هكذا او مثل هكذا ...
عندما تسرّحُ الشوارعُ وجهكَ ، النوافذُ تصبحُ اجفانكَ ، اشاراتُ المرورِ تحسبُ انفاسكَ وانت تراقبُ الالوان وفجأة تتوقف بمنتصف الشهيق معلنا عن اشارة توقفٍ بشرية .
بائعُ السجائر او السكاكر يشعرك بالرضى عن جيبك . زحامُ السياراتِ يُقرِضُك حرية المشي وانت معتدل الظهر محني الرأس خوفا من ان تعثر في تشوهٍ ما للشارع .
( حولك ) مرة يتحدبُ او يتقعرُ في لحظة ما ؛ بحسب الفكرة المراوغة التي تُملي على الرأس ِ انتزاع كل ( هكذا ) مرة واحدة .
في تلك اللحظة الصغيرة التي تومضُ مثل فرحةِ البائعِ القصيرةِ او مثل اي فكرة اخرى تحاول ان تُثبِتَ وجودكَ ..
وقبل ان تعود لتعثر برغم حذرك المتفاقم بتشوهٍ ما للارض .......
تكتشف انك حتى عندما تهرب ... انت لا تهرب ،
فقط يتراءى لك وانت بكامل لهفِك مدججا بأنواع الفرار ، تجر سربا
من الحبيبات ... بوجهِ حبيبةٍ واحدة .
ثم تلعن نفسك لشدة حذرك وانت تسقط في ذلك التشوه ،
تمضي .... لــ ( هكذا ) .. اخرى .. قبل ان تستعيد وجودك من ثورة المحاولة
ثورة الهروب .... لتحتضن اسمها المعلق في سقفِ الجمجمة ،
يتدلى تلك اللحظة الصغيرة .
12/28
مهند الخيكاني
التعليقات