ليس هناك منتصر والآتي أعظم
وضعت الحرب أوزارها كما توقعنا نتيجة اتفاق بين حماس وإسرائيل رعته مصر والولايات المتحدة وكنا نتمنى ان لا تضع مصر نفسها في هذا الموضع أي راعية وضامنة للاتفاق لان مثل هذا الدور يحتم عليها لعب دور الشرطي الأمني لإسرائيل فمصر اقحمت نفسها بدور غريب وهو ضمان الاتفاق أي ضمان عدم قيام المقاومة باية عمليات ضد اسرائيل بمعنى آخر "خنق المقاومة" وتجميد عملها الى إشعار آخر
لا ندري هل تعرضت مصر لضغوطات امريكية حتى أخذت على عاتقها هذا الدور أم أنها وعن طيب خاطر أرادت العودة الى الواجهة العربية من بوابة غزة ؟فمهما يكن الا ان الجميع يستهجن قبول مصر بهذا الدور خاصة وأنها ومنذ بداية الأزمة بدت وكأنها طرف في الصراع الى جانب غزة ومقاومتها .. فكيف قبلت ان تكون ضامنة لأمن اسرائيل خانقة للمقاومة ..وكيف قبلت بان تلقي اسرائيل عليها قضية الأمن في غزة ؟!
قيادات حماس سارعت الى اعلان الانتصار ومن حقها ان تحتفل خاصة وأنها قلبت موازين القوى وغيرت قواعد اللعبة واستطاعت ان تكسر غرور وكبرياء وغطرسة اسرائيل واستطاعت ان تعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة من جديد ..نستطيع القول ان المقاومة صمدت قياسا بعدوان 2008 واستطاعت ان تدب الرعب بين صفوف الإسرائيليين وتمطر إسرائيل بمئات الصواريخ ..واذا كان مقياس الانتصار بعدد الصواريخ نقول بأن المقاومة انتصرت واذا كان مقياس الخسارة هو عدد الشهداء والجرحى نستطيع القول ان المقاومة خسرت .. مقياس الانتصار هو ما حصدته المقاومة باتفاق الهدنة وهل استطاعت ان تفرض شروطها على اسرائيل وهل استطاعت ان تضمن لنفسها حرية الحركة والاستمرار .
من الواضح في بنود اتفاق الهدنة انه ليس هناك اتفاق بل هناك تفاهمات سيتم مناقشتها لاحقا حول فتح المعابر وتسهيل حركة المواطنين ..لكن ليس هناك اتفاق واضح حول فك حصار غزة ! كنا نعتقد بأن المقاومة لن تتنازل عن شرط فك الحصار الا ان الاتفاق يشير الى غير ذالك .. ما الذي سيضمن اسرائيل بمناقشة قضية الحصار لاحقا ؟ وما الذي سيضمن عدم اغتيال قيادات من حماس لاحقا خاصة وان الإعلام الاسرائيلي أشار الى ان الاتفاق يضمن حق اسرائيل اذا تشككت بأي عملية أو مخطط يستهدفها ان ترد فورا!
هناك ثغرات عديد بالاتفاق يجب مناقشتها بترو دون ان تغلبكم نشوة وفرحة النصر وهناك تخوف من عدم صمود هذا الاتفاق خاصة وانه يجري الحديث هنا في اسرائيل عن تفاهمات سوف تناقش لاحقا وليس عن اتفاق ملزم .. صحيح ان اسرائيل استنجدت بأمريكا لوقف إطلاق النار خاصة وانها على أبواب معركة انتخابية ونتنياهو لا يفضل الغوص في غزة قبل الانتخابات خوفا على سلطته وهو لا يفضل بقاء المواطنين في الملاجىء لفترة طويلة لأنه سيفقد غالبة ناخبية .. لكن اتكهن بان اسرائيل سوف تستأنف عدوانها بعد الانتخابات وسوف تبقى تماطل وتؤجل بحث التفاهمات الى ما بعد الانتخابات
د. عدنان بكريه
التعليقات