من يدفع فاتورة الازمة
قد لا يعلم المتابع العادي للاحداث او المواطن البسيط ان الخلافات والتناحرات السياسية لا تؤثر على المكتسبات والمكاسب التي حصل عليها السياسيون حتى وان تعطلت حينا او اوقفت، فالرواتب تصرف في مواعيدها المحددة حتى وان كان صاحب المرتب خارج الحدود او مختفي في مكان ما،بعد صدور امر قضائي او سلطوي ضده، والنثريات والامتيازات اذا لم تكن صرفت بداية السنة المالية فهي محفوظة ولا خوف عليها،واجلا او عاجلا سيحصل عليها من اصبحت من حصته،بموجب المحاصصة العتيدة التي دابنا على العمل بها ودرجنا عليه منذ عام 2003.
ولهذا نرى ان الكثير من الاشكالات البسيطة تتحول الى ازمة وقضية راي عام ويتخندق حولها المختلفون مع علمهم الاكيد على خروجهم منها من دون ضررمادي واحيانا حتى معنوي,
لكن من يكتوي بنارها هو المواطن بعد ان ياكل السياسي حصرمها،وعادة ما يكون نتاج كل ازمة مفخخات وعبوات وقذائف هاون وعمليات ارهابية تقع في هذا الحي او ذاك غير مفرقة بين مواطن واخر وحاصدة الارواح البريئة، تاركة للسياسيين تبادل الاتهامات والنفي والشجب والاستنكار وتحميل بعضهم مسؤولية وقوعها، كما ان انعكاس التناحر بين اطراف العملية السياسية على الخدمات والمشاريع امر لا يختلف عليه عاقلان، بسبب انتماءات المسؤولين عن الخدمات الى هذا الطرف او ذاك،مما يجعلهم يتضامنون سلبا او ايجابا مع الطرف او الطائفة التي ينتمون لها،ويهملون واجبهم الذي يقبضون عليه اجرا بملايين الدنانير،على سبيل المثال نحن في الصيف وازمتنا ولدت من رحم الشتاء وهي لاتزال تكبر وتتفاعل وتقضي على كل امل بتوفير ساعات كهرباء اكثرفي هذا الحر اللاهب وماء شرب لاكباد حرى،في حين يقضي اصحاب الشان صيفهم بين مطارات العالم ومدنه التي لا تتعدى اعلى درجات حرارتها ال (25)م او في بيوت وفلل مكيفه في المنطقة التي تعيش اجواء ملتهبة دوما ويطلق علىها الذين لم تسمح لهم الضروف بالاقتراب يوما من اسوارها (الخضراء).
هل يعلم سياسيوا اليوم واصحاب القرار لو ان المعادلة تغيرت واصبح السياسي مواطنا ولو بمعجزة،هل سيبقى صامتا على ساسة لا يعيرونه اهتماما الا ايام الانتخابات وايام الازمات ؟؟
د. وحدة الجميلي
التعليقات
|
تحليل موضوعي يستحق الوقوف ...نتمنى ان تتواصلي وتكوني قريبة من المواطنين وابناء الشعب والخطاب الوطني البعيد عن الطائفية والعشائرية والمناطقية ...تحياتي ولك التوفيق .. |
|
الاسم: |
ابراهيم الثلج |
التاريخ: |
2015-02-04 13:53:37 |
|
الوطن جريح كيف نرسم الفرحة على الوجوه من بعد ضيم سنين... كيف تنظف العقول من خبث سرى في العروق كسرطان مخيف ...ياويل قوم ينصحون في النهار وفي الليل يبقون سكارى مخمورين... ينسوا العهد والحلفان على القرائين ...يترنحون شوقا للدم لاينطقون بصدق..
|
|
الاسم: |
بكر فاروق |
التاريخ: |
2014-11-27 09:24:51 |
|
اعلمي انكم قد فشلتم في كل شيء واننا عرفناكم على حقيقتكم وشكرا |
|
|
بوركتي على هذا الكلام الجميل ودمتي لنا صوتا للفقراء داخل البرلمان تحياتي |
|
|
تحية طيبة للجميع .. د. وحدة الجميلي .. هل ممكن أن تذكري لنا ماذا صنعت أنت للشعب ؟ ألست واحدة من هؤلاء السياسيين ؟ مقال جيد بالنسبة لمن تريد أن تشارك بالانتخابات مرة اخرى .. وتساهم مع السياسيين في حصد الاصوات .. فالانتخابات قريبة .. اعذريني لصراحتي .. وتعبيري عن رأيي .. فنحن في بلد يتشدق بالديمقراطية طوال الوقت ..
أخوكم صفاء سعدي مزهر المعموري صحفي / اعلامي / قاص / شاعر / مصور فوتوغرافي
|
|
الاسم: |
احمد علي |
التاريخ: |
2012-11-08 07:02:46 |
|
تذكري ايام الانتخاب وكوني مع الشعب ضد قرار قطع التموينية عنه في اذار القادم |
|
الاسم: |
احمد علي |
التاريخ: |
2012-11-08 07:01:00 |
|
ارجو التفضل باطلاق صوتك ضد قرار قطع الحصة التموينيةفي شهر اذار القادم لانها جريمة بحق المواطن العراقي المظلوم وصوتك ضد القرار من شرف المهنة والقسم الذي اقسمتيه بالدفاع عن ابناء بلدك ضد الجلادين مها كلف الامر-- تحياتي لك |
|
الاسم: |
قابل الجبوري |
التاريخ: |
2012-10-12 10:15:23 |
|
د . وحدة الجميلي تحياتي لك ولقلمك الرائع |
|