الانتخابات وصديقي ناصر
هل فاتنا شيء يـ(ناصر) قبل الانتخابات أو بعدها؟ هل فكرنا أن نعمل احصائية لممتلكات المرشحين قبل وبعد الصعود الصاروخي لمجالس المحافظات؛ رغم اعترافي بصعوبة الأمر! أقول أن هذه الاحصائية مهمة جدا لرصد كل التحولات الانفجارية والانقلابية التي تعصف بحياة الـ(عضو)، وهنا تأكدنا أنا و(ناصر) أن الميزانيات التي كانت توصف بالانفجارية ليست عارية عن الصحة تماما، بل دقيقة بقدر تعلقها بهم شخصيا. إذن لماذا عدنا إلى تكرار التجربة مرة أخرى؟ لماذا نجتر أخطاءنا مثل نعاج تأكل ما تبقى من ليل البارحة موهمة نفسها بأنه غداء طازج؟ لماذا لا نستبق الأمر وهذا مناط بلجان لكشف وإحصاء ممتلكاتهم مرة قبل دخولهم، وفي المرة الثانية بعد خروجهم منه، حينها سنعرف كم المسروقات والممنوعات وو..إلخ لا سامح الله، أعني كم الزيادات والمنح والايفادات وو..إلخ، ناهيك عن الدرجات الوظيفية التي يتمتع بها أخوة وأخوات وخالات وعمات وبنات الأخت والصديقات والعابرات، وكل ما يمت للعضو بصلة.
لكن ناصر وعلى الرغم من ذلك ذهب ولطخ سبابته اليمنى بالحبر البنفسجي آملا ألا تنقطع البطاقة التموينية كما جاء في الرواية التي نقلها صديقي الشاعر نبيل الجابري عن والدته، أو كما يرى والدي المسن (عيب من جيرانه السيد) إذ أنه وعد السيد جارنا بأن ينتخبه، وأنا الذي قلت لناصر أن لا أحد اتصل بي ليثقف لنفسه ويعلن ترشيحه رغم اصدقائي الكُثر الذين رشحوا في هذه الدورة، لنقل أنهم معارف وليسوا أصدقاء (عيب من ناصر) ربما عرفوا أنني لست من النوع الذي يتم اصطياده بكارت تعبئة، أو بوعدٍ مجوف، أو بعزيمة على نفر كباب، لذلك تحاشوا ارسال شيء لي، أو حثي على المشاركة في دعمهم.
ليلا، وبعد مضي يوم حافل بالقيل والقال والقوائم والانتخابات جلسنا أنا وهو على الرصيف بعد أن هبت عاصفة نيسانية محملة بالغبار وبقطرات المطر لدقائق معدودة، لكنها أخذت الكهرباء معها ليوم كامل وراحت (ها يناصر، هذه منجزات الحكومة العظيمة، أن يبول القط فتنقطع الكهرباء). اعترض ناصر بتفاؤله لغدٍ أفضل: (الحكومة بعدها إلحيميه) نسبة للعصفور الذي لم ينبت ريشه بعد. لم يمض الكثير من الوقت حتى عادت حليمة لكل منجزاتها السابقة في الاهمال والتسيب وهدر المال العام والبعثات والمنح وإرسال الأعضاء لبيت الله، وهي أكثر الأمور غرابة في الحكومة العراقية، أن يذهب المسؤول بعد تسنمه السلطة مباشرة لبيت الله، ولا أدري حقيقة نوعية الحوار الذي دار بينه وبين الله لحظة اجتماعهما معا في السعودية تحديدا، خاصة وان كل السادة المسؤولين يعبرون بطريقة أو بأخرى عن وجهة نظر الله ويتبنون موقفه.
إذن عاد كل شيء إلى سابق عهده، الشوارع للغبار، المجاري للطفح، الماء للانقطاع، الكهرباء للتخمين، الأصوات للتدجين، لأجد ناصر يدفع عربته في السوق وعرقه يتساقط من جبينه أكثر من الماء الذي تتندر به حنفيتنا. ابتسم لي بغباء كافٍ ليعرف ردة فعلي وقولي بعدها (فخت يناصر).
ميثم العتابي
التعليقات
|
حتى يعي المواطن ناصر اهمية صوته نحتاج الى جهود ليست بالبسيطة بخاصة امام احباطات شتى جاء بها ( السيد) من على ( بايسكل) الأحتلال. من قهر الى قهر ومن قتل الى قتل .. كم شبع يأسا العزيز ناصر الجامع بين جوعه وطيبه .. نحتاج ان نرمي تقاطعاتنا الممجوجة الى الوراء ونفكر بانقاذ بلدنا الذي اشّر الله فيه تربة خصبة ومد فيها نهرين من جنته .. كيف نزرع ارضنا ولا نستجدي قرضا من اي دولة اجنبية لنزرعه في جيب جبّة "السيد".- الذي لا يرضى حتى بمال قارون - شكرا لك ايها الغالي على التفاتتك هذه وسلام الى ناصر الذي على ما يبدو لن يرتاح ابدا.
|
|