حبّة فاليوم
حبّة فاليوم *
أهلاً أهلاً أيها المساءْ..
قهوةٌ بطعم الأعوام المرة ..
كسرةُ خبزٍ مغموسةٌ بالذلِّ ..
وقلنا: نحيا ..
***
عن الوطن حدّثونا ..
عن الأشجار والأنهار ، حبّات الرمل والشواطئ
عن الوطن حدّثونا حكايا وحكايا ..
وفي الآخر ..
صادروا منا شهادة الميلاد والمرايا ..
أسماؤنا .. عناوين بيوتنا ..
حتى أرقام الهواتف التي لا ترنْ ....
***
أهلاً أيها المساءْ ..
زجاجة عرقٍ مهرّبة ..
سيجارةٌ مهرّبة .. وابتسامة بلا رياءْ ..
فلا التراب يعني لهم شيئاً ..
ولا المياه .. لا.. ولا الدماءْ ..
كلُّ هذه الأشياءْ .. مجردَ أشياءْ ..
فنحن يا صديقي مرميون في زنزانةٍ بحجم الوطنْ ..
سجائرنا ، دخانُ حربٍ لن تنتهي ..
أسعارنا ، بلا ثمنْ .
أخبارنا مكررة ..
أشياؤنا الحلوةُ مبعثرة ..
في الخنادقِ مبعثرة ..
في الشوارعِ مبعثرة ..
***
أهلاً أهلاً أيها المساءْ
حبّة فاليومْ ..
حبّةً يا سيدي ..
ولتغفو على أسيجةِ منازلنا .. وخلف شبابيكنا ..
ولتغفو على أرصفة السكارى ..
فهذه المدينةُ بلا زمن ..
وعندما تفيقُ ..
سيرسلون لها من يضاجعها ..
ويخدّرها من جديدْ ..
***
العراق / بغداد
1 / شباط / 1983
..................................
* هذه القصيدة كتبتها وانا اعاني من قضيتين بحث علمي لم يكتمل حينها، وقصيدة من الوجع لم تكتمل هي الاخرى. وليد.
أ د. وليد سعيد البياتي
التعليقات