تهافت الطغاة
بعد انكفاء الشر ودحره ، في منعرجات الزمن ونحره ، على موقد حرية الشعوب ، وبات قربانا لدفع الكروب ، عن ساحة الملل المقهورة ، ووثيقة بالدم كتبت وممهورة ، من وريد انسان سَكَعَ ، داخل السكون وما نَكَعَ ، مشى مع الحافة طويلا ، ما نبس وأطلق عويلا ، كيف به يسقط الصنم ، يخض ضرعا ويهش الغنم ، وهوالواجم في نفاقه ، ولا يتردد في عناقه ، فلبث عقودا يمضغ الكمدا ، بعين سليمة تشكو الرمدا ، سيفه في غمده صَدِأَ ، والجبن في قلبه حَدِأ ، لا يحفزه نبل الهدف ، كي يخرج من الصدف ، ألِفَ الزور في حياته ، وتقنع العبث في أناته ، فأمسى طاغية بحق نفسه ، ويقارع القدر في همسه ، يخوض حياله معارك الصمت ، منتصرا عليه بغلبة الكبت ، ويهرق الدم من قابيل ، في ملحمة الثأر لهابيل ، كل يوم يتهيأ لهجمة ، وتتلألأ في سماءه نجمة ، كان الله في عونه ، لرحابة فضاءه وعمق بونه ، في الجنون وداء الفصام ، لأنه بالغ في الخصام ، مع ضلال وطواحين هواء ، فهو النمرود في الخواء ، المرء في شرقنا العريض ، يهلوس كما يفعل المريض ، يهذي بالكبرياء في باطنه ، ويخلي العرين من قاطنه ، ودونه النمل في القفير ، يبني الممالك على العفير ، عله يعتبر منه ويرعوي ، وتحت علم للتوحد ينضوي ، لبناء الانسان قبل الموطن ، بالعلم ليس باللبس و القرطن ، واذاك يسمو ويعلو شأنه ، عندما الراعي يرحم ضأنه ، حينها الطاغية لا يسترسل ، في القهر لشعب يستبسل ، فلولا كان الغرب معينا ، لبقيت شعوب سنينا وسنينا ، تحت نيرالرعاع الهمجُ ، من طواغيت اللذات الحبجُ ، وما كان تقادعهم باليسير، بالرمح الاعوج والدابة الحسير، فبفضل من الله والأغراب ، وبصقورمعلمة تنقض بالأسراب ، غدونا بين عشية وصبحها ، أحرارا والطغاة بان قبحها ، ولم يكن الربيع ربيعا ، والشعب بالقوة محصنا منيعا ، لولا رعدة ساقت المزن ، بالفيض والقطرومسحت الحزن ، من الوجوه الكالحة فأشرقت ، بنورالحرية والأرض أغدقت ، بنيها بالسنابل حين الحصاد ، وهم يغذون السيرللمصاد ، من قادة مهمتها الانسان ، تحابي وتطلق فيه اللسان ، وا لهفتي على بقية كبحت ، جماح ثورتها والنُهزَةُ سنحت ، فأقعدها نعيم زائف يزول ، وأبدلت به عتق العقول ، من ربقة الفكر الأوحد ، لنظم صنمية في الأبجد ، ولم تغريها سعة الرحاب ، في الرؤى ومنهج الخباب ، في حياة لا ولن تهدأ ، ولا تنتهي من دورة لتبدأ ، عبر الآفاق من جديد ، واهبة الخير والعمرالمديد ، لاناس جُعِلوا هدفا أسمى ، ولا يقودهم متمذهب أعمى ، يترصد الخافية في الصدور، وينوي العبث بالغيب والمقدور، فقد حلت بساحتهم التهافت ، وغادرالشعب الصمت والتخافت ، وثورة الغلمان في أوجها ، وصراخ السادة في فوجها ، تحت مطرقة تدك رؤوسها ، وتعيق فعل البلطة وفؤوسها ، فلا حياة بعيد اليوم ، لطاغية يمشي في القوم ، الا