مع الدكتور محمد الشحرور مراجعة نقدية
يعد من الأخطاء المنتشرة في النصف الثاني من القرن الماضي مزاوجة الاختصاص العلمي لمواضيع الفكر "العربي ،الاسلامي" او الإنساني عامة .. الإشكال في الموضوع لا يتعلق بالإبداع بل في الذهنية التي تنطبع فيها خصوصيات الاختصاص ..فمثلا المختص بعلوم اللغة العربية من المستشرقين يختلف بصورة واضحة عن المختص العربي بعلوم اللغة العربية رغم ان المنهج واحد وربما جهد وشهادة المستشرق
اعلى ..فكيف بمن ينتقل من اختصاص علمي الى اختصاص فكري مرتبط بالادب والعلوم الانسانية واللغة ... هذا ما أردنا ان نبتدأ به نقاشنا المستمر مع الدكتور شحرور .. ولد محمد شحرور بن ديب في دمشق عام 1938، أتم تعليمه الثانوي في دمشق وسافر بعد ذلك إلى الاتحاد السوفييتي ليتابع دراسته في الهندسة المدنية، وتخرج بدرجة دبلوم فيها ليعين معيداً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق حتى عام 1968. حصل على الماجستير عام 1960 والدكتوراه عام 1972 ليعين فيما بعد مدرساً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، حيث ما زال محاضراً حتى اليوم.... اقول ...لو ان باحثا في اللغة او الفكر كتب في تشريح المباني الهندسية ...الا يكون الدكتور شحرور اول المعترضين ... هذا استرجاع سريع لادبيات الكتابة اولا قبل ان نخوض النقاش ...
من خلال مراجعتي لبعض مؤلفات الدكتور الشحرور وكذلك إجاباته على المسائل الموجه اليه .. يظهر من الجميع ان الدكتور لم يعتمد على النصوص الاسلامية بمقدار ما اعمل العقل وجعل النص عاضدا مؤكدا له فمثلا ..في مسالة حجاب المرأة حسم الدكتور الأمر بان الحجاب لايشمل الرأس واليك نص جوابه " لقد استعملنا مصطلح اللباس عوضا عن المصطلح الشائع (الحجاب) أو ما يسمى أحيانا بالحجاب الشرعي، لأن كلمة الحجاب وردت في التنزيل الحكيم ثماني مرات، ولم تمت في كل استعمالاتها إلى اللباس بأية صلة من قريب ولا من بعيد، فكانت الألفاظ التي تدل على اللباس هي الثياب والجلابيب والخُمر.
وإذا عدنا إلى معجم اللغة لوجدنا أن (حجب) معناها: ستر، والحجاب هو الستر،والحاجب هو البواب، وحجبه: منعه من الدخول، وحجابة الكعبة: سدانتها وتولي حفظها، وكل ما حال بين شيئين يسمى حجابا. كتاب نحو اصول جديدة للفقه الاسلامي : الدكتور محمد الشحرور : الفصل السادس .الحجاب واللباس )
وللإجابة على حديثه أرد في ثلاث مستويات :
1. المستوى اللغوي : الحجاب هو الساتر على مختلف الوجوه التي ذكرت في القران تقريبا والتي اوردها الدكتور ايضا وهذا صحيح وهو مانحتاجه في موضوعنا لاننا نحتاج الى ساتر لنظر الرجل يمنع الرؤية عن مفاتنها ومحاسنها فلو امتنع وجود الرجل الاجنبي عنها فلها ان تكشف هذا الحجاب عنها بعكس اللباس فهو لايقترن بالرؤية عرفا ولغة وشرعا ...اما اللباس فهو : ما يَستُرُ الجسمَ . والجمع : أَلْبِسَةٌ ، ولُبُس . وقد ياتي ويقصد به الزوجة او الزوج لكل منهما كما قال تعالى : البقرة آية 187 (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ ) .
وقد يقصد باللباس ايضا العمل الصالح او الحياء كما جاء في القران الكريم بقوله الأعراف آية 26 (ولِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ) . المعجم الوسيط :مجمع اللغة العربية بالقاهرة : مادة لباس )
وهنا تقف الدلالة للباس على معان مختلفة قد لاتجتمع على موضوعنا فاللباس فيه دلالة على ستر الجسم فيشمل مناطق الحجاب وغيرها وفي هذه الحالة يكون الدكتور شحرور قد قال بوجوب الحجاب المتشدد عدا غطاء الراس !!!
وكذلك قد لايصدق مفهوم اللباس على الساتر لانك مهما لبست حتى ولو كانت الملابس الداخلية فقط فهي تسمى لغة ملبس ايضا ونحتاج الى تخصيص المعنى من اللباس اولا ثم تحديد الجهة المراد تلبيسها ... اما لو استعملنا الحجاب فدلالته مباشرة على الستر ويبقى عندنا تحديد ماهو المستور ...
