هــــــيام ضرير
حـُرمتُ النور َوالألوان َ لاأُبصر ْ
ولا رأيت النَّجم َوالأقمار َلنْ أُنكر ْ
فلا نظري كما الباقين َممتد ٌ
ولا أمل ٌلها عيني َّ أن تنظر ْ
ولا الأوراق في الأشجارِ أنظرها
ولا أدري إإن تـُصْفَر َأو تخضر ْ
ويومي _ ليس كمثلكم _ ليل ٌ
فلا صبح ٌوإن أُفنيتُ قد يسفر ْ
فلا فرق ٌلدى عيني بهذا الليل
أكان البدر لايأتي أو انه يُبكر ْ
عَجِبتُ منْ في نكرٍ تُساءلُني
كيف بهذا الحب أن أشعر ؟
نعم عينايَّ تخذلني فلا نوراً
ولكن أفوقُ بالرؤيا لمن يبصرْ
فأنتِ تريَّنَ حدَ العين للرؤيا
ورؤياي بعمقِ أُلحسِ بالمنظرْ
ترون بناء الجسم يخدعكم
بلاعينٍ أرى مايحتوي الجوهرْ
أُباريكم بوصف الحبِ إن شئتم
بقلبي منقوشاً لكلِّ دروبهِ معبرْ
وهل يكون الحب غيرَ الحس
فهل برأيكم للحس أن يُنظرْ ..؟
أغلب دروب الحب قد تخفى
أكلُّ ما يخفى لعينكم يظهر ..؟
بالعين تجريداً تكون رؤيتكم
سمعاً وحساً أرى ..من الأبْصًرْ ؟
حرمتَ أنا نوراً خلا بصري
حباني اللهُ تعويضاً بهِ أفخرْ
بسمعي همسُ الهمسِ أدركهُ
وربَّ صرخةٍ دوَّت عليكمُّ تُحسرْ
فحتى اللمسَ في كفي بهِ نظرٌ
كأنَّ بكل بنانةٍ عينٌ بها أبصرْ
فأن لمست في كفي خدَ غاليتي
أرى بلمستي العينَ والمنحرْ
إن قال قائلهم انتِ لي عيني
وأن لاعين لي لكنكِ المحجرْ ..!
ربَّ فقدانٌ بهِ نفعٌ لصاحبهِ
لاتجزمي كُلَّ فقدانٍ بهِ نخسرْ
أنطفاءُ النور عني ربما كَرمٌ
فليسَ كمثلكم تروَّنَ ما يأسرْ
عذراً نعمة الأبصار لستُ أُنكرها
أنكروني فدافعتَ كونني مظطرْ
يامن تعجبين وتنكرين تحسسي
لاتعجبي أنا مغمض العينين أسهرْ
مثلكم لي قلبٌ أن يهوى تصابا
مثلكم أهوى ... بل ربما أكثر
ماهذا غرورٌ أو إن بي هوسٌ
تنهيدتي تحيل كبيركم بالحب أصغرْ
الحب في بعضكم ألواناً تزينكم
وعندي الحب أن يعطي وأن يثمرْ
ليس قصوراً أني لست مكتملاً
من يظن بهِ كمالاً فكره الأقصرْ
حُب الضرير ثباتاً ليسَ مهزوزاً
فما من وجوهٍ أراها بها أُبهرْ ..!
الحبُّ صغيرتي عندي كما قدرٌ
كأيامي إن خلت مني أنا أُقبرْ
لا بالعين بكل جوارحي أهوى
لك القول حبي أم حبهم أطهرْ ؟
أما سمعتِ أذ قالوا الهوى أعمى ..؟!
تشبيهاً لحالي صارَ الهوى يُذكَرْ
وأيُّ فخراً ووصف الحب لي نعتاً
اترك لكم بصري كي أعتلي المنبرْ
جهاد الظاهر
التعليقات
|
العزيزة إلهام ... أشكر لك مرورك الكريم والمليء بالنور سلمتِ أنتِ وقلبك وايتها البهية |
|
|
نعم عينايَّ تخذلني فلا نوراً
ولكن أفوقُ بالرؤيا لمن يبصرْ
القصيدة زاخرة بالمعاني المفعمة بالجمال والبهاء سلمت يداك إلهام |
|