خبزالرقاق

بعد تسنم المرأة مهام الرياسة , داخل الأسرة وخاضت في السياسة , وأضحى الرجل يتبنى طرق الكياسة , جارا ذيل التبعية لغادته المياسة , دونما وجل ولا خجل وبعجل , دنت الكثير من موروثاتنا من الأجل , وباتت قاب قوسين أو أدنى , من الأنقراض وفقد القيمة و المعنى , وأصبح من يراها ذات قيمة , يوصم بالجهل ويحمل أفكارا عقيمة , ولا يعتد له بقول أو عمل , ورأيه محض هراء وخطل , ولأدارة الأسرة... لا يصلح , واذا رام الافحام في مشكل لا يفلح , وخير له أن يتوارى ويختفي , بظله الثقيل على الكل ويكتفي , بالنظر والأستماع فحسب , ولا يقحم نفسه بالكار والكسب , وعليه فقط واجب فيه يجود , ألا وهو الكد لجلب النقود , فالمشيئة تدعو ان يعمل ويسكت , اذا اراد نجاة أوان يفلت , من التوبيخ والتأنيب والتجريح , ووصيتنا له ان يكف ويستريح , دون ان يشعر في ضميره وخزا , او يسمع من الآخرين نكرا او ركزا , وحديث الهمس طبعه غالب , في حياته المنكدرة من الغاصب , ولكن ليس عليه عتب أو وزر , فالكل على شاكلته الا النزر , فزمن الرجولة قد ولى , تعبث الأنوثة بها وتتسلى , ولا ضيرعلينا من المجاراة , يا ويلي فقد بدأت المباراة , ونرجو من بني جنسنا معشر الرجال , وحاشاهم من تصنيفنا تبعا لأبليس والدجال , او من مثيري الشغب والفتنة , فخير لنا منه الجذام والبطنة , وكله على بعضه ليس الا مقال , وشىء من الحق رغبتنا في ان يقال .
وموضوعنا فحواه هنا خبزالرقاق , الذي كان يوم العسرة ظهيرا للرفاق , ولا نقصد رفاق البعث الزائل والمقبور , فلا يألبن علينا القارىء او يثور , وكان زاد المواصلة في الكفاح , جنبا الى جنب مع العتاد واللفاح , والثوار به يستمدون القوة والاصرار , فانه بحق كان خبز الاحرار , العدو كان يعول عليه بالمنع , مهددا دابر المناضلين بالقطع , ولا حياة لثائرجعبته منه خلت , صنو للذخيرة ما ودعته يوما وما قلت , انطوائاته الشبيهة بحجابات السادة , لا تخلو من سر دفين فوق العادة , مسغبة الراعي أوارها به يستكين , فيغدو بين غنمه ذا نشاط ومكين , هل من الانصاف بحقه ان ينقرض , ولا يجد في ساحته من يعترض , ويرحل عنا مغبونا الى الفناء , بحجج واهية يتذرعن بها النساء , اين انتن يا امهات الحشمة والجدائل , هل رضيتن بالكاسيات عوضا و بدائل , انه لشرخ اصيب به الجدار , ووصمة على الجبين ملؤها العار , ان نقذف بالباطل جزافا على الحق , ونترك خبزا كل عيبه انه لان ورق , حري بنا أن نقيم له الحداد , ونترع في رثائه القلم بأعمق المداد , من ذا الذي يرضى ويبتهج لفقده , غير مفسد باذخ مجبول على نقده , اشباعا لمازوكيته من الجنس اللطيف , وفي غير هذا الموضع سادي و عنيف , الا سحقا للمال يغيرعلينا المألوف , ويرم المرء في قاع جهنم غير مأسوف , يستبيح فينا الحرام والذمم , ويثبط العزم والشكيمة وينخر الهمم , ولولاه لما فارقنا ذلك الخبز الندي , والتجأنا الى الرغيف والصمون الردي , انها قلة حيلة , بل وحتى رذيلة , لنا نحن الذكور , في فلك النساء ندور , وهن يتبرمن من الخبز الرقيق , بل وحتى يبعن البر والدقيق , لكيلا يعجن ويخبزن,فبمرآى العجين يفززن .