على راي الدكتور من الناحية اللغوية والتي رجح فيها استعمال لفظة اللباس فهو يجب ان لايقول بستر غطاء الرأس لان غطاء الرأس لايسمى لباسا وانما يسمى قناعا او برقعا او نقابا على اختلاف فيه وفيه جهاته الساترة للرأس ...ولهذا فالدكتور شحرور لايقول بغطاء الراس وهذا نص جوابه على سؤال حول الحجاب (ولا علاقة لغطاء الرأس لا من قريب ولا من بعيد بمسألة الحجاب.....غطاء رأس المرأة هو من عادات العرب )
نكمل في الحلقة الثانية
المستويان الآخران
اثير الخاقاني
التعليقات
الاسم: |
منصوري |
التاريخ: |
2014-11-18 15:15:34 |
|
نريد منكم دحض الأدلة بنفس الطريقة الكاتب وليس رد الفكرة العامة للكاتب على أساس أنه خالف السلف , مثال على ذلك فهو يتكلم في تعدد الزوجات من منطلق شرح الآية لغويا و بالتفصيل . فعليكم الرد بنفس الطريقة و إضهار الأخطاء التي وقع فيها عوض الرد بالقول أنه خالف المتعارف عليه وخالف السلف فهذا الجواب لعامتنا غير مقنع و يضهر نتيجة عكسية على أن الكاتب على صواب في طرحه. |
|
|
لماذا لهذه الساعة لم يتعرض الد كتور محمد شحرورلمناضرة مع علماء الفقه و التفسير للحسم فيما يحتويه كتابه بعنوان "الكتاب و القران " حتى يتبين للا غبياء من مؤ يده و محفزه الحق من الباطل
جزا كم الله خيرا |
|
|
أتعجب لمن له الجرأة في الخوض في الكتاب و السنة دون أن يفهم ما قيل فيهما من قبل سابقيه(خبراء الكتاب و السنة من أهل التقوى و الورع )لأ ن الفهم و الدراية لا يهد يان للعاصي العا كف على مشاهدة الفواحش فأنا أتساءل لمن ير يد أن يجيبني بكل موضو عية دون العصبية الفكرية"ماالحكمة في أن أسري بالر سول(ص) من المسجدالحرام الى المسجد الأ قصى ثم عرج به الى سدرة المنتهى دون أن يعر ج به من المسجد الحرام مبا شرة الى سدرة المنتهى " و بالله التو فيق |
|
الاسم: |
اثير الخاقاني |
التاريخ: |
2013-06-08 14:00:03 |
|
السلام عليكم سماحة العلامة السيد علي ال قطب الموسوي ..دامت بركاته .. انه من دواعي سروري وابتهاجي ان اكون عند حسن ظنكم سيدنا العزيز ..واسال الله تبارك اسمه ان يرفع مقامكم ويجعلكم منار هدى وقدوة للمؤمنين ... المخلص لكم اثير الخاقاني ... |
|
|
الفاضل والباحث أثير الخاقاني. دام موفقا وسالماً. السلام عليكم. أشكرك على ماتفضلت به. كان في نيتي أن أكتب في هذا الشأن. أرجو أن أكتفي بما تكتبون. تدخل غير أهل الإختصاص الديني أمر خطير ومهم ، وأحد أهم أسباب البلاء في الأمة الإسلامية. قال الإمام علي (عليه السلام) لو سكت الجاهل ما اختلف الناس. لماذا تعددت الفرق الإسلامية حتى صار عددها بالعشرات أو بالمئات؟ لأن غير علماء الدين يفتون ويحكمون ويفسرون القرآن... ليس أسهل من الكتابة في امور الدين ، ولكن الصعوبة هي الكتابة في علوم الدين ، والأصعب أن يعلم الناس ما هو الفرق بين الحديث العلمي والحديث الفكري البشري الذاتي. إنّ أكثر المدّعين علوم القرآن مثل د. محمد شحرور والمرحوم سبيط النيلي وسروش الإيراني وأحمد القبانجي. قد علموا شيئاً وغابت عنهم أشياء. ولقد سمعت بعض ما قال د. محمد شحرور في تفسيره آية (نون والقلم وما يسطرون) .فرايت أن كلامه بعيد عن الروح العلمية تماما ، ويفسر القرآن بمزاجه وثقافته الخاصة. وياليت عندي الوقت الكافي أفصّل في الردِّ عليهم ، وبينت ضآلة وضحالة منهجهم العلمي من أساسه. بارك الله بك أيها الباحث عن الحقيقة من مصادرها الأصيلة. أتمنّى أن تتوسعوا في بحثكم المهم هذا.
