رسالة الى مجلس النواب
نعيد نشر المذكرة التي رفعت الى اللجنة الثقافية في مجلس النواب بتاريخ 12 / 12 / 2011. .
السيد رئيس وأعضاء لجنة الثقافة والأعلام في مجلس النواب المحترمون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حين تأسس اتحاد الأدباء العراقيين عام 1959 كان يحمل مقومات رصانته من خلال مؤسسيه: الجواهري والمخزومي والآخرين، ومن خلال قانونه ونظامه الداخلي، لذلك فقد ظل هذا الاتحاد محافظا على رصانته وقوته على امتداد عقدين من الزمان، برغم التقلبات المتواصلة للأوضاع السياسية، وخلال العقدين المذكورين سقطت حكومات وحلت حكومات جديدة، وغابت ديكتاتوريات وولدت ديكتاتوريات أعتى منها، واتحاد الأدباء ما زال رصينا معافى، حتى حل عام 1980، وصدر قانون رقم70، فأخذ اتحاد الأدباء بموجبه مسارا آخر، لقد أصابه الانتفاخ والترهل، إذ فتح أبوابه لغير الأدباء، وللمتطفلين على الأدب والثقافة.
من المعلوم أن صدور قانون 70 جاء في ظروف سياسة خطيرة، في مقدمتها وصول الصنم الى الموقع الأول في السلطة، وقيام الحرب العراقية الإيرانية، فجاء هذا القانون ليلائم بين اتحاد الأدباء وبين الدور الجديد الذي رسمته له الديكتاتورية في نشر الأدب التطبيلي الهش الذي يمجد الطاغية وحروبه العدوانية، على حساب المستوى الإبداعي، وقد لاقى هذا القانون رفضا وتذمرا من قبل أدباء العراق ومبدعيه، حتى الواقفين منهم في صف السلطة الغاشمة.
لقد أعطى هذا القانون ثماره الفجة في العقد التسعيني، حيث شكل الأدعياء والمتطفلون على الأدب نسبة لا يستهان بها في اتحاد الأدباء، وصارت معالجة هذا الأمر ضرورة لا غنى عنها، فجرت إجراءات ترقـيعية بإلغاء عضوية أعداد كبيرة من هؤلاء المتطفلين، لكن سرعان ما تسللت جموع أخرى منهم الى الاتحاد مرة أخرى بعد فترة وجيزة، هكذا صارت إعادة النظر بالعضوية في بداية كل دورة انتخابية، لطرد المتطفلين على الأدب الذين قبلهم المكتب التنفيذي السابق، ثم يقبل المكتب التنفيذي اللاحق آخرين، ليطردهم المكتب التنفيذي القادم وهلم جرا..... أقول صارت إعادة النظر بالعضوية ملمحا من ملامح اتحاد الأدباء خلال العقد التسعيني، والسنوات الأولى من الألفية الجديدة.
واليوم وبعد مرور ثماني سنوات على سقوط الدكتاتورية، وتغير الكثير من الملامح السياسية والاجتماعية والثقافية للبلاد، ما زال اتحاد الأدباء يحمل نفس الأورام التي خلقها القانون رقم 70، وما زال الخطر على الاتحاد قائما من أن يقع فريسة اصطراع القوى السياسية، ومن ثم الى جعل المثقف ذيلا للسياسي، لذا فإن الواجب يحتم، التعجيل بإصدار قانون جديد لاتحاد الأدباء في العراق، يعيد للاتحاد وجهه الناصع الجميل الذي خربته الحروب وآلات القمع، ويطهره من الأدران التي علقت به بتأثير الانتهازيين والوصوليين.
نقول هذا الكلام ونحن نشهد عملية الانتخابات المتواصلة التي تجري لفروع الاتحاد في مختلف المحافظات، وما يعنينا هنا مجريات الانتخايات التي شهدها فرع النجف في صيف 2010، والدور الذي لعبه الحزب الشيوعي في الهيمنة على الاتحاد، وفي السعي الصريح الى تغيير مسار الانتخابات، والى صعود عناصر لا علاقة لها بالأدب أصلا الى مواقع عليا في اتحاد الأدباء ومن ثم الى الهيمنة الكلية على اتحاد الأدباء.
أيها الأحبة
لقد طلبت قبيل إجراء الانتخابات الفرعية من السيد ابراهيم الخياط امين الشؤون الإدارية قائمة بأسماء الأعضاء الذين يحق لهم دخول العملية الانتخابية في اتحاد أدباء النجف، ولكنه رفض طلبي، وابلغني ان العضو الذي سيشرف على العملية الانتخابية سيحضرها معه، وحين جاءت الانتخابات حضر كل من السيد علي الفواز والسيد احمد عبد السادة مشرفين على الانتخابات ومعهما قائمة قديمة مكتوبة بالآلة الكاتبة القديمة وفيها أسماء لأعضاء ميتين وآخرين خارج العراق منذ عدة سنوات، وحصلت عملية ترقيع حيث طلب من كل من يحمل هوية الاتحاد ان يضيف اسمه الى القائمة، وكان هناك أشخاص كثيرون منحوا هويات دون علمي، قد حضروا وثبتوا أسماءهم في القائمة، وانتخبوا، والآن ونحن نراجع عن القائمة، أبلغني السيد رئيس اللجنة القانونية بأنه لم يزود بنسخة من القائمة التي جرت على أساسها الانتخابات، وكل ما لديه قائمة بنتائج الانتخابات، كما أبلغني السيد فارس حرام رئيس فرع النجف، بانه تسلم قائمة من المركز بعد مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات، كما أفاد السيد علي الفواز بانه لا علم له بهذا الأمر، ولكن بعد الاتصال بزميله أحمد عبد السادة أفاد بانه زود كلا من رئيس اللجنة القانونية ورئيس الاتحاد بنسخة من القائمة المذكورة، كل هذه الأمور تدل على ارتباك واضح في العملية الانتخابية، وتثير شكوكا كبيرة حول نزاهة الانتخابات.
