم هو نفرة القواعد الإخوانية - مع غيرها من القوى الاسلامية الأخرى - تُصلح بدمائها أخطاء القيادة! تعاطف شديد أستشعره إزاء دماء بريئة تُراق بغير حق، ولشد ما أتمنى أن تجرؤ هذه القواعد، حين يحدث ما أتوقعه وغيري من عودة الاسلاميين إلى الحكم في بلادنا - بفضل مُحددات دولية وإقليمية وداخلية -، على مراجعة نسق القيادة القائم، فلولا أخطاء ساذجة وكارثية وقعت فيها القيادة لما اضطرت القواعد شديدة الحماس والغيرة لمواجهة آلة العسكر، بكل عُجبها وقسوتها.
د.حازم خيري
التعليقات