قال الإمام الصادق (ع) : يا نعمان !.. إياك والقياس ، فإنّ أبي حدّثني عن آبائه أنّ رسول الله (ص) قال : مَن قاس شيئا من الدين برأيه ، قرنه الله تبارك وتعالى مع إبليس في النار ، فإنه أول من قاس حيث قال : { خلقتني من نار وخلقته من طين } ، فدعوا الرأي والقياس !.. فإنّ دين الله لم يوضع على القياس . ص286 المصدر :الاحتجاج قال النبي (ص) : قال الله جلّ جلاله : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي ، وما عرفني مَن شبّهني بخلقي ، وما على ديني مَن استعمل القياس في ديني.ص
|
|
الاسم: |
اثير الخاقاني |
التاريخ: |
2013-05-17 16:50:46 |
|
السلام عليكم لم يتبين لي الامر من تعليقكم ...انا لم اعلق على موضوعي اولا حتى تشكروني بقولكم :شكراً جزيلا على التعليق ، فلكل رأي، وجهة نظر مضادة..واذا كان هناك تعليق باسمي فانا غير مسؤول عنه انما هو خلل في الموقع .. اما ان قصدتم من تعليقكم هو الاشارة الى المنشور اعلاه ..فلكم الحق في الاعتراض وابداء رأيكم .. ولكني اختلف معكم في ثلاث : الاختلاف الاول :من حق اي مثقف ان يقرأ ويناقش في مختلف المواضيع ..ولكن ليس من حقه ان يكون مصدرا لهذه المواضيع ..الاختصاص هو مصدرها فقط وهذه بديهية لايختلف فيها اسلامي عن علماني .. الثاني منها ..انا لم اقل ان الدكتور شحرور قال بالتعري ..راجعوا ..وانما قلت انه حذف غطاء الرأس من مفهوم الحجاب ..والفرق واضح بين الاثنين .. الثالث منها ..هل ثبت ان الحجاب يسبب اضرارا من الناحية العلمية ؟؟ كم هي الاضرار مع الاضرار من الاسفار عن الشعر ؟؟ راجعوا يا اختي او يا اخي المعلق قبل الكتابة .. اخيرا ..لست مفتيا ولا عالما ..انما انا كاتب وباحث ..اطرح فكري دون ان اكون قاضيا على احد ..واحترم رأيكم |
|
الاسم: |
D |
التاريخ: |
2013-05-12 11:32:04 |
|
شكراً جزيلا على التعليق ، فلكل رأي، وجهة نظر مضادة ،،، ولكني أحببت أن أشير إلى إفتتاحك موضوع الجدل بعبارة " لو ان باحثا في اللغة او الفكر كتب في تشريح المباني الهندسية ...الا يكون الدكتور شحرور اول المعترضين ... هذا استرجاع سريع لادبيات الكتابة اولا قبل ان نخوض النقاش ..."، ولي مداخلةصغيرة هنا، فالعلوم المتخصصة تختلف إختلافا تاماً عن علوم الفكر والدين، فقد جعل الله تعالى كتابه والقرآن بنفس لغة الإنسان وقابلة للفهم بإستخدام العقل البشري المدرك بالفطرة لأمور الكون والخلق ، فالمقارنة هنا بين أنواع العلوم في غير محلها..
ثانياً عند إنتقاد فكر معين ، توجب الإشارة إلى النص الكامل الذي كتبه المفكر محمد شحرور ، حيث أشار إلى وجوب ستر وحجب العورات وكامل الجسم ، ولم يبيح التعري بأي شكل من الأشكال ، الجدل هنا فقط هو غطاء الرأس ، بغض النظر عن اللفظ المستخدم لوصفه ( حجاب، غطاء، إلخ).
أما مداخلتي في هذا الجانب ،، هو التناقض الذي يظهره شيوخ الدين والمفتين حول تحريم كل ما يؤدي إلى أذى الجسد مثل التدخين ، وبما أن غطاء الرأس يسبب أذى فعلي للشعر وجلدة الرأس ، وهذا عن تجربة حيث أنني أرتدي الحجاب بشكله المتعارف عليه حالياًمنذ حوالي السنة، فلماذا لا يتم تحريمه أو الإشارة إليه على الأقل!! أنني مع الستر والحشمة وعدم إبداء العورات ولكني ضد غطاء الرأس تماما، فهو لم يذكر في القرآن ، فقط في تأويله من قبل بشر عاديين لهم قراءاتهم وفكرهم.
حسابنا عند الله وليس عند عبيده.
وشكراً
|
|