لوح الحواجز ... نقاب بغداد
( رجع كلكامش يبحث عن مقهى
في "الميدان" ليشرب الشاي مع الوراقين ،
مسح التراب عن وجه المتنبي
جّمع ألواح ملحمته وقرأ ):
1
غسلت بغداد وجهها بدوران ماء السرفات / ظهرت التجاعيد فلبست بغداد النقاب / القصب غزى دجلة / أحاطها كثيرا / فكان خيطا لوشاح النقاب / السرفات طعنت الرمل الأرضي بخناجرها / فتحت عينا للرمل الدافق ، فاصفر وجه السماء / وتغطت بغداد رملا / فكممت وجهها بنقاب الحواجز والرمل .
بغداد طعم الحياة والقمح / سرفات الطوفان التي مرت على جرحها وضعت بدل الضماد الملح / فوارت الجرح عن ساكنيها بلفافات الحواجز وأسوار الحديد /
الحواجز قتلت (هشمت)قوارير مفاتن الأنثى في الجسد الغض فتشوه الوجه واشتعل الشيب حبرا ثم دارت الحياة .
2
بغداد سر الخبز ورائحة البخور المقدس / إنها سليلة ( كي ) المشطور من (أن ) عندما شطرهما الإله مردوخ فكانت ( كي ) هي الأرض وكانت بغداد بنت الأرض وطعم الوجود وقبلة عشاق القداسة ...
بغداد خلف نقاب الحواجز تأن أنين الثكلى على وجهها المجعد / تشعبات الشوارع شكلت خطوطها على الأديم /
المارون المتشحون بالسواد شكلوا خيطا آخرا لنقاب بغداد المعتم ، اتحاد الأقواس المنحنية للسماء فتحت أبوابها للموت / أدخلوها غير آمنين / ليل بغداد خلف نقاب الحواجز يدير قدر الأفكار بحساء الرؤوس وأشلاء الأيدي الممزقة ، النقاب أخفى ملامح الموت ، لكنه إعلانٌ لضيوف الموت .
3
بغداد بنقابها ولت وجهها صوب الشرق حاملة صليبها مثل القدسين المعذبين في الأرض الأحياء في السماء عند حوض الكوثر / لون البياض شاخ بالتدرج الرمادي / آخذاً بالترهل والتآكل كما لوح تهشم آخره فاختفت السطور من ملاحمها الجمالية / قباب بغداد المقدسة تبكي على مصليها المشنوقين / حاملي الرؤوس بأيديهم / المعمدين بنخب الدماء المعتق /
لون الغروب ببغداد أخذ اللون القاني / فكحل أعينها الذابلة خلف النقاب / بغداد أنثى البدو المتعبة لكنها ساحرة العيون / آسرة لكل عشاق العفة والعذرية /
بغداد مررت سيل كحل العيون خلف نقابها ببكاء الكبرياء خشية بكاء أطفالها اليتامى من الانكسار /
المارون / المدمرون / الآكلون من ما أكل السبع / آكلو المتردية و النطيحة / وما أهلّ لغير القداسة / حفروا الجوع في البطون / رسموا الخبز في عيون الجياع / أخذوا العذارى / بددوا الجمع / شوهوا الوجوه /
4
فاستحالت بغداد إلى مركز لتدوير الموت اليومي / وتزاحمت صكوك الموت على مخزونها البشري المعتق بالشعر ، الحب ، الجمال ورائحة العشب المبلل / بغداد أخذت بالبكاء على جسرها العتيق / عندما شيعوا إمام الروافض بغير عشيرة خلف نقاب الليل / وعمامة الشريف الرضي مسدت عتبات بيوت اليتامى بالوداع / والكل راح يغني : هي التي رأت كل شيء ،، وبكت بذكرها البلاد .
بغداد تتغذى بالصمت اليومي الذي أصم الآذان ، بغداد علقت على أقواسها ورقت التوت تستر مثلث ميزان الذكر ، لعلهم لا يزيحوه حفاظا على ما تبقى من بكارتها ...
عامر موسى الشيخ
التعليقات
الاسم: |
عامر موسى الشيخ |
التاريخ: |
2011-09-11 20:50:47 |
|
العزيز حدير العتابي لك محبتي ايها الصديق الشاعر .... هكذا تحسست الوجع في بغداد فكان هذا اللوح المكتوب
خالص المودة ايها الرائع
عامر |
|
|
المتألق الأخ عامر موسى الشيخ =========================== وكأنى أرى بغداد تتكلم بلسانك أيها القدير
وتبوح بآلامها ومآسيها..بقلمك الشريف
قرأتك بحب وأجلال ايها المتألق |
|
الاسم: |
عامر موسى الشيخ |
التاريخ: |
2011-08-21 23:32:32 |
|
سلوان الخفاجي صديقي الجميل شكرا لمرورك البهي تقبل ودي عامر |
|
|
عاشت ايدك استاذ عامر .مبدعوتبقى كذلك .... اخوك سلوا ن |
|
|
عاشت ايدك استاذ عامر . مبدع وتبقى كذلك ..... اخوك سلوان |
|