ولهذا الخبز المهضوم خصائص , ترتعد على وقع اسمه الفرائص , وما يميزه بين باقي الانواع , اول ما يتناهى الى السمع انه مواع , كذلك مايمتاز به من خفة , بمجرد اقترابه من الشفة , حتى يتلاشى مسرعا في الفم ويذوب , دونما طحن من الاضراس وكار دؤوب , صدى فعله في الامعاء يسري ,يتهادى في المرىء وهو يجري , متجها صوب المعدة والجوف,سلسا مستساغا دونما عدوى او خوف , من تاثير لبكتيريا او فايروس , كالذي اجتاح قلب اوروبا والروس , وبسرعة مذهلة غير مسبوقة , يتم هضمه ويلتحق بالجوقة , ايها المارق الخفيف في البطون , عون انت للذي غزاه السنون , يكفي لهرسك شفاه ولثة , كي تصبح في البطن جثة , دونما حاجة لسن او ناب , فانما انت رديف للكباب , حديث وصف مزاياك يطول , انما يفهمك الشره الأكول , وما يعنينا في هذا المقام , لم قد تغور بين الأدام , وفينا عرق نابض يخفق , وناظر الى رقتك ويحدق , هل انقطعت بنا السبل , أم خسفت فينا النبل , لا والله لن ندعك يا قارون , ان تجعل خبزنا بين يدي شارون , ليقله بزورقه الى الجحيم , ويسومه مر العذاب والحميم , قسما سنعاود الكرة تلو الكرة , ونهشم على رؤوس النساء الجرة , فما جدوى عتق الجارية كي تصبح حرة , ان لم تكن للطبخ والتخبيز فلنقاطعنها بالمرة , هذا عهد نقطعه مع النفس , ان نعود كما كنا في الأمس , يوم كنا غداة البين رجالا , ولا ندع للشديدة منهن مجالا .نعتذر وبشدة من السادة الأصدقاء , فقد أخذتنا العزة بالأثم والأباء , وغزت صدورنا من الحمية موجة , فأنستنا دور الحمل الوديع والنعجة , في ريادة القطيع والرعية و الراعي , وأفقدتنا صواب الرأي وبذل المساعي , ونتعلق بذيول جلابيب الكريمة , ونستدر عطفها واستذكارها برابط المشيمة , فمن حقها ان تستشيط من الغضب , فقد قلنا بحقها ما يدعو للصخب , فبالله عليك يا ام البنين , جئناك متلفحين بالأنين , وعفوك وسماحتك نرجو , ونعدك بعد اليوم لن نهجو , موسومة انت ملئى كرما وسمحا , رضينا بانفسنا شعيرا وبك قمحا , هيابة انت يا زرقاء اليمامة , فعشك دافىء وحضنك ادفأ من عش الحمامة , قفر وبيداء وجودنا وانت غمامة , لا يطيب لنا عيشا بدونك ولا مقامة , درة انت من بين اليواقيت , شكلت لنا من وحي سليمان والعفاريت , لا يخالجنك شعوراننا قاهرون , فوالله نحن على راحتك ساهرون , ونجعلك سلطانة على أكف الراحة , مكللة بتاج العزة علينا ولك الساحة , وسامحي فينا تلك الكبوة , ولا تحسبينها من الجفوة , والله من فوقنا شاهد وعليم , لا يبغضنك الا مارق ولئيم , انما بغيتنا من سنى لطفك الرقراق , اسداء خدمة الا وهو خبز الرقاق , والسلام ختام .
خيري هه زار
التعليقات
الاسم: |
فراس حمودي الحربي |
التاريخ: |
2011-09-12 21:30:41 |
|
خيري هه زار
---------------- ///// لك ولقلمك الرقي سيد كريم دمت سالما
شكرا دمتم سالمين ياابناء النور
تحياتي الفراس الى الابد سفير النور للنوايا الحسنة |
|