أصدقائي أطرافي ,, يوماً ما سأصبح مشلولاً
الى روحك حتماً الى صباح رشيد .
صباحات مؤجلة .
خارج المتن
كان يمضي وحشدُ من الصبية يتقافزُ حوله ,,
يلملمٌ أوراقاً تسَاقط
واحدةٌ تلو ألاخرى من ذاكرته المثقوبة.
مرسوم عليها بالونات , زهرة جوري , باص رحلةٍ مدرسية , كاسيت صوتي للشيخ أمام وعبادي, رقيم بابلي , وجهُ أمه الموشح بالشّيلة .
في أخر صورة عند حدود الالم سقطت ذاكرتهُ كلها .
فر الصبية فزعين ,,,
كانت ذراع مبتورة لرفيقه في الحرب
وكأس مترعة باليورانيوم المنضب .
داخل المحنة
اليوم هو الاحد اذن... موعدي مع الاحبة في شارع المشي..
وهل هناك شارع للزحف ؟؟
لماذا يطلقون عليه اذن شارع المشي... صباح الخير ايها الشارع.. صباح الخير ايها الوطن المدمى بالحنين فما بين شارع المشي بكوبنهاكن وبين الوطن متسع من الضيق متسع من السنوات الضوئية..
اخبرتني امي ذات ليلة من النعاس الجميل .. اني والدي القادم من قلب شهرزور العراق كان يؤنث المذكر ويذكر المؤنث..(( روله كيان .. اكه داربه ))
اياك ان تفعل ذلك مثل أبيك سيضحك منك الصبية. وأبي ينفث دخانه السمتديم من سيكارته كدخان الرين الراقص في قلب النواب.
ليقول لها (( وزاي لوبينه )) دعيه فلاتستوي الجملة لديه لكنها كانت تفد للقلب من طيبتها فقلب ابي لايعرف غير لون الحليب الذي ارتشفه من صدر الجبال العاليات... أووووووه
من حفز ذاكرتي الان لتلك الكلمات .. ربما هذه الدنماركية الفارعة الطول والبهاء.. لكنها لاتملك خجل سمورة بنت الجيران .. ذلك الخجل الطفولي الذي يعتري خديها الحمراوين كلما نظرت اليها ملتاعا من فرط الحب " ولك صباح لاتباوع على بنت الجيران... يمه جارك عارك" هكذا يفززني صوت امي من حلمي الطفولي ذاك... عارك .. عارك .. اي عار ذاك الذي حملناه كخشبة المسيح.. بلاد نائية وعيون من العسس تطاردنا حتى في الاحلام .. ذات ليلة انتزعوا سمورة من حلمي ولم ترجع من هناك.. كلما حاولت ان استعيد صورتها تأتيني بلا وجه.. يالذلك الحلم البائس.. اين انا الان .. نعم في شارع المشي.. اين الصحبة اذن...... طالما خذلوني بالتأخر..
سيقول باسم فاتني باص (( النوربورت)) وسيقول خليل أخرني البرد.. يالهذا البرد الذي لاينتهي. أيا برد الثكنات خذني الى خندق شهقات الثكلى
تتذكر ذاك البرد ؟ .. تتذكر ياصباح ؟,,, أي واللوعة أتذكر .
أتذكر تلك السومرية الفارعة الحزن كانت ترتل تعوذيات...........
(( مشيت أمسح شواربهم من الدود ,, لكيت الدود ماكل حته الخدود )) .
.انه البرد الاسكندنافي.. لانقيض يقابله الا الحر العراقي...
أي مفارقة اذن ,,ننتقل من حر الكون الى برد الكون!!
في الطريق الى عفك تذكرت مثلها القديم قيم الركاع من ديرت عفج.. لماذا الفقراء مثار التندر دوما.. في ازقة الشامية والدغارة و الشنافية كانت رائحة القرى المحاذية تثير شهية الاسئلة وتطلق صوت مغني مجهول بمواويل عتاب... معاتبين.. ((معاتبين أجدامكم عتب الشواطي امعاتبين.ومنتهي احنه سباح ابجرفكم منتهين ... يلي شوفتكم عزيزة اعله المضايف )).. تأخذني الكلمات الى شقوق الارض خذوني أليها ,,
أيها الذباحون لاحلامنا. ايها الناس ان الله يحيى فلماذا انتم تنهون الحياة...
ايها الاصدقاء في شارع المشي وشوارع الدغارة والوزيرية والحيدر خانه والكرادة والسعدون ياشوراع تسكعنا المر .. لقد تأخرتم علّي ؟ .
انا متعب الان .. سالتقيكم هناك عبر ضفاف بحر النجف ممتطيا جسدي المخضب بالياسمين وقرنفل قلادة من جيد أمي .. ساعبر الان ..
وداعاً .....
أنتظر ياصديقي ,,, تمهل ياصباح,,,, انتظر ((( فدوه أنتظر ))) .
ألتفت وودعني بأبتسامته الطفولية المشاكسة ,,,,,
ودعته بتراتيل سومرية وحرمل .......
اربخا- السويد.
القيت في الحفل الـتأبيني المقام لروحه الطاهرة في كوبنهاكن/الدنمارك
•2012-06-20
علي ريسان
التعليقات
الاسم: |
احمد طابور |
التاريخ: |
2012-10-24 07:09:35 |
|
علي ريسان اخبرني بن خالتي عدي(بلجيكا) عن ابداعك لكني لم اعرف بانك بمثل هذه الروعة والجمال واسف جدا لتاخري بالتلذذ بابداعك دمتت رائعا مبدعا |
|