والحضيض آخر مثواه ، عهد ينطق وهذا فحواه ، بين الشعوب وقوى الخير، ممن عُلِموا منطق الطير، بفضل الله والفكر السديد ، وعشق الحياة بالحرص الشديد ، واِنْ كانت في طباعهم ، ثلمة استقوها من ظباعهم ، غيرأنهم للحرية عاشقون ، وليسوا مثلنا خُنُعً فاسقون ، لا نصلح للعير والنفير، أو جَرَّسهم من الجفير، للخيرنقذفه ويطال ظلما ، من فاسد أويرفع غرما ، نستغيث الخلاص من الغريب ، ليدفع عنا شر القريب ، أية حكمة فينا جُبِلَتْ ، وأرحام بأجبن الأجنة حُبِلَتْ ، لا تستسيغ معيشة الأحرار، ويطيب لها الرضوخ للأشرار، ولا يندى منها الجبين ، متى بربكم نعي ونستبين ، ونتعلم منهم بعض الدروس ، نغتدي بها وتحمينا كالتروس ، والله فضلهم علينا كبير، بعد أفضال العلاَم الخبير، ديدنهم قلم يحتمي بالسيف ، ومبدأ ينآى عن الحيف ، وللعدالة فيهم نصب قائمة ، والنفس في انسانهم هائمة ، تغدو وتروح كما تشتهي ، في حياة دائمة لا تنتهي ، مصلحة مفسدة هي وربها ، تعيش للحرية مطلق لبها ، لا ضرروضرارلغيرها ، بالمتعة تقفز في سيرها ، والمرء عندنا خائريتجشم ، العناء لعيش الكفاف ويتهشم ، روحه تعبة تذوي وتذوب ، وهي المخلوقة كي تجوب ، كل الدنيا وتهفو للغرام ، وتروي ظمأها بالحلال والحرام ، وتقتفي كل أثر للسعادة ، بشغف عاشق فوق العادة ، الحياة واحدة اِن زالت ، بالدموع من الآماق سالت ، ما نفعها لم تكن حرا ، وتحلق في السماء غرا ، آه من الظلم والغدر، كليلة ليلاء بلا بدر، يعمى في سوادها البصر، والقلب بالأسى والهم اعتصر، أجبروا الحياة أن تلبس ، السواد تقعي وأن تخنس ، فالحر فينا يتأقلم كالعبيد ، بصحبة ظالم مخز وعتيد ، فهلا أخليتم للمارد السبيل ، فوحده هو السيد النبيل ، يأتي وفي أعقابه الحرية ، يصطاد الهمج وحمقى البرية ، في بيانه السحر والعبق ، والموت يصحب كواسره بالشفق ، تأتي مسرعة سرعة البرق ، للنيل من طغاة الشرق ، وتنهش كل جائر وشائن ، وتطهرمن جيفهم المدائن ، فالسقوط بات عرفا سائدا ، ورمز لقلب النظم ورائدا ، سلمت يداك أيها المارد ، دونك اللئام وانت الصارد ، أثخِنْ فيهم القتل والجراح ، ليشتهوا قطرة من القراح ، فلا يجدون الا الحميم ، وسوء مآلهم والموت الذميم ، وذرالبلد خلفك رهوا ، تملأه الحرية حبا وزهوا ، وتهدأ في القلوب نياطها ، بعد رعشة البلوى وسياطها ، في أيدي الأزلام والعسس ، وهم يجلدون ويكبتون النفس ، لقد تم الفتح الأَغَر، وخاتمة الطغاة أدهى وأَمَرّ، لتستريح الناس بعد العناء ، برحيل الظلمة الى الفناء ، ويرتشفوا من عذاب البرزخْ ، والخلائق ثانية لن ترزخ ، هكذا كانت وتكون المشيئة ، نهاية تخزي الأنفس الدنيئة ، من الفراعنة وساسة الفساد ، وفرحة تعم بين العباد ، بتهافت الطغاة وكبارالجناة ، ودحرالبغاة وأحقرالزناة ، والسلام ختام .
خيري هه زار
التعليقات