كما لا بد من الإشارة الى أن عددا كبيرا من الذين منحوا عضوية الاتحاد هم لا يملكون أي صفة أدبية تأهلهم الى ذلك وإنهم منحوها بحكم ولاءات حزبية. لقد بادرت منظمة الحزب الشيوعي بتنسيق مباشر مع المكتب التنفيذي للاتحاد في بغداد الى التعبئة من أجل وصول قائمة حزبية من خمسة أعضاء الى الهيئة الإدارية لاتحاد أدباء النجف، من بينهم اثنان ليس لهم أي صفة أدبية ولا أي منجز أدبي هما الدكتور باقر الكرباسي (الذي أريدَ له أن يكون رئيسا لاتحاد ادباء النجف على الرغم من بعده عن الأدب والثقافة) والسيد ابراهيم الخفاجي، وقد وزعت أثناء الانتخابات قصاصات تحمل أسماء هؤلاء الخمسة، على مرأى ومسمع من المشرفين على الانتخابات، كما أن مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في النجف صار منتدى ومنطلقا للقائمة المذكورة، فيه تعقد الاجتماعات وتتخذ القرارات.
إن الاعتقاد السائد اليوم بين الأدباء يشير الى ان ما حصل في النجف حصل في الكثير من المحافظات وتمخض عن فوز عناصر غير معروفة بصفتها الأدبية،
كما أن تساؤلا مهما يطرح نفسه، هو ما هي الصفة الأدبية للسيد ابراهيم الخياط والسيد جمال الهاشمي؟؟ وما هي مؤهلاتهم التي أوصلتهم الى المكتب التنفيذي للاتحاد؟؟؟ وعلى أي أساس جرى اختيار السيد ابراهيم الخياط ليصير الناطق الرسمي بلسان اتحاد الأدباء وأحد اثنين في لجنة منح العضوية؟؟؟؟
لقد سبق وان طرحنا مثل هذه الملاحظات والآراء منذ عدة سنوات ولكنها قد ذهبت أدراج الرياح حين وجد القائمون على الاتحاد بأنها ستسحب الأرضية من تحت أقدام القوى السياسية، وسيتجرد المتطفلون على الأدب من نفوذهم، ثم طرحناه ثانية على الصحف والمواقع الألكترونية في أعقاب انتخابات اتحاد أدباء النجف، ووعدنا الأستاذ فاضل ثامر بأنه ستجري عملية ترشيق للاتحاد، ولكن ذلك الوعد لم يزد على جرعة تخديرية، لذلك فإنني الآن أقدمه بشكل رسمي طالبا المعالجة الحقيقية.
أيها الحبة.
لم يبق على الانتخابات القادمة إلا أشهر معدودة، حيث أن موعدها في نيسان 2012 ، لذلك فقد آن الأوان ان تتشكل هيئة تحضيرية للإشراف على الانتخابات،. ونأمل ان يتم اختيارها من الشخصيات الأدبية المتميزة بنتاجها الرصين، والمعروفة، ببعدها عن الانحيازات الحزبية المباشرة.
* تتولى هذه الهيئة إعادة النظر بالعضوية، بمراجعة نتاجات الأعضاء، كما حصل في أواخر العهد السابق ولعدة دورات، وسحب العضوية من العناصر غير المؤهلة.
* لا تمنح هويات دخول الانتخابات إلا لمن تثبت صفتهم الأدبية،
* تسعى هذه الهيئة الى إصدار مسودة قانون جديد يعيد للاتحاد رصانته، يجري
التصويت على القانون ضمن فقرات المؤتمر الانتخابي المذكور.
* محاسبة لجان منح العضوية، الذين أساؤوا استعمال صلاحياتهم، وخاصة بعد أن ترتب على منح العضوية مكاسب مادية من بينها الحصول على منح مالية.
وفي الختام نأمل لهذه الإجراءات أن تصلح ما أفسده الوصوليون وتعيد لاتحادنا وجهه الحقيقي، كما نأمل من الجهات المسؤولة أن تنظر بعين الجدّ إلى مثل هذه الممارسات ، ودمتم موفقين.
نسخة منه إلى:
1 مكتب السيد محافظ النجف المحترم.
2 السيد رئيس مجلس محافظة النجف المحترم.
3 السيد مدير مشرو ع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية المحترم.
د. عبد الهادي الفرطوسي
التعليقات
|
الاستاذ الاديب الدكتور عبد الهادي الفرطوسي المحترم للموضوعية والحيادية اقول الرسالة توكد يجب وضع صابظه لكي يعد الكاتب اديبا ولكن الاشار الى اتجاه ما ضد الفكرة الرئيسية للرسالة المعروف ان الساحة الثقافية في السينيات وبداية السيعينيات كانت للمتدينيين والشيوعيين ولا مكان للبعثيين خطاء ان تعيب على اتحاد الادباء ان يفوز الشيوعي في انتخاباته شكرا لك |
|